يضيف البصل النكهة إلى الوجبات ويعتبر المكون الأساسي لمعظم الوصفات، ولكن لسوء الحظ، الاستمتاع بتناول الأطباق الغنية بالبصل يعني التعامل مع رائحة البصل والثوم الصادرة من الفم، خاصة إذا كان نيئاً.
وللأسف أيضاً، لا يحدث هذا مع البصل فقط، فهناك كثير من الخضراوات كالثوم والكرّات، والتي تسبب رائحة الفم الكريهة بعد تناولها.
والسؤال الآن: لماذا تنتج تلك الرائحة بعد تناول تلك الأطعمة؟ وربما الأهم من ذلك: هل هناك أي شيء يمكن القيام به للتخلص من الرائحة الكريهة؟
ليس البصل والثوم فقط
ينتمي البصل والثوم إلى عائلة النباتات المزهرة نفسها التي تدعى الثوم Allium؛ وهو جنس من النباتات المزهرة أحادية النمط التي تشمل أيضاً الكرّات والبصل الأخضر والثوم المعمّر وعديداً من الأنواع البرية الأخرى.
لذلك، فإن استهلاك أي من هذه الخضراوات سوف يعطيك رائحة الفم الكريهة نفسها.
لماذا تحدث رائحة الفم الكريهة؟
تنتج الرائحة الكريهة للفم عن أشياء مختلفة، ولكن رائحة الفم الكريهة المميزة التي يواجهها المرء بعد تناول هذه العائلة النباتية التي تضم البصل والثوم، تتعلق في الغالب بمحتوياتها.
توجد بداخل تلك النباتات مركبات كبريتية بكميات متفاوتة، علاوة على ذلك، تعد تلك النباتات محفزاً لبعض الميكروبات الموجودة داخل الفم والتي تعد عادةً مسؤولة عن التسبب في رائحة الفم الكريهة.
من بين المواد الكيميائية المختلفة التي تحتوي عليها هذه العائلة مركب كبريتي يسمى كبريتيد ميثيل الأليل ذو الصيغة الكيميائية CH2=CHCH2SCH3.
وهذا المركب سائل لزِج عديم اللون ذو رائحة قوية، وينتمي إلى المركبات العضوية، ويحتوي على مجموعتين وظيفيتين: الأليل والكبريتيد.
وبسبب لزوجة هذا السائل، يمكنه الالتصاق بسهولة شديدة في الانسجة الموجودة في الفم.
فوائد البصل والثوم
يعد البصل بجميع ألوانه مصدراً جيداً لفيتامين C وفيتامين B6 والبوتاسيوم والفولات، في حين أن الثوم غني بفيتامين C وفيتامين B6؛ والثيامين والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والنحاس والمنغنيز.
يحتوي البصل على مضادات الأكسدة والمركبات التي تقاوم الالتهاب، وتقلل من الدهون الثلاثية، وتخفض مستويات الكوليسترول في الدم، وكل ذلك قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
قد تحسّن عائلة الثوم من المناعة، وتقلل من خطر الإصابة بالسرطان، عن طريق منع الالتهابات وتلف الخلايا وتلف الحمض النووي.
كما أشارت الدراسات إلى أن الثوم والبصل لهما خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات.
وتعد خضراوات عائلة الثوم مفيدة بشكل عام لصحة الأمعاء، لأنها تحتوي على البريبايوتك، وهي مركبات تغذّي الكائنات الحية الدقيقة في الأطعمة المخمرة (والمعروفة باسم البروبيوتيك)، وتساعد في الحفاظ على ميكروبيوم أمعاء حيوي صحي.
ونظراً إلى عديد من المركبات المفيدة الموجودة بعائلة الثوم، قد يساعد استهلاكها في تقليل نسبة السكر بالدم المرتفعة.
أحد التحذيرات المهمة، هو أن البصل والثوم غنيان بالكربوهيدرات قصيرة السلسلة مثل السكريات والألياف، والتي قد تزعج بعض الناس إذا امتصتها الأمعاء الدقيقة بشكل ضعيف.
