احتفالات عيد الميلاد بين فتاوى متعصبة ودعوات إزالة الحواجز

ثلاثاء, 25/12/2018 - 17:58

تعددت الدعوات إلى المحبة والسلام في الصحف العربية بمناسبة احتفالات عيد الميلاد في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات إقليمية.

ويقول حمد الكعبي في "الاتحاد" الإماراتية "إن أشقاء عرباً في الإمارات، يحتفلون بعيد الميلاد، ولولا فتاوى متعصبة من خلايا الظلام في أكثر من بلد عربي لا لزوم للحديث عن جواز تهنئة إخوتنا المسيحيين العرب بعيد الميلاد، كما يفعلون هم في أعيادنا الإسلامية، لأن ذلك من خصالنا ومن شيمنا، مسلمين ومسيحيين".

ويضيف الكاتب: "ميلاد مجيد لإخوتنا في الدم والإنسانية، بالمسرة والسلام، وكل عام والإمارات وطن الأمان والتسامح والمحبة".

أما محمد داودية فيقول في "الدستور" الأردنية "لا أجد نفسي قادرا على مخاطبة المسيحيين، أهلي واخوتي وعظام الرقبة، بكلمتي الفصل: أنتم ونحن. لا أطيق أن أقول إن المسيحيين الأردنيين، آخرون؟ ولا أجدني قادرا على استخدام كلمة (المساواة)» بيننا، رغم أنها كلمة دستورية. وبالطبع، لا أستسيغ استخدام مصطلح العيش المشترك. ويصعب علي التحدث عن المسيحي الأردني خارج ال (نحن) الأردنية الجامعة المطلقة".

ويضيف الكاتب: "نعتز أن المسيحيين الأردنيين هم أقدم المجتمعات المسيحية في العالم. لقد عاشوا على أرضهم وعمروها وقاتلوا دفاعا عنها. ولما لزم".

ويقول صبحي حديدي في "القدس العربي" اللندنية إن "الإيمان بالبابا نويل أمر مبهج، ولا ضرر فيه لأحد، ويمكن للأطفال أن يستمدّوا من شخصيته الكثير من السعادة والذكريات الجميلة التي سترافقهم حتى سنّ النضج. ولكننا بهذا نهرب من السؤال، في الحقيقة، بدل أن نطرحه، لأنّ المطلوب ليس تسويغ الأسباب التي تجعل البابا نويل محبوباً من الأطفال، وإنما تلك الأسباب التي دفعت الكبار إلى اختراعه".

"التنازل عن الحواجز"

وكتب كريكور أوغسطينوس في صحيفة "الأهرام" المصرية، تحت عنوان "بميلاد المسيح يشرق فجر الخلاص": "في هذا الميلاد، وهذه السنة الجديدة 2019، التي سنبدأها بعد أسبوع، وسنحتفل في اليوم الأول منها بيوم السّلام العالمي، أدعوكم إلى تكثيفِ صلواتكم من أجل وقف الحروب والآلام التي يُعانيها الناس خصوصاً في شرقنا الحبيب، وفى كل مكان من بقاع العالم. وانطلاقاً من هذه الهموم والمشاكل والصعوبات، أدعو المسؤولين في العالم إلى أن يتحركوا بعزم في إرساء أسُس السّلام والعدالة وحماية حياة الناس وكرامتهم".

ويقول شربل بركات في "السياسة" الكويتية: "ليكن معنى العيد الداعي إلى العطاء والمشاركة دعوة للتنازل عن الحواجز فيما بيننا ،وتخفيف الأنانية القاتلة ومد الأيادي والتعاون على الخير. فالخير حالة محببة تدعو إليها كل المعتقدات وتحلم بها الانسانية جمعاء. أما الأحقاد والشرور فقد رفضتها الأديان ورذلتها الشعوب وأسقطتها من قيمها".

ويتساءل الكاتب "هل يعود الأمل بالسلام الداخلي أولا الذي يؤدي لا محالة إلى السلام مع الجوار؟ أم أننا لا نزال نحلم وحلمنا بعيد المنال؟"

احتفالات "صفراء"

أما "رأي اليوم" اللندنية، فقالت في افتتاحيتها إن "أعياد الميلاد التي تعم لبنان هذه الأيام تبدو (صفراء) على غير العادة، بالنظر إلى تجمع مئات اللبنانيين في ساحة الشهداء وسط بيروت احتجاجا على أوضاع البلاد الاقتصادية المتردية، وتعطل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة، بعد أن بات هذا التشكيل وشيكا، ويمكن أن يكون الهدية الأثمن بمناسبة إطلالة العام الجديد".

وترى الصحيفة أن "لبنان على حافة الانفجار بعد تضخم الاحتقان الشعبي لمستويات غير مسبوقة، وهو انفجار إذا حدث، فسيكون من الصعب السيطرة عليه".

ويقول عادل عبد الله في "الثورة" السورية "في يوم الميلاد نشهد ولادة جديدة لسوريا تحمل معها الرجاء والأمل للجميع لنعود أفضل مما كنا، وليكن العام المقبل عام الأمن والأمان في جميع ربوع بلدنا الغالي بفضل تضحيات وصمود بواسل الجيش العربي السوري وإرادة الشعب وحكمة القيادة في مواجهة الإرهاب".

ويضيف الكاتب: "نتطلع بثقة إلى مستقبل بلدنا وأجيالنا القادمة متلاحمين ومتحدين في كل الظروف القاسية التي مررنا بها، مدركين أن المرحلة القادمة تتطلب منا جميعاً ترسيخ القيم الوطنية والإنسانية التي تشكل الأساس المتين لبناء الوطن .. وتعزيز التكاتف والتعاضد للبدء بمرحلة إعادة إعمار .. إعمار سوريا الغد والمستقبل".‏‏‏‏