تنوعت القضايا الدولية التي اهتمت بها الصحف البريطانية الصادرة الخميس، حيث تناولت الزلزال الذي ضرب المكسيك، وأزمة الروهينجا في ميانمار، أما في ما يتعلق بالشأن العربي والشرق أوسطي، فكانت قضية الاستفتاء على الاستقلال في كردستان العراق من أبرز القضايا.
البداية من صحيفة التايمز ومقال لبيل ترو من القاهرة بعنوان "السعودية كانت على وشك شن حرب على قطر". ويقول ترو إن السعودية وحلفاءها كانوا يخططون لهجوم عسكري على قطر قبل أن يتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويقنعهم بعكس ذلك.
وتقول الصحيفة إن ترامب تدخل وسط مخاوف أن تتفاقم الأزمة، التي بدأت عندما قطعت أربع دول هي السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها بالقطر متهمين إيها بدعم الإرهاب والتطرف، إلى حرب إقليمية.
ويقول ترو إنه وفقا لبلومبرغ، فإن ترامب تدخل بعدما فرضت الدول الأربع حصارا على قطر. وكانت الدول الأربع قد أغلقت المجال الجوي وطرق الملاحة وطردت رعايا قطر، في أكبر أزمة دبلوماسية في الخليج منذ عقود.
وأضاف ترو أن السعودية والإمارات كانتا تفكران في شن هجووم عسكري ضد قطر، حسبما قال مصدران لبلومبرغ، ولكن ترامب تدخل للحيلولة دون ذلك، قائلا إن الهجوم سيؤدي إلى أزمة ستكون المنتفعة منها إيران.
ويقول ترو إن الحصار المفروض على قطر أدى بالدوحة للاستعانة بتركيا وإيران وعمان لتوفير المواد الغذائية ومسارات الطيران الضرورية.
ويوجه اللوم جزئيا لترامب، حسبما يقول ترو، بإثارة الأزمة الحالية، عندما قال في أحد خطاباته في يونيو/حزيران إن قطر "ممول على مستوى كبير" للإرهاب.
ونقل ترو عن بلومبرغ قول مسؤولين إن ترامب أجرى سلسلة من الاتصالات الهاتفية لجميع الأطراف، قائلا إن الأزمة ستشتت انتباه حلفاء واشنطن وهي تحاول تشكيل جبهة موحدة ضد إيران.
استفتاء كتالونيا
وننتقل إلى صحيفة الغارديان وتقرير لسام جونز بعنوان "مدريد تفقد الحكمة في التعامل إزاء استفتاء كتالونيا مما يصب في مصلحة الانفصاليين".
ويقول جونز إنه حتى الأربعاء كان توجه الحكومة الاسبانية إزاء الاستفتاء على الاستقلال الذي من المزمع أن تجريه كتالونيا هادئا، وواثقا وموجزا، ويختصر في أنه لن يجري استفتاء في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وأضاف أن الحكومة الأسبانية تدرك أن الموقف محتقن، ولهذا كانت تتحاشى الرد على الأسئلة والمقتراحات المثيرة للفتن. ولكن ذلك الهدوء بدأ في التلاشي مؤخرا.
ويرى جونز أنه بالنسبة للكثيرين في كتالونيا وخارجها، فإن دخول جنود الشرطة الاسبانية المركزية إلى المباني الحكومية في كتالونيا، التي تحظى بالحكم الذاتي، واعتقال مسؤولين عن تنظيم الاستفتاء يتسم بالرعونة ويفتقر إلى الهدوء أو الحكمة.
ويضيف أن رئيس الوزراء الإسباني مريانو راخوي يرى أن الاستفتاء أحادى الجانب غير الملزم يعد خرقا واضحا لدستور البلاد وأنه "لا يوجد بلد ديمقراطي في العالم" يسمح بمثل تلك الخروق، وأنه يبحث سبل التعامل مع الأمر.
ويقول جونز إن "بحوزة الحكومة المركزية في مدريد سلاح يمكنها اللجوء إليه حيال الأمر، وهو تفعيل المادة رقم 155 في الدستور التي لم يتم اللجوءء إليها سابقا قط، لتعليق الحكم الذاني في كتالونيا ووضع الاقليم تحت سيطرة الحكومة في مدريد. ولكنه يضيف أن مثل هذا الإجراء سيتسبب في الكثير من الغضب والمظاهرات في كتالونيا، ولن يحقق للحكومة المركزية سوى نصر مؤقت قصير الأمد".