تعتزم الصين مواصلة إحكام سيطرتها على طرق الممارسات الدينية، في الوقت الذي تنذر فيه تهديدات بهدم مسجد في مدينة كانت يوما ما تحترم القانون بردود فعل عكسية.
في صباح يوم بارد في أوائل فبراير/شباط 2016، وقبيل شروق الشمس، وقفت في ساحة فناء أحد المساجد ببلدة ويتشو الصغيرة الريفية التي تقطنها أغلبية مسلمة بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي.
وبجواري سارع نحو 150 رجلاً، معظمهم يرتدي الزي الأبيض التقليدي وبعضهم بلحية طويلة، إلى حمامات المسجد من أجل الوضوء استعدادا لصلاة الفجر.
وانطلق الآذان من مكبرات الصوت في المساجد الأخرى. وتجمع الرجال يؤدون الصلاة ويبدأوا يوما جديدا في هذه المنطقة.
وبعد ذلك بعامين، تجد بلدة ويتشو الصغيرة نفسها متورطة في صراع متنامي بين الحكومة ومواطنيها المسلمين، بشأن خطط تهدف لهدم المسجد الكبير الذي جرى الانتهاء من تشييده مؤخرًا.وبررت الحكومة المحلية قرارها بهدم المسجد بحجة أنه لم يحصل على تراخيص البناء المناسبة، ما جعله "مبنى غير قانوني". ورداً على ذلك، أقام السكان المسلمون بمنطقة نينغشيا داخل المسجد لعرقلة عملية الهدم.
ووصل الصراع إلى طريق مسدود. وتعهدت الحكومة الآن بعدم هدم المسجد بالكامل، لكنها تقول إنها بحاجة إلى إجراء تعديلات على المعالم المصنوعة من الأرابيسك. ووعدت الحكومة ألا تقدم على أي خطوة قبل أن تحصل على موافقة المجتمع المحلي.
لكن القيام بذلك يهدد بهدم أقوى رمز للنجاح في بلدة ويتشو، واستعداء المجتمع الذي يعد رمزا لنجاح الإصلاحات الاقتصادية الصينية.
بلدة من المسلمين المتدينين
وتمثل قومية "هوي" أكثر من 90 في المئة من عدد السكان في بلدة ويتشو. وتعود أصول قومية "هوي"، التي غالباً ما تشير إلى أفرادها وسائل الإعلام الصينية على أنهم المسلمون الصينيون، إلى المسلمين الذين وصلوا إلى الصين في وقت مبكر من عهد أسرة تانغ خلال القرن الثامن الميلادي.
وبعد قرون من التزاوج والاندماج في المجتمع الصيني، أصبح لا يمكن تمييز معظم أقلية "هوي" عن غالبية الهان في الصين، باستثناء اعتناقهم للإسلام.
وعلى الرغم من تاريخ الصراع العنيف مع أسرة تشينغ الحاكمة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بات يُنظر إلى قومية "هوي" من قبل كثيرين على أنها أقلية نموذجية يجب أن يُحتذى بها في الصين.
وفي بعض الأماكن، مثل بلدة ويتشو، يلتزم السكان من قومية "هوي" بتعاليم الدين الإسلامي التزاما شديدا.وأثناء فترة تواجدي في المدينة، أشار السكان بكل بفخر إلى أن معظم السيدات في البلدة يرتدين الحجاب ومعظم الرجال يرتدين القبعات البيضاء التقليدية. ويذهب الجميع تقريبا إلى المسجد للصلاة يوميا. ولا يبيع أي متجر في القرية الكحوليات، ويلتزم السكان بتناول لحوم الحيوانات المذبوحة وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية أو "الحلال".