
كشفت دراسة حديثة دور جزيء طبيعي في الأوعية الدموية يُدعى «بي سيليكتن» (P-selectin) قد يجمع بين تأثيرين متناقضين: فهو من جهة يساهم في الجلطات الدموية وفشل الأعضاء المرتبطين بكورونا، ومن جهة أخرى قد يشكّل الأساس لتطوير علاجات الحمض النووي الريبوزي المرسال «mRNA» جديدة قادرة على مواجهة فيروسات كورونا بكفاءة عالية، حسبما أفاد موقع «تكنولوجي نتووركس».
ووفقاً للباحثين من «مركز تشارلز بيركنز» في جامعة سيدني، يتميّز هذا الجزيء بقدرته العالية على الالتصاق ببروتينات «النتوء» الموجودة على سطح فيروسات كورونا، بما فيها «SARS-CoV-1» و«MERS-CoV» و«سلالتا» و«وهان» و«دلتا» من «SARS-CoV-2». كما أوضح الباحث الرئيسي الدكتور سيزار مورينو أنّ الجزيء يُعبَّر عنه في الصفائح الدموية، ويعزّز ارتباط الفيروس بها، ما يؤدي إلى تكوّن خثرات خطيرة تُعدّ من أهم أسباب الوفيات في الحالات الشديدة.
لكن الدراسة أظهرت جانباً آخر مهماً: إذ يقوم «P-selectin» بالتقاط الفيروس داخل مجرى الدم ومنعه من دخول خلايا الجسم، مما يقلّل من قدرته على إحداث العدوى. واستفاد الباحثون من هذه الخاصية لتطوير علاج يعتمد على الحمض النووي الريبوزي يزيد إنتاج الجزيء دون وجود التهاب، ما وفّر حماية واسعة ضد إصابة كورونا في نماذج الاختبار.
وباستخدام تقنية «CRISPR» لمسح الجينوم البشري كاملاً، اكتشف الفريق 33 جيناً إضافياً قادرة على منع العدوى، وقد تُستخدم مستقبلاً أساساً لعلاجات واسعة الطيف ضد فيروسات كورونا وغيرها.
وقال البروفسور غريغ نيلي إن وجود علاجات الحمض النووي الريبوزي جاهزة وسهلة التصنيع قد يشكّل خط دفاع حاسماً ضد الأوبئة المقبلة، ولا سيما لدى الأشخاص الذين لا يمكن تلقيحهم. وأضاف: «لدينا اليوم استراتيجية واقعية لتحصين أنفسنا ضد الجائحة المقبلة».

.jpg)
.jpg)
.gif)



.jpg)
