اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم بتطورات الحرب في سوريا واليمن، والاستعدادات الجارية لعقد القمة الخليجية المقبلة ، وتطورات المباحثات الجارية لتشكيل حكومة جديدة في لبنان ، والقضية الفلسطينية ومؤتمر حركة (فتح ) ، فضلا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة، وعدد من القضايا المحلية.
ففي مصر نشرت صحيفة ( الأهرام) تقريرا حول اجتماع اللجنة الوزارية الاقتصادية في الحكومة المصرية أمس خصص لمشروع قانون لتنظيم حوافز الاستثمار يستهدف جذب مزيد من الاستثمارات للبلاد.
وتسعى الحكومة المصرية من خلال هذا القانون الجديد -بحسب الصحيفة- لتهيئة المناخ المناسب للاستثمار، بتضمينه حوافز حقيقية تجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، وضمان حلول وإجراءات عاجلة للمشكلات التى تواجه المستثمرين، والمساعدة في تحقيق برامج الإصلاح الاقتصادى في البلاد ، فضلا عن المساهمة فى تنفيذ خطط الدولة التنموية فى مختلف القطاعات.
ومن جهتها، تناولت صحيفة (الجمهورية ) موضوع "مدينة المعرفة " التي أعطى الرئيس المصري انطلاقة بنائها في ضواحي القاهرة، وقالت إن المدينة ستكون "محورا رئيسيا لدعم مجتمع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المنوط به حمل راية التغيير من المستندات الورقية والعمل البيروقراطي إلى سرعة حل المشكلات وبناء المشروعات والنهوض بالاستثمارات".
وكشفت صحيفة ( الأخبار ) عن انتهاء قسم التشريع بمجلس الدولة في مصر من مراجعة ٣٤ قانونا وعن إجراء تعديلات على قانون "الجمعيات الأهلية"، ونقلت عن أحمد أبو العزم نائب رئيس المجلس ورئيس قسم التشريع قوله إنه تم الانتهاء من قانون "الجمعيات الأهلية " وإرساله إلي البرلمان لاستكمال اجراءات استصداره ، موضحا أنه تم في القانون الجديد تلافي عدد من السلبيات في القانون القديم، ومنها الهبات والعطايا التي تم تحديدها وتم تقنين عملية تلقي الهبات ، فضلا عن الانضمام للجمعيات الأهلية من قبل المصريين بالخارج.
وعلى الصعيد الدولي، نشرت صحيفة ( الأهرام ) مقالا للكاتب الصحفي صلاح سالم بعنوان "هل يجسد ترامب نبوءة دى توكفيل؟" شبه فيه تصويت الأمريكيين لفائدة دونالد ترامب بتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وخصوصا "على صعيد الشعور العام بالإثم الذى عبر عنه قسم كبير من الجماهير عقب التصويت، سواء فى بريطانيا ندما على الخروج من الجنة الأوروبية على نحو دفع البعض إلى المطالبة بإعادة التصويت على القرار، أو فى الولايات المتحدة إلى حد التظاهر العنيف فى بعض الولايات وجمع توقيعات للتأثير على أعضاء المجمع الانتخابى الذى سيعقد فى 19 ديسمبر لتأكيد انتخاب ترامب بشكل نهائي، فى سلوك سياسى نادرا ما يحدث فى إحدى أعرق التقاليد الديمقراطية".
أما (الأخبار) فنشرت مقالا بعنوان "هيستيرية في واشنطن" للكاتب الصحفي نبيل زكي حول نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، وقال فيه إن ما يهم مصر فيها هو " أن تكون الأولوية في برنامج الرئيس المنتخب هي محاربة الإرهاب في المنطقة والعالم، ووقف الدعم الأمريكي للمنظمات الإرهابية وتشجيع التعاون الدولي لمكافحة الإرهابيين، وإنهاء سياسة التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري ومحاولات تغيير أنظمة الحكم غير الموالية لواشنطن، ووقف سباق التسلح والقضاء علي شبح الحرب العالمية والباردة والتوترات والمجابهات والصدامات والأحلاف العسكرية علي الصعيد الدولي".
