اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين بالقضية الفلسطينية في ضوء مؤتمر باريس حول السلام في الشرق الأوسط وتصريحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية ، والأزمة السورية والتوقعات المرتبطة بمحادثات استانة ، والتعديل الحكومي الذي جرى في الأردن أمس،واجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش " الذي انعقد في الرياض، فضلا عن الحياة السياسية في لبنان، وقضايا أخرى محلية .
ففي مصر ، نشرت صحيفة " الأهرام " عمودا للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد بعنوان "القدس خط أحمر" تناول فيه تصريح الرئيس الجمهورى الجديد دونالد ترامب بعزمه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لاسرائيل والتخطيط لنقل السفارة الامريكية إليها من تل أبيب ، مؤكدا أن من شأن ذلك أن "يشكل ضربة قاصمة لجهود سلام الشرق الأوسط، و يكون بمثابة حكم بالاعدام على حل الدولتين".
وحذر من أن تداعيات هذا القرار ربما تؤدي إلى سحب الفلسطينيين اعترافهم بإسرائيل، مما "سيجرد الوسيط الأمريكي من الحد الادنى المطلوب من النزاهة والحيدة، وربما ينهى دوره فى عملية سلام الشرق الاوسط!"، مؤكدا أن سرقة إسرائيل للقدس الشرقية بدعوى انها العاصمة الأبدية لاسرائيل أكبر عملية تزييف لتاريخ الشرق الأوسط، لانها "مدينة عربية الأصل والهوية تشكل أيقونة الحضارة الاسلامية على أرض فلسطين ورمزها الثقافى الأكبر، وليس فى طول القدس الشرقية وعرضها أثر يهودى واحد يشكل جزءا من معالمها التاريخية قياسا على آلاف المواقع والمساجد والحارات والاسبلة والكنائس القديمة التى تزدحم بها " .
ومن جهتها، أكدت صحيفة "الجمهورية" في مقال بعنوان "حماس وإسرائيل ..خندق واحد"، أن القضية الفلسطينية تظل تراوح مكانها ليس فقط لتغيرات دولية،وتراجعات في أولويات العالم،وإنما "لفرقة فلسطينية فرضتها حركة /حماس/ بصناعة إسرائيلية".
وأشار كاتب المقال إلى أن حركة "حماس " رفضت أن "تترك إسرائيل تقف وحدها في مواجهة العالم لذبح حل الدولتين. دولة فلسطينية إلي جوار دولة إسرائيل. بل منحتها غطاء فلسطينيا للرفض"، مبرزة أن الحركة التي أعلنت قناعتها بفكر "المقاومة المسلحة" واعتمدته دستورا لها، "أعلنت منذ سنوات قبولها فكرة إقامة دولة فلسطينية مقابل هدنة طويلة،وهي الآن تقف بالمرصاد للدولة الفلسطينية وتتمسك بالهدنة بديلا عن دستور المقاومة المسلحة".
وفي الشأن المحلي نشرت الصحف المصرية الجزء الأول من حوار خص به الرئيس المصري رؤساء تحرير الصحف القومية، وأكد فيه على الخصوص أن السياسة المتبعة تستهدف إعادة صياغة الاقتصاد المصري وتجديد دماءه لبناء الدولة، مشيرا كذلك إلى سعيه لإقامة آليات منضبطة لمواجهة شراسة السوق، وعزمه مواجة المغالاة .
وفي قطر، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها اليوم الاثنين، عند كلمة وزير الخارجية القطري في المؤتمر الوزاري الدولي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط الذي اختتم أشغاله أمس في باريس، مشيرة إلى أنها عبرت عن "موقف قطر الثابت" من عملية السلام، المنطلق أساسا من الموقف العربي الملتزم بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002 ، المتضمنة لإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من يونيو عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى أحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية خصوصا القرار 194.
وحذرت الصحيفة من أن غياب السلام سيزيد الأوضاع تعقيدا ما "ينذر بمخاطر لا تحمد عقباها، ولا يمكن التكهن بأبعادها وتداعياتها لكافة شعوب المنطقة والعالم"، و"يستوجب الضرب على يد إسرائيل وإيقاف عبثها باتفاقية السلام" واسترجاع الحقوق المسلوبة للفلسطينيين.
ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، لقرار أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تخصيص 43.8 مليون ريال قطري بشكل عاجل لحل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة تخفيفا لمعاناة أهله، وأيضا نداؤه "بضرورة التعاون الدولي لدراسة هذه المشكلة وتقديم مقترحات لحلها بصورة جذرية"، ما يجعل، برأي كاتب الافتتاحية، "هذه المبادرة الانسانية الكريمة قاعدة لحلول مستقبلية وجذرية للأزمة، وليس مجرد حلول إسعافية عاجلة تعود بعدها الازمة مرة أخرى الى سابق عهدها".
وفي الشأن المحلي، خصصت صحيفة (الوطن) افتتاحيتها لاستقبال أمير قطر لأعضاء المجلس البلدي المركزي، باعتبارهم يمثلون المواطنين، مشيرة إلى أن التوجيه الأميري بضرورة احتواء أصوات المواطنين وآرائهم، كل في دائرته، والانفتاح على مطالبهم، يمثل "رسالة بالغة الدلالة" للمجلس خلال دورته الحالية.
وبالأردن، تناولت الصحف المحلية التعديل الوزاري الذي أجري أمس على حكومة الرئيس هاني الملقي، مشيرة إلى المرسوم الملكي الذي أصدره العاهل الأردني بالموافقة على هذا التعديل الذي شمل ست مناصب وزارية أهمها الداخلية والخارجية.
وكتبت صحيفة (الغد)، في هذا الصدد، في مقال، أن هذا التعديل تمخض عن نجاح للرئيس في معالجة عدد من هواجسه وأزماته الرئيسية مع فريقه الحكومي ومع مجلس النواب، لكن التعديل، تضيف الصحيفة، "لم يشتبك أو يعالج الهاجس العام للمواطن، الذي يبدو أن الرئيس لم يكن معنيا بمعالجته، والمتمثل في الدخول في عنق الزجاجة اقتصاديا ومعيشيا مع إصرار الحكومة على برنامجها الاقتصادي".
وعلى صعيد آخر، أشارت الصحف المحلية إلى المشاركة الأردنية في مؤتمر باريس الدولي للسلام في الشرق الأوسط الذي عقد أمس بالعاصمة الفرنسية باريس، مبرزة في هذا الصدد تأكيد وزير الدولة للشؤون القانونية، بشر الخصاونة، في مداخلة له خلال هذا الاجتماع، أن عدم تحقيق السلام يؤدي إلى حدوث فراغ سياسي مما يشجع على اندلاع العنف ويهدد استقرار المنطقة والعالم.
وأكد الخصاونة أيضا، بحسب الصحف، على أهمية هذا المؤتمر الذي يؤكد العزم والالتزام الدولي لتحقيق حل الدولتين "الذي هو الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع العربي الإسرائيلي".
وفي هذا السياق، وعلاقة بالشأن الفلسطيني، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال أن اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني، التي عقدت اجتماعها الأول في بيروت يومي 10 و 11 يناير الجاري، رغم نتائجها المحدودة، خطت الخطوة الأولى في نجاح اجتماعها وكسب شرعية وجودها كمؤسسة تمثيلية تابعة لمنظمة التحرير، ووفرت بذلك النصاب السياسي المطلوب لنجاح عملها واستمراريته.
وأضافت الصحيفة أن النصاب السياسي الذي تحقق بحضور مختلف المكونات والفصائل والتيارات السياسية الفلسطينية، شكل خطوة جوهرية على الطريق نحو الإنتقال للخطوة الثانية في الاجتماع المقبل المفترض أن يتم في منتصف فبراير القادم لاستكمال ما هو مطلوب وهو تشكيل لجان فنية سياسية وتنظيمية تضع خطوات العمل الجدي في اتجاه تحقيق الأهداف المشتركة.
