بعد أن وصفوه بأنه أطعم من جوع وأمن من خوف..، تفرقوا من حوله بعد أن ذهب النور الذي كان معه، من وجهة نظرهم..
إنهم حقا لا يستحقون الاحترام.
لكن عليهم فقط أن ينظروا للصورة من الزاوية التي سينظر منها معبودهم الجديد، الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، ويحترموا مشاعره، فهذا الذي يسير متسكعا على أرصفة شوارع نواكشوط الرديئة، وتحت شمس سمائها الحارقة، هو صديقه ورفيق دربه، وأشياء أخرى..، ومهما كان قاسيا اتجاهه، فإن في النفس عاطفة جياشة، تقهر صاحبها مهما أرغمته الظروف على إخفاء الحقيقة التي يعيش.
سينظر غزواني إلى هذه الصورة من زاويتين إحداهما نظرة الصديق، والثانية نظرة رئيس يحكم شعبا، سيصفق لخلفه إذا فعل به ما هو أشنع.
والأيام دول، والحياة أسلوب.
أما بالنسبة لي فعزيز رئيس سابق، له ما له، وعليه ما عليه، حكم موريتانيا بنخبة فاسدة، أنتجها أسلافه..، فأفسدته، وأفسد بها..
والغريب حقا أن يسيّر خلفه الدولة بمستساريه، ووزرائه، وسفرائه، ومديريه، وصحافة مؤتمراته الصحفية...
إنه أمر مخيف حقا.
ففي هذا الوطن الذي يدار من طرف نخبة عابثة، لاهية، يوجد من يعتقد أن الأمور تدار من طرف متغلبين، ويحث الخطى من أجل أن يصبح متغلبا..، وسوء الوضع، وترديه، وواقع الحال، وتجارب الفئات التي عاشت في هذاالفضاء يدعمون ذلك..
و"النخبة" ترقص، وتصفق.
من صفحة الاستاذ: أحمد سالم سيدي عبدالله