تناولت الصحف العربية التطورات المتصاعدة في غزة عقب عملية عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي، وسبعة فلسطينيين، من بينهم قائد في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات جوية على قطاع غزة في أعقاب إطلاق صواريخ من القطاع على الأراضي الإسرائيلية.
وأدانت معظم الصحف الغارات الإسرائيلية واصفة إياها "بالدموية" في حين أثنى البعض على قدرة المقاومة الفلسطينية على التصدي للتصعيد.
"الإجرام الإسرائيلي"
ونبدأ من صحيفة الوطن القطرية التي أدانت الغارات الإسرائيلية في افتتاحيتها قائلة إن "غارات الاحتلال الدموية، وتوغل قواته داخل قطاع غزة، وقتل المدنيين الآمنين، وعناصر المقاومة الشعبية الفلسطينية، تصعيد خطير من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي ما فتئت تتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية، ولا تأبه للعدالة وحقوق الإنسان، وتلقي بصواريخها وقنابلها على قطاع غزة لتزيد من جرائمها بالقطاع المحاصر، دون أن يحرك العالم جفنا لمحاسبة القتلة وأباطرة الإجرام الإسرائيلي".
وتضيف الجريدة: "بالطبع تشكل قدرة فصائل المقاومة الفلسطينية على التصدي لتصعيد الاحتلال، مؤشرا إيجابيا على أن المقاومة قادرة على حماية الأرض والعرض من الاستهداف الإسرائيلي المستمر للقطاع الصامد، غير أن صمت العالم على جرائم الاحتلال، يمثل بصما بالعشرة على استمرار الجرائم ودعوة واضحة للقوة القائمة بالاحتلال، لمواصلة وحشيتها ودمويتها ضد المدنيين".
في السياق ذاته، يرى عبد الباري عطوان في القدس العربي اللندنية أن "الحكومة الإسرائيلية هي التي اخترقت التهدئة، وأرسلت قواتها الخاصة في عملية استعراضية فاشلة، عليها تحمل نتائج عملها، فالمقاومة اليوم غيرها بالأمس، وباتت اكثر قوة وصلابة، والقبب الحديدية التي كلفت المليارات باتت شبه عاجزة امام صواريخ المقاومة الأكثر تطورا".
ويضيف الكاتب أن "ما يبدو واضحا مدى تطور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يوضح أسباب احجام القيادة الإسرائيلية عن شن هجوم على القطاع، بالإشارة الى تهديداتها المتكررة في هذا المضمار".
يقول عبدالله المجالي في السبيل الأردنية إن "الكيان الصهيوني يحتاج للتهدئة في قطاع غزة، لكنه يريد تهدئة من جانب واحد، من الجانب الفلسطيني، دون أن يقدم أي ثمن يذكر. هذه هي عقلية دولة العصابات التي أصبح لها كيان معترف به أمميا، ويوشك أن يصبح معترفا به عربيا وإسلاميا".
ويضيف المجالي: "لا يستطيع حكام الكيان الصهيوني أن يتخلصوا مما هو متأصل في نفوسهم من الغدر والخسة والخيانة ونقض العهود، وهم لا يرون من يمد يده إليهم إلا أنه ضعيف خائف محتاج لهم... هي رسالة إلى دول الخليج التي تلهث وراء التطبيع مع العدو الصهيوني، إن أول ما سيقوم به هؤلاء في دولكم هو زرع الجواسيس والعملاء، ولن يتورعوا عن القيام بأي عمل يهدد مصالحكم بل يهدد أنظمتكم إذا وجدوا ذلك مناسبا لمصالحهم".
"وهم العرب"
من جهتها، تقول الخليج الإماراتية إن "(إسرائيل) أثبتت للعالم، أنها لا تعير اهتماماً لأي جهد يستهدف تحقيق السلام في المنطقة، والتحركات العسكرية والسياسية التي تقوم بها، دليل على أنها غير معنية سوى بتحقيق الأمن لمواطنيها، لكنها لا تدرك أن هذه السياسة لن تحقق لها كل ما تريد. صحيح أن الفصائل لا تملك ما يمتلكه الاحتلال، لكن الأمر لا يتعلق بالسلاح، بل بالإرادة التي تعد في صلب عقيدة الإنسان الفلسطيني، وهي التي أبقته مقاوماً لكل مشاريع التهويد طوال العقود الماضية".
وتعلق الخليج على رد الفعل العربي قائلة "تبذل (إسرائيل) جهودها، لتكريس وجودها بالحديد والنار، لكن المشكلة أن هناك انحساراً وضعفاً لليد العربية التي لم تعد قادرة أن تطال أي عدو، بقدر ما صارت عاجزة عن حماية شعوبها وحدودها الجغرافية وحتى حقوقها التاريخية، وهي الثغرة التي تدركها (إسرائيل) وتعمل على توسيعها بصورة أكبر".
تحت عنوان "غدر إسرائيل ووهم العرب"، كتب ناجي قمحة في الجمهورية المصرية قائلاً إن "العدوان الإسرائيلي أشعل الموقف واحبط محاولات التهدئة في وقت كان فيه نتنياهو يرسل وزراءه إلي بعض دول الخليج العربي متظاهرا بالرغبة في مد جسور السلام والتعاون دون الوصول إلي تسوية عادلة للقضية الفلسطينية في حين كانت قياداته العسكرية تجهز لسلسلة من الاغتيالات للقادة الفلسطينيين بهدف تصفية المقاومة وفرض صفقة التصفية علي الشعب الفلسطيني المناضل من أجل حريته وأرضه ومقدساته ضد دولة مارقة عدوانية وعنصرية تتمتع بحماية الدولة الأعظم في العالم."
وأضاف الكاتب أن الفلسطينيين "يفتقدون وحدة الصف ومساندة العرب الذين يمد بعضهم أيديهم لمصافحة اليد الإسرائيلية المضرجة الآن بدماء الفلسطينيين شبابا وشيوخا ونساء وأطفالا والتي مازالت تنفذ الاغتيالات وتحيك المؤامرات لقطع الطريق علي المصالحة الفلسطينية لأن المصالحة مع بعض العرب الواهمين بالنسبة لها هي الأفضل".