قصة رائعة عن معاملة إبن لأمه وكيف عاملَه أولاده بعد موتها

اثنين, 17/04/2017 - 21:37

ها هي عقارب الساعة تزحف ببطء لتصل إلى السادسة مساء في منزل المرحوم أبي

والتي تقضي فيه أمي اليوم الأول بعد رحيل زوجها الشاب ذي الثلاثين عاما إلى جوار ربه , ولسان حالها تجاهه ,وهي ترمق صخب الدنيا :
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربه ....... شتان بين جواره وجواري

امتلأ البيت بالمعزين رجالا ونساء صغارا وكبارا ...والكل يقول :

اصبري واحتسبي , وعسى الله أن يريك في ولدك محمد ذي الثلاثة أعوام خيرا , وان يكون خير خلف لأبيه ...

وهكذا قضى الله أن يقضي محمد طفولته يتيم الأب , غير أن رحمة الله أدركت هذا الغلام , فحَنَّ عليه قلب أمه فكانت له أما وأبا ..
تمر السنون ويكبر الصغير وينتظم طالبا في المرحلة الابتدائية ..
ولما كُرِّم من قِبل المدرسة متفوقا في نهاية السنة السادسة "كونكور" أقامت له أمه حفلا رسَمَ البسمةَ في وجوه كل من حضر .. ولما أسدل الليل ستاره وأسبل الكون دثاره  قالت له أمه ـ وقلبها يتقطع يا بني ليس بِخافٍ عليك قلَّةَ ذاتِ اليد(ضيق الحالة المادية)عندنا , لذلك عزمت أن أعمل في خياطة الثياب وبيعها , وكل منايَ أن تكمل الدراسة
حتى الجامعة وأنت في خير حال ..

بكى الطفل محمد وهو يحضن أمه قائلا ببراءة الأطفال : 
 (ماما إذا دخلتُ الجنة إن شاء الله سأخبر أبي بكل ما فعلتيه معي ) ..
تغالبُ الأم دموعها مبتسمة لولدها ..
وتمر السنون ويدخل محمد الجامعة ولا تزال أمه تخيط الثياب وتبيعها حتى كان ذلك اليوم ...
دخل محمد البيت عائدا من زيارة أحد أصدقائه فأبكاه المشهد الذي رآهُ ..وجد أمه ــ وقد رسم الزمن على وجهها تجاعيد السنين ــ وجدها مضطجعة وهي تخيط ,
ولا يزال الثوب بيدها ..كم تعبت لأجل محمد ! كم سهرت لأجل محمد !
لم ينمْ محمد ليلته تلك ولم يذهب للجامعة صباحا ..لقد عزم أن يؤجل انتسابه الى الجامعة ويبحث له عن عمل ليريح أمه من هذا العناء ..
لكن أمه غضبت وقالت : إن رضايَ يا محمد أن تكمل الجامعة منتظما وأعدك أن أترك الخياطة إذا توظفتَ بعد الجامعة..   
وبعد سنوات الدراسة والنجاح الباهر , ها هو محمد يتهيأ لحفل التخرج مُمنِّيا نفسه بوظيفة مرموقة يُسعد بها والدته وهذا ما حصل فعلا ..
محمد في الشهر الأول من وظيفته وأمه تلملم أدوات الخياطة لتهديها لجارتها المحتاجة .
يعد الأيام لاستلام أول راتب , وقد غرق في التفكير : كيف يرد جميل أمه !
أيسافر بها لتتمتع وتنسى ليالي الهم والتعب ! أيُلبسها ثوبا من الذهب؟.
لم يقطع عليه هذا التفكير إلا دخول والدته عليه وقد اصفر وجهها من التعب  ,قالت يا بني أشعر بتعب داخلي لا أعلم له سببا ..,
هبّ محمد لإسعافها , وقام بنقلها الى المستشفى , لكن صحة أمه بدأت تتردى ,  بعد ذلك دخلت في غيبوبة , نسي محمد نفسه ..نسي عمله .. لا يفارقها ليلا ولا نهارا , ولسان حاله يقول  :
فداك النفس يا أمي .... فداك المال والبدن والروح...
وقد وقع ما لم يدُرْ في حسبان محمد .. ها هي الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ...محمد يخرج ليحضر الدواء من الصيدلية وهو يُمَنِّي نفسه أن يعود اليها وهي تشعر بالصحة والعافية , وعند باب القسم الخاص بأمه

قصة حزينة لكن نهايتها سعيدة  تابع القراءة بالضغط هـنــــــــــــــا