انتقدت منظمات حقوقية سلطات كردستان العراق بسبب إجراءات التفتيش والتحقيق مع الرجال والمراهقين الفارين من تنظيم الدولة الإسلامية.
ويخضع جميع المدنيين اللاجئين إلى المناطق الكردية إلى التفتيش والتحقيق بشأن علاقاتهم بتنظيم الدولة الإسلامية،
ولكن الذكور منهم البالغين من العمر في سن 15 عاما أو أكثر يحتجزون وحدهم لمدة طويلة.
وتقول منظمات حقوقية إن هذه المعاملة تنتهك القانون العراقي المتعلق "بإجراءات التحقيق"، في مثل هذه الحالات.
وتتقدم القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية نحو مدينة الموصل، معقل تنظيم الدولة الإسلامية، منذ سيطرته عليها في صيف عام 2014.
ويقول المسؤولون الأكراد إن التفتيش المتسرع قد تكون له "عواقب وخيمة".
ويخشى المسؤولون العراقيون والأكراد من تسلل خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بين المدنيين اللاجئين.
وهاجم تنظيم الدولة الإسلامية الجمعة مبان حكومية كردية في مدينة كركوك، شرقي الموصل، وقتل 46 شخصا على الأقل، كما استهدف مسلحو التنظيم الأحد مدينة الرطبة في محافظة الأنبار، وقتل فيها سبعة من أفراد الشرطة على الأقل.
"المعايير الدولية"
وقالت لمى الفقيه، نائبة مدير الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش: "لا ينبغي أن يعتقل أي شخص، إلا إذا كانت فيه شبهة عمل إجرامي".
وأضافت هيومن رايتس ووتش أن الأساس الوحيد الذي يعتقل عليه أحد في العراق هو إذا ارتكب جريمة.
ورد المسؤولون الأكراد في بيان مفاده أن الاعتقال والتفتيش والتحقيق مسائل مهمة لأسباب متعلقة بالأمن.
وقال دندار زيباري، وهو نائب وزير في حكومة إقليم كردستان، إن دخول "شخص واحد فقط له علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية" إلى إقليم كردستان، بسبب "إجرءات تفتيش متسرعة" سيكون له "عواقب وخيمة" على أمن المنطقة.
ولكنه أضاف أن أجهزة الأمن بذلت "جهودا كبيرة" للالتزام "بالمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في إجراءات التفتيش والتحقيق".
وبرر زيباري التأخر في الإجراءات بالعدد الكبير للهاربين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وقلة عدد القائمين على عمليات التفتيش.
"ساعات أو شهورا"
وجاء في تقرير هويمن رايتس ووتش أن المدنيين نقلوا إلى مخيم ديباغا للنازحين بعد تفتيش أولي، قبل أن يؤخذ الرجال والشباب إلى موقع مجاور، وكان بوسع المعتقلين التواصل مع أهاليهم عبر سياج، كما وفرت لهم الحاجات الأساسية.
وتقول المنظمة إن بعض الرجال والأطفال أفرج عنهم بعد ساعات من الاعتقال، ولكن آخرين احتجزوا لأيام وأسابيع أو شهور، دون أي تهمة أو دليل على علاقتهم بتنظيم الدولة الإسلامية.
وتذكر قصة طالب في كلية الهندسة بجامعة الموصل، هرب من تنظيم الدولة الإسلامية، في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، بعد ضياع عامين من دراسته، وعندما سافر إلى كركوك أوقفه عناصر البيشمركة في نقطة تفتيش، ووعدوه بالإفراج خلال يومين، ولكنه قال لهيومن رايتس إنه معتقل منذ 18 يوما.
وأفاد نازحون في المخيم للمنظمة بأن رجالا وأطفالا يشتبه في علاقتهم بتنظيم الدولة الإسلامية اختفوا من المخيم، وبإن عائلاتهم لم تخطر بمكان احتجازهم.
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن امرأة قولها إن ابنها البالغ من العمر 30 عاما، والذي تنفي علاقته بتنظيم الدولة الإسلامية، اختفى من مكان الاعتقال بعد 18 يوما، وإنها تخشى سؤال أجهزة الأمن عن المكان الذي أخذوا إليه ابنها.
نفي
من جانب آخر، نفى مصدر عسكري بقًوات البيشمركة بإقليم كوردستان شمال العراق لبي بي سي ما أوردته وسائل إعلام نقلا عن تنظيم الدولة الاسلامية بان طائرات التحالف قصفت تجمعات عسكرية من البيشمركة والحشد الشعبي في 3 مناسبات خلال اليومين الاخيرين.
وأضاف المصدر وهو ضابط ميداني فضل عدم ذكر اسمه لانه غير مخول بالحديث لوسائل الاعلام ان قوات البيشمركة لم تقم بنشاط كبير في نطاق المنطقة التي اشارت اليها وسائل إعلام تنظيم الدولة الاسلامية منذ منتصف نهار الخميس.
ونفى ضباط ميدانيون آخرون من البيشمركة في موقع آخر وفي اتصال منفصل الأنباء ذاتها.
وكانت تقارير اخبارية تناقلت بيانات لتنظيم الدولة باستهداف طيران التحالف بالخطأ لقوات البيشمركة والحشد الشعبي في مناطق قرب خورساباد شمال شرقي الموصل وتلكيف شمال المدينة ووقوع خسائر بشرية ومادية.
ودخلت العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل يومها الثاني عشر اليوم الجمعة وسط أنباء عن هدوء حذّر في وتيرة التحركات على المحاور المختلفة بعد تمكن القوات العراقية والبيشمركة من استعادة مساحات زادت على ٨٠٠ كيلومتر مربع خلال الأيام العشرة الاولى من التحركات العسكرية.
وأحكمت قوات البيشمركة حصارها لمدينة بعشيقة شمال شرق الموصل بعدما تمكنت من استعادة قرية الفاضلية غرب المدينة من يد أنصار التنظيم خلال أمس.