ولما كان دونالد ترامب – تقول الصحيفة - قد وعد بذلك، "فإن المحافظين الجدد والمجمع الصناعي - العسكري في أمريكا يعتبرون أن الرئاسة الجديدة تشكل خطرا داهما على مصالحهم، نظرا لأن ساكن البيت الأبيض أصبح صاحب قرار وليس وكيلا للاحتكارات وتجار وسماسرة السلاح الذين يحتلون المواقع الرئيسية في المؤسسات المسيطرة".
وتطرقت (الجمهورية) إلى استعادة الجيش السوري سيطرته علي مناطق مهمة في حلب الشرقية من أيدي "الجماعات الارهابية التي جلبتها وسلحتها ودعمتها القوي الاستعمارية الغربية ومن تحالف معها من المنطقة بهدف تدمير الدولة السورية وإضعاف جيشها العربي الصامد في وجه التوسع الاسرائيلي المستمر علي حساب الاراضي العربية".
وتساءلت الصحيفة قائلة "ومع تدخل القوات التركية بأطماعها في التهام الاراضي السورية بدعوي التصدي للخطر الكردي نعيد طرح تساؤل مريب عن موقف الجامعة العربية من الازمة السورية ومدي ما تقدمه من مساع لحل الازمة . ولكن كيف يتسني للجامعة القيام بدورها ومقعد سوريا في اجتماعاتها مازال شاغرا حتي الآن؟"
و بلبنان، واصلت الصحف الاهتمام بتشكيل الحكومة، ورأت (الجمهورية) أن حبل انتظار ولادة الحكومة سيكون طويلا، نظرا لتراكم التعقيدات في طريقه، موضحة أن "إمكانية توصل الاطراف السياسية الى قواسم مشتركة تضعف على سكة الولادة السريعة".
وقالت إن "الجو السياسي العام يشي بحال من الملل بات يضرب كل الفئات الشعبية، من مسرحية تلعب على خشبتها تعقيدات وتباينات وشروط صلبة ولا تنتهي، يتمسك بها كل طرف في غياب إرادة التنازل عنها"، مشيرة إلى أنه في يوم ثالث دجنبر المقبل سيتم شهر على تكليف زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري بتشكيل أولى الحكومات في عهد الرئيس الجديد ميشال عون، ليبدأ بالخروج من المهلة المعقولة لبداية عهد يكون انقضى عليه هو الآخر، غدا، شهر على انتخابه.
وفي ذات السياق، قالت (المستقبل) إن "الروزنامة الرئاسية على وشك طي شهرها الأول، والعهد لا يزال مترقبا عند مفترق التقاطعات السياسية لحظة عبور حكومته الأولى من ضفة التكليف إلى ضفة التشكيل".
وأوضحت أن الحريري يستكمل مشاوراته "المكوكية" بين مختلف الأطراف مستعينا على قضاء حوائج التأليف بالكتمان ريثما "تحلحل بعض العقبات" التي تستأخر ولادة الحكومة وتعيق انطلاقة العهد الجديد.
أما (النهار) فترى أن رئيس الجمهورية ميشال عون لزم نبرة مطمئنة الى طبيعة التعقيدات التي تعترض تشكيل الحكومة، مشيرة الى أن معظم القوى السياسية "بدأ يردد معزوفة التحذير من تآكل عامل الوقت الذي يحاصر الولادة الحكومية بداعي إضاعة المهل امام استحقاق التوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية المقررة في ماي المقبل، الذي يدخل حيز الخطر الفعلي كلما تمادى التعطيل أو التأخير في تأليف الحكومة ".
وبالأردن، تطرقت صحيفة (الرأي) في افتتاحيتها، ليوم التضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نونبر)، مشيرة إلى أن الرسالة التي وجهها الملك عبد الله الثاني، أمس، إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، فودي سيك، جاءت ظروف تتعرض فيها القضية الفلسطينية ومدينة القدس على وجه التحديد ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وحرية العبادة فيها لاعتداءات واستفزازات اسرائيلية واضحة.
واعتبرت أنه آن الأوان لأن يدرك قادة إسرائيل أن ارتكاباتهم وجرائمهم لن تنجح في الطمس على الحقوق الفلسطينية المشروعة وأن الأردن وشعبه وقيادته ستواصل الوقوف بالدعم والمساندة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومعه حتى إنجاز حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية خاصة أن هذه الحقوق الثابتة والمشروعة لا تسقط بالتقادم وغير القابلة للتصرف.
