ربما فوجئت بعض القوى السياسية بالقرار الشجاع الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز المتضمن عدم بالمساس بالمواد المتعلقة بالمأمورية الرئاسية ، هذا القرار الذي جاء وفاء بالعهد و احتراما للقسم الذي أداه أمام الله وأمام الشعب الموريتاني، في حين أصبحنا نسمع بعض التصريحات من هنا وهناك على لسان بعض الأحزاب و الشخصيات التي تدعي بأن هذا القرار جاء نتيجة لضغط هذه الجهات و أنه لم يكن بدافع شخصي من صاحب الفخامة بل مرغما عليه.
و هنا لا يسعني إلا أن أوضح لأصحاب هذه الادعاءات بعض الأمور التي ربما لا يدركونها عن قصد أو غير قصد!
أولا : مما لا يختلف عليه إثنين أن فخامة الرئيس لم يتولى رئاسة البلد حبا في الحكم و لو كان الأمر كذلك لكان تولى مقاليد الحكم منذ انقلاب 2005، بل الحس الوطني هو الذي ارغم فخامته على رئاسة البلد.
ثانيا : يبدو أن فخامة الرئيس انطلاقا من فلسفته السياسية ونظرته العميقة لبناء البلد و المستمدة من الإحساس بالمسؤولية و بالروح الوطنية العالية قد تقدم كثيرا على الفكر الذي يحكمه منطق المصالح وتسوده العاطفية النفعية إلى فكر مشروع بناء مجتمعي متكامل وضع أسسه و حدد معالمه للشعب الموريتاني الذي قال فيه سيادته مرارا وتكرارا أنه حقق مكتسبات و قطع اشواطا إلى الأمام و لم يعد بإمكان أي كان أن يرجع به إلى الوراء أو يسلبه هذه المكتسبات.
ثالثا: من مدينة النعمة يعطي فخامة الرئيس دروسا للطبقة السياسية موالاة و معارضة قائلا أنه لن يكون عقبة أمام الديمقراطية و أن الدول لا تبنى على الأشخاص لأنهم يموتون... بل تبنيها المشاريع السياسية الوطنية التي يحس أهلها بمسؤولياتهم أمام الله وأمام الشعب الذي هو أمانة في أعناقهم.
رابعا: إن فخامته لم يكن في يوم من الأيام إلا صريحا و مكاشفا وصادقا مع ذاته و مع شعبه.!
خامسا: لقد حقق البلد تقدم ملموس في ظل القيادة النيرة لفخامة الرئيس و على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية و الاقتصادية باعتراف الشعب الموريتاني و اعتراف المجموعة الدولية، و هذه حقائق لا يجحدها إلا مكابر.
و نحن نقول أنكم يا فخامة الرئيس ستظلون مرجعية و قائدا لهذا المشروع السياسي الطموح الذي نتشبذ به معكم سواء كنتم في السلطة أو خارجها ، و ستظلون كما عودتومنا ملهما سياسيا متجردا يطغى عليه الإحساس بالوطنية و الطموح لبناء موريتانيا ديمقراطية قوية ينعم أهلها بالعدل والمساواة و ينشدون التقدم و الازدهار.
تحياتي.