وفي شأن الأزمة السورية، وفي مقال بعنوان "مؤتمر أستانة ليس نهاية المطاف"، كتبت صحيفة (الرأي) أن مؤتمر "أستانة" للبحث عن سبل حل للأزمة السورية المزمع انعقاده نهاية الشهر الجاري في كازخستان لا يمكن أن يفضي إلى وضع حد نهائي للصراع في سورية الذي مضى عليه قرابة ستة أعوام، وذلك نظرا لكون الصراع في هذا البلد يعتبر أحد أعقد الصراعات المعاصرة بسبب تداخل ديناميات النزاع المحلي والإقليمي والدولي.
وأضافت الصحيفة أن محطة "أستانة" لن تكون نهاية المطاف لأنها تفتقر إلى مرجعية دولية موحدة، وجاءت على خلفية التقارب الروسي- التركي بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن "إعلان أنقرة" بإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة بضمانة روسية وتركية، شكل نقطة التحول للبحث السياسي في "أستانة" رغم الإشكالات العديدة التي رافقت وقف إطلاق النار من طرف النظام السوري والمليشيات التابعة لإيران في محاولة لفرض شروط إضافية على المعارضة المسلحة والبرهنة على قدرة النظام السوري وإيران على تعطيل أي مسار لا يلبي طموحات هذه القوى الفاعلة.
وفي السعودية، كتبت يومية (الشرق) في افتتاحيتها تحت عنوان "المملكة والحرب ضد الإرهاب" أن اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) الإرهابي المنعقد أمس بالرياض بدعوة من رئاسة الأركان بوزارة الدفاع السعودية يمثل دليلا على مساندة المملكة القوية للجهود الرامية إلى استئصال هذا التنظيم الإرهابي ومساهمتها الفاعلة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية لمنع انتشار هذا التنظيم وتمدده لدول الجوار.
وأبرزت الصحيفة في هذا الصدد النجاحات الميدانية التي حققها التحالف لوأد هذا التنظيم الإرهابي، لافتة الانتباه إلى أن القضاء الميداني على هذا التنظيم لن يعني نهايته مالم تعتمد دول التحالف استراتيجية إعلامية دولية للتعاطي مع المرحلة المقبلة في محاربة هذا التنظيم، وذلك بهدف تعزيز الاستقرار وتثمين البرامج التنموية والاقتصادية في مرحلة ما بعد القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها تحت عنوان "إيران وتسويق الضلالات لاختراق أمن الخليج" إن إيران "تعيش حالة مشوشة وملتبسة ما بين أحلام وأوهام استعادة الامبراطورية، وبين تطلعات تصدير الثورة لبسط نفوذها على المنطقة، وهي عملية مزاوجة يختلط فيها البعد العنصري الصفوي بالديني بالطائفي".
وأكدت أن "وحدة الخليج أمتن من أن تستطيع إيران اختراقها لأنها تقوم على محددات دقيقة، وثوابت مشتركة لا مجال للأخذ والرد فيها، وهو ما يقطع الطريق أمام حالة (الدعشنة) التي تقودها طهران، وعملها الدؤوب في سبيل محاولة تمزيق النسيج الخليجي على أسس طائفية كانت دول الخليج أول المناوئين لها بتطبيق مبدأ المساواة بين مكوناتها دون أي اعتبار لأي قيمة عدا قيمة المواطنة".
وفي الشأن المحلي، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "برنامج التحول الوطني..السكن أولا" إن رصد الدولة لما يقارب 60 مليار ريال (دولار يعادل 3.75 ريال سعودي).. لتمكين مليون أسرة سعودية من السكن يشكل الانطلاقة الفعلية لبرنامج التحول الوطني 2020، الذي يشكل بدوره الذراع التنفيذية لرؤية المملكة 2030.
واعتبرت أن إعلان وارة الإسكان أمس تخصيصا لـ 280 ألف سكن في إطار برنامج الإسكان بالشراكة مع القطاع الخاص في جانبيه التطويري والتمويلي.. جاء ثمرة منظومة متكاملة انتهت منها الوزارة لتنظيم السوق الإسكاني، لافتتة الانتباه إلى أن برامج الإسكان الجديدة ستكون منسجمة مع برنامج الدعم الحكومي من خلال "حساب المواطن" الذي سيكون بمثابة المرجع الرسمي لكل القطاعات الحكومية المعنية بالدعم، كما أن القروض السكنية وقيمتها ستكون مرتبطة بدخل الاسرة وعدد أفرادها.
وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها أن مؤتمر باريس الذي انعقد أمس بهدف بحث موضوع التسوية بين الاسائيليين والفلسطينيين، أثار غضب تل أبيب حيث اعتبره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "خدعة".
هذا التوصيف من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية ، توضح الافتتاحية، يعكس أمرين جوهريين. الأول، أن إسرائيل تعتبر أن أي مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية لا يخدم مصالحها ، إذ سيطالب فيه بالالتزام بالقوانين والقرارات الدولية ، مؤكدة أنه ليس هناك من بلد يستطيع أن يرفض مثل هذه المطالبة. ونتنياهو لا يقبل الانصياع لأي قانون أو قرار دولي، ولعل مثال قرار مجلس الأمن الأخير بشأن المستوطنات دليل واضح على ذلك. فهو قد استنكر القرار بأقوى العبارات، وأعلن أن لا قيمة لهذا القرار.
وأضافت (الخليج)، أن الأمر الثاني، أن نتنياهو يشعر أن سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ستمكنه من وأد أي أمل للفلسطينيين في استرداد حقوقهم، فإن سار ترامب على درب ما وعد بنقل سفارة بلاده إلى القدس، فهو بهذه الطريقة يكون قد وجه ضربة مميتة لأية مفاوضات مقبلة.
وبلبنان، علقت (الجمهورية) على المشهد داخليا بالقول إن هناك حركة سياسية ونيابية تطهر على السطح ، مع انطلاق العمل التشريعي يومي الأربعاء والخميس المقبلين، إلا أنها أشارت الى أن هناك تحت هذا السطح "تساؤلات حول نتائج هذه الحركة" تستند إلى الملفات التي فت حت أو واجهت الرئيس الجديد للبلاد والحكومة الجديدة نتيجة عقبات عدة.
ومن هذه العقبات تقول الصحيفة "التشكيك في مرسومي النفط" اللذين صادق عليهما مجلس الوزراء مؤخرا، وعودة ملف النفايات، فضلا عن ملف اللاجئين السوريين الذي بدا تصرف الحكومة إزاءه وكأنها تنطلق من الصف، غير آخذة بالدراسات والتحضيرات التي أعدتها الحكومة السابقة، علما أن المطروح اليوم ليس الحد من تدفقهم إلى لبنان، بل إعادتهم إلى سوريا.
وأبرزت الصحيفة أيضا تناقضا لافتا بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزارة الخارجية حيال "مؤتمر الشرق الأوسط في باريس"، إذ رحب الأول بالبيان الختامي لهذا المؤتمر، فيما اعترضت الثانية عليه.
أما (الأخبار) فاهتمت بزيارة رئيس البلاد ميشال عون للسعودية الأسبوع الماضي، مشيرة الى أن "مفاعيل" هذه الزيارة "لن تنتهي قريبا"، فللزيارة الرئاسية دلالات وموجبات أيضا، وفق الصحيفة، لأن نتائجها لن تكون محصورة بطرف واحد.
وأوضحت قائلة ،"فكما أدت السعودية دورها في الانفتاح على العهد الجديد، سيكون لها تأثير في المرحلة المقبلة لتقليص فارق السلبيات"، وفي المقابل، على رئيس الجمهورية وضع ثقله كي لا تتكرر المرحلة السابقة التي أدت الى ما أدت إليه من تعثر في العلاقات.
ومن جهتها تطرقت (المستقبل) لمؤتمر باريس حول الشرق الأوسط حول النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مبرزة مشاركة أكثر من سبعين دولة ومنظمة فيه، معتبرة أن المجتمع الدولي لا يزال متمسكا بحل الدولتين، ولن يعترف بأي قرارات احادية الجانب تتعلق بمسائل الحدود والقدس.
وفي مقابل الترحيب الفلسطيني بالبيان الختامي للمؤتمر الذي خرج بتأكيد "ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفق الصحيفة، أن "هذا المؤتمر الدولي وقرارات الامم المتحدة تبعد فرص السلام".