خصوصاً أولئك الذين يعانون أمراض الجهاز الهضمي الحساسة أو حالات مثل متلازمة القولون العصبي والارتداد الحمضي؛ وهو ما يؤدي إلى أعراض مثل الغاز والانتفاخ والإسهال والإمساك.
لماذا لا تختفي رائحة البصل والثوم بشطف الفم؟
عند شطف الفم أو تنظيف الأسنان بالفرشاة، لن تتخلص من الرائحة تماماً، حيث يتم استقلاب بعض المواد الكيميائية الكبريتية الموجودة في تلك الخضراوات، وينتهي بها المطاف في مجرى الدم.
نظراً إلى أن الدم يتدفق إلى كل جزء من أجزاء الجسم، فإن المواد الكيميائية ذات الرائحة الكريهة تعمل أيضاً على الوصول إلى كل جزء من الجسم تقريباً قبل أن تخرج من جسمك عبر طرق مختلفة، مثل الزفير أو من خلال المسام.
هذا هو السبب في أن الجسم بالكامل تبدو أحياناً رائحته كريهة عند تناول جرعة كبيرة من البصل أو الثوم.
إذن، كيف يمكن التخلص من الرائحة؟
لسوء الحظ، لا يوجد شيء يمكن أن يضمن رائحة نظيفة تماماً بعد تناول الثوم والبصل. ومع ذلك، هناك بعض الطرق التي تساعد في قمع الرائحة الكريهة، إلى حد ما.
– شرب كثير من الماء
يساعد شرب الماء على غسل بقايا الثوم والبصل من اللسان وبين الأسنان، كما أنه يحفز إنتاج اللعاب الذي يساعد على إزالة بعض البكتيريا المنتِجة لرائحة الفم.
– تناول الفواكه والخضراوات الطازجة.
عند تناول وجبة غنية بالثوم أو البصل، فاتبعها بتناول التفاح أو مضغ بعض أوراق النعناع الطازجة.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن التركيب الكيميائي للتفاح أو الخس أو النعناع يساعد في إزالة رائحة ثوم التنفس.
– الفرشاة والخيط
عادة ما توجد البكتيريا التي تسهم في رائحة الفم الكريهة بالبلاك على الأسنان وتحت خط اللثة.
تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بعد الوجبات يمكن أن يقلل بشكل كبير من عدد البكتيريا في الفم، ويزيل الأسباب الأخرى لسوء رائحة النفس، وضمن ذلك البلاك وجزيئات الطعام.
– استخدام غسول الفم
مثل غسول النعناع، إذ توجد أدلة علمية على أن غسولات الفم التي تحتوي على ثاني أكسيد الكلور فعالة في تحسين رائحة التنفس.
– تناول أوراق البقدونس
يعد مضغ البقدونس بعد الأكل علاجاً قديماً لرائحة الثوم أو البصل، هذه العشبة تطهّر الفم وتعمل كأقنعة للروائح الكريهة.
– ملعقة من خل التفاح
يفيد بعض الأشخاص بأنَّ شرب ملعقة من خل التفاح في الماء قبل أو بعد وجبات الطعام، يخلّصك من رائحة النفس الكريهة للثوم والبصل.
– تناول كوب من الشاي الأخضر
إنَّ تناول الشاي الأخضر بعد الأكل قد يساعد في التستر على الروائح القوية.
واقترحت إحدى الدراسات أن الشاي الأخضر يتخلص من رائحة الفم الكريهة بشكل أكثر فاعلية من النعناع، أو مضغ العلكة، أو أي منتج يحتوي على زيت البقدونس.
– شرب الحليب
شرب كوب من الحليب مع أو بعد وجبة ثقيلة الثوم قد يقلل من تركيز المركبات في الفم والتي تحتوي على الكبريت وتسبب رائحة كريهة.