وفي ذات السياق ذاته ، كتبت صحيفة (الغد) أنه بانعقاد المؤتمر السابع لحركة "فتح"، المقرر اليوم، تكون صفحة جديدة من تاريخ الحركة قد بدأت، بغض النظر عن عمق الخطوات أو التغييرات التي قد يفرزها أو لا يفرزها المؤتمر، الذي لاشك أن له أثرا في المشهد السياسي الفلسطيني ككل، مبرزة، أنه إذا كان انعقاد المؤتمر أثار جدلا، سواء من حيث هوية أعضائه، أو من حيث المتوقع منه، فإن نقاش جدلية يمكن تسميتها بأنها "العلاقة بين "فتح الحركة" و"فتح التنظيم"، ربما يكون مدخل الإجابة عن تساؤلات كثيرة.
وأضافت أن السؤالين الأساسيين اللذين يمكن استنتاجهما من متابعة حوارات مختلفة، في الندوات واللقاءات التي تجري على هامش المؤتمر، هما هل سيجري تجديد "شباب" الحركة وبناها القيادية؟، وهل تعاد صياغة العلاقة بين "الدولة/ السلطة" الفلسطينية والحركة، بما يعيد لهذه الأخيرة وجهها الشعبي؟.
وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "احتفال القتلة على أنقاض حلب" في سوريا، أن التقدم الميداني الذي يحتفل به "الشبيحة" ليس من لون الانتصارات التي تستحق الفخر، "بل هو من اللون الذي يجلل أصحابه بالعار، فهو انتصار قوة دولية كبرى، ومعها قوة إقليمية كبرى، ومعها أتباع من كل مكان، على فصائل محاصرة ومعزولة".
واعتبرت أن ما ينبغي أن يكون واضحا هو أن هذا التقدم لا يعني بحال أننا إزاء حسم عسكري قريب، بل يؤكد أن المعركة ستطول أكثر فأكثر، لأنه تقدم سيغري أولئك بالمضي في البرنامج العسكري بدل البحث عن حل سياسي، "وهذه المجموعات المسلحة لن تسل م بحال، بل ستواصل حربها بكل وسيلة ممكنة، وهي ربما تكون أكثر خطورة في الوضع الجديد".
وأضافت أن المعركة اتضحت بالكامل، لافتة إلى أن هذه الغالبية في المنطقة تتعرض لعدوان سافر، وهي لن تركع بحال، سواء وقف بوتين مع إيران، أو تواطأت أمريكا معها، "ومن أفشلوا الغزو الأمريكي للعراق لا بد سيفشلون هذه الغزوة، خاصة أن وجهها الطائفي البشع لم يعد يخفي نفسه".
وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن ملفات خليجية كثيرة، أمنية ودفاعية واقتصادية وتجارية، بدأت خطوات حقيقية نحو الاتحاد، مؤكدة أنه يمكن تذليل كل العوائق إذا صدقت النوايا، خاصة وأن "الأخطار حوالينا باتت كالسيل الجارف، إما أن نحسن التعاطي معها أو ستجرفنا إلى المجهول".
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع الاستعدادات لعقد القمة الخليجية، "فوجئت الشعوب الخليجية بمخيمات وتجمعات مخيفة في منطقة العبدلي الكويتية، مليئة بشعارات طائفية موجهة إلى خليجنا العربي ولأمنه ولوحدة أبنائه"، مشددة على أنه "لا يمكن السماح بمرور هذا الملف من دون تمشيط للمنطقة لضمان أمن الكويت التي هي جزء أصيل لا يتجزأ من خليجنا العربي المستهدف في حدوده ووجوده من عدو إيراني متربص، استولى على العراق ومازال يمني النفس بمشروعه التوسعي في المنطقة".
ومن جهتها، كتبت صحيفة (البلاد) أن إنجاز الاتحاد الخليجي بات ضرورة، وأن "الجميع يعرف أنه أصبح مسألة حياة أو موت، والذي يرى غير ذلك إما غير مدرك لحجم الخطر الذي يحدق بنا أو أنه غير مشغول بمصير هذه الأرض التي ولد وعاش عليها"، موضحة أن الوحدة الاقتصادية لا تكفي للوقوف في وجه خطط ضرب ما تبقى من كيان الأمة العربية، وأنه "لابد من وجود جيوش قوية تحمي إنجازات شعوبنا، ولا غنى عن تسليح هذه الجيوش بالشكل الذي يجعلها قادرة نوعيا على التعامل مع أية قوة تحاول النيل من هذه الأرض".
