يجمعُ الموريتانيون وعديدُ المراقبين على أهمية الإجراءات التي اتخذت السلطاتُ العمومية للحدِّ من انتشار الجائحة في البلد.
ومن حينٍ لآخر تصدُر نشراتٌ بأهمية التركيز على الوقاية بوصفها أهمّ وسيلةٍ لمنع حصول المكروه.
ومن دون أن ننتقصَ من الجهود نري أن من واجبنا الحديث عن أفعالٍ أساسيةٍ غائبةٍ إلى اليوم عن الأسواق المسموحةِ وملتقياتِ الطرقِ وواجهاتِ المكاتبِ الخاصة والعامّةِ.
أسئلة وجيهةٌ:
1-لم لا نفرض توفرَ أدواتِ التعقيمِ في مداخل كلّ سوقٍ :يقوم كلّ داخل ومتسوّقٍ بتعقيم يديه عند الدخول وعند الخروج كما هو موصي به.
2-لماذا لا تفرض القطاعات الحكومية امتثال توجيهات القطاع الصحي ومنظمة الصحة العالمية من خلال فرض تعقيم الأيدي بالنسبة لكل المراجعين ؟
3-هل المانع من هذه الإجراءات الوجيهة هو العامل المالي ؟
5- ألا تلاحظ الجهات المعنية غياب العادات المطلوبة في هكذا حالة رغم التحسيس المقام به في وسائل الإعلام وعبر تنبيهات منظمات الصحة الدولية؟
الأسئلة حول هذا النقص بل التفريط أكثر من موضوعية .
ومما يبعث على الشك في الاستفادة من الحيطة الحالية أنك –كما تقدم-لا تلاقي قارورة تعقيم ببقالة أو حانوت بيع تقسيط أو مخبزة:لا المشتري يعقم يديه ولا البائع يدرك أهمية العملية .
وأما تعقيم الأوراق والقطع النقدية فلا يفكر فيه أحدٌ وفي الوعي الجمعي عندنا أنها معقّمةٌ أصلا.
تجربة : سافرت خارج البلاد ,وقتها كان الايبولا منتشرا ,في المطارات التي مررت بها تلاحظ هبة ويقظة :مراقبة الحرارة بالأجهزة المتطورة ,وجود المواد المعقمة في الممرات وأمام بهو الفنادق وخارج المكاتب مع نشرات نلزم الجميعَ بتعقيم الأيدي دخولا وخروجا.
لا تحتاج إلي تفطّنٍ لتدركَ أن البلدان مهتمة باللحظة وان كل قطاعٍ يقوم بما يلزم.
أعتقد أنكم توافقونني الرأي في أن عدم الاكتراث بتعقيم الأيدي في الأماكن العمومية -وهو عمل ممكن عن عمق –يمثل تراخيا ظاهرا.
ولتدارك هذا علي السلطات إلزام المسؤولين عن المحلات والإدارات العمومية والخاصة بتوفير أدوات التعقيم عند المداخل للمشاركة في الحيلولة دون الانتشار.
يرونه صعْبا وهو هيَنٌ وفوائده لا تقدّر وتكلفته تكاد تكون مهْمَلَةً مقارنة بتكلفة حظر التجوَلِ.
سأظل مؤمنا بأن ضغط المناخ الصحي والأخطاء البشرية وراء الغفلة عن هذه الإجراءات التي يدْركها الجميعُ ويحثّ عليها الإعلام لكن دون أية آليات تضمن تفعيلها.
حبذا لو كنت به نبهت علي عنصر أساسي في معركتنا الحالية لأن توفر التعقيم في المحلات العامة يضاهي في أهميته الحجر الصحي .
أدام الله عافيته على الجميع..
محمد يحيي ولد العبقري