رأت صحف عربية أن عملية "درع الشمال" التي بدأتها إسرائيل على الحدود مع لبنان يمكن أن تقود إلى إندلاع حرب بين إسرائيل و'حزب الله'.
ووصف معلقون الخطوة الإسرائيلي بأنها "عملية استعراضية" لحرف النظر عن اتهامات الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وترى "النهار" اللبنانية أن "ضجيج الحرب على مسافة نفق".
وتقول الصحيفة إن العملية التي بدأتها إسرائيل لتدمير ما ادعت أنه أنفاق حفرها 'حزب الله' داخل أراضيها عبر الحدود في جنوب لبنان جاءت "بضوء أخضر أمريكي".
ويقول هاني حبيب في "الأيام" الفلسطينية: "كأنها الحرب، أو الحرب فعلاً، تلك التي تجري الآن على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، حرب هندسية تمهد لحرب شاملة، قد تستمر طويلاً، بدأت بالسياسة والتغطية الأميركية المطلوبة".
وتقول رلى موفق في "اللواء" اللبنانية إن "تلك الأنفاق التي يتم العمل على اكتشافها بتقنيات عالية تمهيداً لتدميرها، هي 'أنفاق هجومية' تُعطي إسرائيل مسوغاً دفاعياً يُساهم في تأمين ما تحتاجه من غطاء دولي للقيام بعمل عسكري ضد 'حزب الله' الذي تعتبره خطراً متفاقماً على أمنها".
وتشير إلى أن تلك العملية "تأتي في سياق تفكيك مواقع القوّة لدى 'حزب الله' وإيران سواء في سوريا أو لبنان".
وتضيف رلى موفق أن الحديث بدأ يدور في بعض الأروقة السياسية حول "الدخول في مسرح الضربات المتكررة التي لن تنتهي إلا بعمل عسكري إسرائيلي كبير، من شأنه أن يُغيّر موازين القوى الإقليمية ويمهد لمعادلة سياسية جديدة في لبنان".
وتقول صحيفة "الديار" اللبنانية إن "العدو الاسرائيلي يستعد للعدوان على لبنان" حيث "يبدأ بعمليات استفزاز ويحضر لاحتمال اندلاع حرب بينه وبين 'حزب الله'".
ويقول طوني عيسى في "الجمهورية" اللبنانية إن "ثمّة من يخشى ألّا تبقى المواجهة مضبوطة - إذا وقعت - وأن تفتح أبواب الجحيم في منطقة شديدة الاشتعال".
وتقول "الجمهورية" اللبنانية إن "لبنان يستنفر سياسياً في مواجهة 'النفق الاسرائيلي'". بينما "نتنياهو يهدّد و'حزب الله' يراقب".
وترى "العربي الجديد" اللندنية أن العملية الإسرائيلية تأتي في سياق "حرب أعصاب وتمهيد لعدوان على لبنان".
ويرى ناصر قنديل في "البناء" اللبنانية أن "الوظيفة الفعلية لحركة جيش الاحتلال وإعلامه ليس جنوب الحدود اللبنانية، بل بإطلاق مواقف وأحداث يمكن أن يتم توظيفها في سياق يقوده فريق لبناني تحت عنوان 'حزب الله يجلب المخاطر على لبنان'".
ويقول عدنان أبوعامر في "فلسطين أونلاين" إن القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل تهدف من وراء العملية إلى "استعادة الصورة الردعية التي تضررت أخيرا في المواجهة السابقة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".
"عملية استعراضية"
وتقول "البناء" اللبنانية في افتتاحيتها إن "نتنياهو يهرب من حرب في غزة نحو مسرحية أنفاق الشمال".
وفي مقاله في صحيفة "البناء" بعنوان "نتنياهو يتأرجح بين أنفاق حزب الله وسجن تل أبيب"، يرى محمد الحسيني أنها "عملية استعراضية دعائية ديماغوجية لا تخدم إلا مصلحة نتنياهو الشخصية في حرف الأنظار عن قضايا الفساد التي تلاحقه هو وزوجته، والتي لن ينجح على الأرجح في تجاوزها وسيضطر لمواجهة المصير نفسه الذي واجهه ايهود أولمرت".
وتقول "الأخبار" اللبنانية إن "نتنياهو يناور على الحدود اللبنانية ... بكثير من الضجيج الإعلامي والدبلوماسي".
ويقول عماد مرمل في "الجمهورية" اللبنانية إن إسرائيل قررت أن "تخوض معركة أنفاق 'هوليودية' ضد 'حزب الله' تحت مسمى 'درع الشمال'".
ويشير الكاتب إلى أن "'حزب الله' تعامل بأعصاب باردة مع التطور الاسرائيلي".
ويفسر الكاتب تلك العملية بأنها محاولة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل "الهروب عبر 'الأنفاق' من فضائح الفساد التي تلاحقه وتهدّد مصيره السياسي والشخصي" وأيضا "ممارسة الضغط على الدولة اللبنانية وإحراج 'الحزب' أمامها".
يقول عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية إن "إسرائيل تعيش حالة هيستيريا اسمها الأنفاق".
ويرى عطوان أن "نتنياهو لا يريد هذا 'الدرع' لإنقاذ الشمال، وإنما لإنقاذ نفسه من حبل العزل الذي يضيق حول عنقه، ويمكن أن ينتهي بوفاته سياسيا، وربما قضاء ما تبقى من عمره خلف القضبان بتهم الفساد".
ويشير إلى أن "نتنياهو وكل قادته العسكريين في حالة من الارتباك غير مسبوقة، فهم قلقون من الوجود الإيراني في سورية، ومرعوبون مِن وجود 'حزب الله' في الجولان السوري في مواجهة الجولان المحتل".