وبعد أن أشارت الصحيفة إلى أن دول الخليج العربي تأخرت أو رفضت تبني الخيار النووي في تسليح جيوشها التزاما بالمواثيق والقواعد التي قررها وصاغها الكبار في هذا العالم، حرصا منها على عدم الدخول في صراعات تهز استقرار المنطقة، أكدت أن "الوقت لا يزال موجودا أمامنا لإنجاز ما يمكن إنجازه في مجال بناء جيش خليجي قوي يقف في وجه الخطر المتوقع".
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (الوطن) إن هناك تحديات تواجه دول مجلس التعاون الخليجي على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي تستوجب ضرورة الإعلان عن الاتحاد الخليجي، وأبرز تلك التحديات مواجهة التداعيات الكثيرة والمتغيرات الأكبر في مناطق أخرى من الوطن العربي كالثورات التي حدثت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، وزيادة حجم النفوذ والتمدد الإيراني في منطقة الخليج، خصوصا بعد تطور الموقف بشكل جلي في البحرين بعد اكتشاف خلايا إرهابية قامت بتهريب المتفجرات وتنفيذ أعمال تخريب وتجسس واستهداف رجال الأمن.
وترى الصحيفة أن على دول الخليج العربي إذا ما أرادت مواجهة التحديات الأمنية وتنامي الدور الإيراني وفق شعار "تصدير الثورة" الذي اعتمدته إيران، الإعلان بسرعة عن الاتحاد الخليجي الذي "يمثل طموحا عميقا لشعوب دول مجلس التعاون منذ أكثر من 30 عاما"، كما أنه سيؤسس إلى وحدة تجعل من دول صغيرة مهددة بعناصر كثيرة، كيانا موحدا ذا قوة اقتصادية وأمنية وسياسية وبشرية وعسكرية، وأن ترى دول الخليج العربي مصالحها باتخاذ قرار الاتحاد بغض النظر عن موافقة جميع دول المجلس الست على هذا القرار، فعدم موافقة إحداها لا يمنع بقية الدول وشعوبها من حماية أمنها وتطوير مستقبلها الاقتصادي والتنموي.
وفي السعودية، واصلت الصحف اهتمامها بجولة العاهل السعودي إلى المنطقة الشرقية للمملكة، فكتبت يومية (الشرق) أنه في ظل الظروف التي يعيشها العالم من حالة تقشف اقتصادي وتراجع مالي، وما تبثه وسائل الإعلام المسيئة للمملكة العربية السعودية، يقوم خادم الحرمين الشريفين بتدشين مشاريع تنموية في المنطقة الشرقية بمئات المليارات لخدمة الوطن والمواطن. وقالت إن زيارة خادم الحرمين إلى المنطقة الشرقية "تمثل ردا على كل تلك الأصوات المعادية للمملكة" من خلال إطلاق العديد من المشاريع "العملاقة" التي سيكون لها بالغ الإثر على المنطقة وأبنائها.وخلصت إلى القول إن هذه المشاريع "العملاقة" ستعزز مسيرة النمو الاقتصادي بعد أن قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بتنظيم السوق الاقتصادي والقوانين المحلية التي تخدم وتدعم الاستثمار المحلي والأجنبي في المملكة.
وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (الرياض) إن المشاريع التنموية "الضخمة" التي أطلقها خام الحرمين في المنطقة الشرقية والتي تشمل مجالات الصناعة والعلم والصحة والثقافة وغيرها "لن يقتصر مردودها على المنطقة فحسب، بل سيمتد أثرها إلى البلاد من أقصاها إلى أقصاها".
وأكدت الصحيفة أن هذه المشاريع تستهدف نماء الوطن ورخاء المواطن، وثمنت في هذا الإطار "انخراط القيادة السعودية في هموم المواطن والاستجابة لمتطلباته دون أي بيروقراطية قد تعيق إيجاد الحلول".
وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة (اليوم) أن عدم اكتراث العالم بما يجري في حلب والغوطة الشرقية من عمليات تقترب من الإبادة، يعني أن هذا العالم ولاسيما من يملك منه قوى التأثير على الأرض شريك في المأساة السورية حتى وإن لم يرسل جيوشه للمشاركة فيها.
