لم يعد تبوؤ المناصب القيادية السياسية في البلد من شبه المستحيل، لدى عديمي الخبرات والتراكم المهني، وإن كان من المستحسن على الأقل تنظيم جلسات اختبارية لمعرفة النفسية واكتشاف مدى القابلية والحس السياسي الوطني، قبل اتخاذ القرار وتحميل مسؤولية كبيرة في من يفترض فيهم معرفة مواطن التأثير، وتغير التوجهات والقدرة على تغيير العقليات واكتشاف نقاط الالتقاء، وتجاهل نقاط الاختلاف.
غالبية من يتصدرون المشهد السياسي اليوم بأمس الحاجة للتأطير والتكوين، وإن كنت ضد إقحام معظمهم في التسيير وإدارة الموارد البشرية والإدارية، وحمل هموم الناس فضلا عن إعطاء كامل الصلاحيات لمن لم يكلفوا أنفسهم وقتا لمعرفة صلاحياتهم.
إن السياسة ليست خيارا بقدر ما هي جبلة وملكة، بالإمكان تطويرها من خلال الممارسة ومقارعة المدارس السياسية العريقة بالبلد.
التكدس الملاحظ في الميزانيات السنوية للقطاعات الوزارية دليل قاطع على العجز في التسيير، "والمراوغات الأخيرة الجارية حاليا" في بعض القطاعات، من صرف غير مبرر في بند العلاوات لبعض اللجان المعلومة وتلك الوهمية، يستحسن تداركها بالاسترجاع قبل فوات الأوان، خاصة وأنها وصلت بالنسبة للبعض لملايين الأوقية، حسب التدرج الوظيفي.
وفي الوقت ذاته يطالب هؤلاء بزيادات في الميزانيات، لتصادق عليها الجمعية الوطنية بمرونة ودون محاولة لنقص العبء السنوي، في حين أن المعنيين لم يقدموا خطوة ولو خجولة، تجاه ما يعرف بالاستثمار والمشاريع التنموية ذات البعد العمومي الخالد.
مشكلنا ليس في نقص الكفاءات ولا في السياسين الحاذقين، بل يكمن في التوفيق في حسن اختيار الطاقم القادر على العمل، فليس الكل مؤهلا للقيادة وحسن التقدير والتدبير.
بقلم: سيد أمحمد أجيون