ركزت الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية على تطورات الأوضاع في العراق،مع اقتراب موعد إجراء الاستفتاء الشعبي في إقليم كردستان للانفصال عن العراق في الخامس والعشرين من سبتمبر / أيلول الجاري.
وفي الوقت الذي تخوف فيه بعض الصحف مما سماه "كابوس" الاستفتاء القادم، عبر كتاب عن ثقتهم بأن الاستفتاء لن يحدث، بل توقعوا أن تنفرج الأزمة أو أن يتم إلغاء الاستفتاء في اللحظة الأخيرة.
"الكابوس القادم"
وفي صحيفة عكاظ السعودية، وتحت عنوان "دولة الأكراد الكابوس القادم"، يقول خالد عباس طاشكندي: "على الأكراد أن يتفهموا ويتقبلوا الحقيقة التاريخية الدامغة وهي أنهم شعب بلا دولة تخصهم وحدهم. والمطالب الكردية بإقامة دولة مستقلة على أساس عرقي لم تعد أمراً منطقياً في زمن العولمة وسوف تدفعُ حكومات المنطقة وشعوبها إلى حروب جديدة ومستمرة ضد الأكراد، وبالتالي زعزعة الأمن والاستقرار".
وفي مقالٍ بعنوان "الاستفتاء وحافة الهاوية"، يصف جمال العلوي في صحيفة الدستور الاردنية يومَ الخامس والعشرين بأنه "سيكون علامةً فارقة في المنطقة والإقليم".
ويضيف العلوي "السبب في ذلك يعود لدعوة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى إجراء استفتاء شعبي للانفصال عن الدولة الأم العراق، في خطوة لا تكاد تكون محسوبة أو أنها خطوة تسعى لجر الجميعِ نحو حافة الهاوية أو إعادة خلط الأوراق في الإقليم مجدداً".
من جانبِه، يقول محمد عاكف جمال في البيان الإماراتية: "حكومة الإقليم مصممة على إجرائه في موعده على الرغم من فشلها في الحصول على تعاطف محلي وإقليمي ودولي حول ذلك، وعلى الرغم من المخاطر التي تعترض تنفيذه مع وجودِ خصوم أقوياء في الجوار من أشد المعادين للقضية الكردية لم يخفوا عزمهم على القيام باتخاذ إجراءات قوية قد تصل حدود استخدام القوة".
"على طاولة الدول الكبرى"
من ناحية أخرى، يرى محمد قواص في صحيفة العرب اللندنية أنه من غير المتوقع أن يتم الاستفتاء على أرض الواقع.
ويضيف الكاتب: "يعرف البرزاني أن تركيا وإيران والعراق لن تسمح، ولو بالقوة وبالحرب الكبرى، بقيام دولته الكردية المستقلة. لن تسمح هذه الدول بشيوع العدوى باتجاه أكراد إيران وتركيا، بما يشجع قيام كيانات أخرى تتجاوز المكون الكردي أيضاً".
وعن احتمال لجوء كردستان لإلغاء الاستفتاء في اللحظة الأخيرة، يحذر أمير طاهري في الشرق الأوسط اللندنية: "إن إلغاء اللحظة الأخيرة يمكن أن يعتبر' شرعنة ' لحق أنقرة وطهران في التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، من خلال مزيج قميء من الضغوط العسكرية والابتزاز المقنّع".
ويتوقع شامل عبد القادر انفراج الأزمة الكردية، حيث يقول في صحيفة المشرق العراقية: "القضية برمتها فوق طاولة الدول الكبرى والإقليمية لمناقشة أوضاع العراق الحدودية التي قد تتعرض إلى الانكماش في حال حصول أية غلطة من أي جانب.. ولكن ليس ثمة سماء سوداء تظلل العراق بعد أن تحلحلت القضية على المنضدة الكردية وتحول التصلب الكردي إلى ليونة تفاوضية مع المركز بدعم من الولايات المتحدة والقوى السياسية الفاعلة في العراق! صمتت لغة التهديد، وتلاشت عنتريات أمراء الحرب، وانتصر اللسان على السيف!"
ودفاعاً عن حق الأكراد في تقرير المصير، يقول عماد شقور في القدس العربي اللندنية: "إن تصرفا عربياً حكيماً مع الأكراد، وحقهم في التحرر والاستقلال، هو مفتاح إقامة تحالف عربي كردي مثمر ومستمر، وهو مفتاح إقفال باب التحالف الإسرائيلي الكردي. لا يمكن للمرء أن يكون صادقاً وعادلاً في تأييده لتحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله، وأن يكون في الوقت ذاته رافضاً ومعادياً لتحرر الأكراد واستقلالهم".