واعتبرت أن انشغال العالم بالانتخابات الأمريكية وبعدها الفرنسية والمرحلة الانتقالية بين بين إدارتي أوباما وترامب وتركيز الاعلام اهتمامه بما يجري في الموصل العراقية منح رخصة مرور للنظام السوري وحلفائه لممارسة التصفية والتغيير الديموغرافي في مدينة حلب.
ولفتت الصحيفة إلى أن المملكة سبق وأن حذرت من هذا السيناريو المأساوي في أكثر من مناسبة وبعيدا عن حسابات الاصطفاف السياسي، مختتمة بالقول إن الرياض ظلت دوما في صف الحلول السلمية لإنهاء النزاعات حاملة شعار "البحث عن السلام بأخلاق الفرسان رغم كل الخروقات".
وفي قطر ، اهتمت صحيفتا (الوطن) و(الشرق) في افتتاحيتهما بزيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لتونس للمشاركة في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار، وبالعلاقات بين البلدين.
فتحت عنوان " قطر.. وقفات صلبة إلى جانب تونس"، ذكرت صحيفة (الوطن) بانتصار قطر "للتونسيين في ثورتهم" ولفتت الانتباه إلى أنها "تقف ذات الوقفة، والتونسيون بوعيهم يجسدون مفاهيم التداول السلمي للسلطة"، مؤكدة أنها "وقفة لا تراجع فيها، ولا تزحزح" ، وأن مشاركة أمير دولة قطر في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار، تأتي "لتجسد، من جديد، تلك الوقفة الصلبة، وتقول للعالم كله: قطر مع أمن تونس، واستقرارها، وتطلعاتها المشروعة في النمو، والازدهار".
ومن جهتها، أكدت (الشرق) أن من شأن مشاركة أمير دولة قطر في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار "تونس 2020" أن "تعزز فرص نجاح هذا المؤتمر، في ظل العلاقات المتطورة بين البلدين الشقيقين، وما حققه صندوق الصداقة القطري من نجاحات، فضلا عن تطور التبادل التجاري وحجم الاستثمارات القطرية".
و أكد كاتب الافتتاحية أن هذا المؤتمر، الذي سينطلق اليوم "بمبادرة قطرية في التنظيم" من شأنه أن يساهم في "تحديد رؤية جديدة للتنمية الشاملة ومشاريع هيكلية تعزز وتنوع فرص الاستثمارات، وتمويل مشاريع البنية التحتية (...) ويفتح المجال واسعا للقطاع الخاص في استكشاف الفرص الاستثمارية"، مسجلا أنه "بالنظر الى مشاركة 70 دولة وعشرات الشركات والمؤسسات الاقتصادية الدولية، يعد هذا المؤتمر مؤشرا على اهمية المبادرة القطرية في تعزيز التعاون وحشد الدعم الدولي لدولة شقيقة".
وعلى صعيد آخر، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، عند ما عنونته ب"استفزاز حوثي جديد"، وذلك بالتأكيد على أنه ما من " تفسير لقرار الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح تشكيل حكومة انقلابية في اليمن سوى التنصل من جميع الالتزامات التي تعهدوا بها للمجتمع الدولي وإنهاء جهود السلام وتعويق الحل السلمي للأزمة اليمنية"، وإفشاء رسالة مفادها أنهم "غير معنيين أصلا بحل أزمة اليمن"، وذلك في وقت بدأ فيه "المبعوث الأممي إلى اليمن جهودا جديدة في المنطقة".
وسجل كاتب الافتتاحية أنه يتعين على الحوثيين أن يدركوا أن "هذه الخطوة غير المقبولة ستجعل الحكومة الشرعية والتحالف العربي أمام خيار واحد وهو خيار الحسم العسكري"، باعتبار أن إعلان تشكيل هذه الحكومة غير الشرعية قد أدى إلى إنهاء جهود الحل السلمي للأزمة وأن الانقلابيين مسؤولون مسؤولية مباشرة عن ذلك"، مشيرا إلى أن توقيت إعلان هذه الحكومة "يتعارض مع جهود المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ الذي جاء ليسوق مبادرته الجوفاء والذي أثبت فشل المجتمع الدولي في إلزام الانقلابيين وإيقافهم عند حدهم بدلا من التفاوض معهم وإضفاء الشرعية على انقلابهم".