وافق البرلمان الصيني على مقترح للحزب الشيوعي يلغي تحديد فترات بقاء رئيس البلاد في السلطة، مما يفسح المجال للرئيس شي جينبينغ بالبقاء في السلطة مدى الحياة.
ووافق البرلمان الصيني الذي يضم نحو ثلاثة آلاف عضو على القرار ضمن حزمة من التغييرات في دستور البلاد، حيث صوت 2958 عضوا على القرار، مع رفض عضوين، وامتناع ثلاثة عن التصويت.
وكان التقليد المتعارف عليه دستوريا هو بقاء الرئيس في منصبه لولايتين لا أكثر، لذا كان من المقرر أن يتنحى شي في عام 2023، ورغم ذلك تحدى شي جيبينغ هذا بعدم تقديمه أي خليفة محتمل له خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبدلاً من ذلك، عزز قوته السياسية عندما صوت الحزب على تكريس اسمه وأيديولوجيته السياسية في دستور الحزب - مما رفع مكانته إلى مستوى مؤسسه الراحل ماو تسي تونغ.
وفي فبراير/شباط الماضي، اقترح الحزب إلغاء القيود المفروضة على فترة الرئاسة من دستور البلاد. وكان من المزمع أن تنتهى فترة رئاسة شي حتى 2023.
ومن الناحية النظرية يعد البرلمان أقوى جهاز تشريعي في الصين، ولكنه ينظر إليه على أنه يُقر ما يملى عليه من إجراءات.
ولم يصوت مؤتمر الشعب العام قط ضد الحزب الشيوعي، ولكن رفض وامتناع عدد من الاعضاء عن التصويت يعد مؤشرا واضحا على الاحتجاج.
وتحظر جهات الرقابة في الصين النقاش حول القضية، بما فيها شخصية ويني ذا بو الكرتونية وفي كتب الأطفال. وكان مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي لاستخدام شخصية ويني لتمثل شي.
وكتب احد منتقدي الحكومة رسالة مفتوحة وصف فيها المقترح بأنه "مهزلة"، في إظهار نادر للاحتجاج العلني.
وكتب لي داتونغ، رئيس التحرير السابق لصحيفة حكومية، إن إلغاء تحديد فترات بقاء رئيس البلاد في السلطة سيؤدي إلى الفوضى، وذلك في رسالة أرسلت إلى مؤتمر الشعب العام.
وقال لي لخدمة بي بي سي الصينية "لا أستطيع تحمل الأمر. كنت اتناقش مع أصدقائي واتفقنا. نحتاج إلى الإعراب عن معارضتنا".
ولكن وسائل الإعلام الرسمية قالت إن التعديلات إصلاح البلاد في أمس الحاجة إليه.
وكان بعض المعلقين انتقدوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأنه بدا أنه يوافق على إلغاء القيود على فترة رئاسة شي، حيث قال الاثنين "رئيس مدى الحياة...أعتقد أنه أمر عظيم. اعتقد أننا يجب أن نجرب الأمر ذات يوم".