أبرزت صحف عربية الملاسنة بين مندوب قطر ومندوبي مصر والسعودية والإمارات والبحرين في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة.
وكان مندوب قطر، وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، قد وصف إيران بأنها "دولة شريفة"، قبل أن يرد عليه مندوب السعودية وسفيرها في القاهرة، أحمد القطان، بالقول "نهنئ إيران، وستندمون إن شاء الله على ذلك".
"معايير الشرف"
في هذا الإطار، جاءت افتتاحية "الاتحاد" الإماراتية تحت عنوان "هذه هي إيران الشريفة يا قطر".
وقالت الصحيفة إن "النظام الإيراني الشريف الذي تحدث عنه المندوب، ولا نعرف ما هي معايير الشرف لدى قطر، قام بما لم تقم به أي دولة في العالم، ونعود للسنوات الأولى من حكم النظام الإيراني التي بدأها بعمليات إرهابية منظمة من خلال القيام بعدة عمليات تفجير نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 ومقتل 61 شخصاً، ثم تفجير السفارة الأميركية في بيروت في العام 1983 من قبل حزب الله، وقتل 63 شخصاً".
وتختتم الصحيفة بالقول "نحتاج إلى أن نعرف من مندوب قطر العتيد أين الشرف في محاولة اغتيال رئيس دولة خليجية شقيقة، وأين الشرف في قائمة الجرائم التي ذكرناها والتي لم نذكرها؟".
بدورها، انتقدت "الرياض" السعودية تصريح المسؤول القطري، وقالت إن "الأيام المقبلة ستكشف للدوحة فداحة ما قامت وتقوم به من دور رخيص لا يمكن أن تتجاوز هي أضراره، ونعتقد جازمين أن ما نفذته من مشاركات ودعم في إسقاط ومحاولات إسقاط وتفتيت الدول سيكون حسابه عسيراً، وحينها لن يكفيها أن تعضّ أصابعها ندما".
وفي "الوطن" المصرية، أعرب عماد الدين أديب عن اعتقاده بأن تصريحات المريخي أدخلت أزمة الدوحة مع الدول الأربع في "مرحلة أكثر سوءاً وأشد تدهوراً".
وأضاف أديب "خطاب المسئول القطري يعكس 'الحالة النفسية المرضية' التي تسيطر على عقل صانع القرار في الدوحة، الذى يريد أن يقنع شعبه، ويقنع العرب، ويقنع العالم، بأنه ضحية، رغم أن دماء ضحاياه ما زالت تتساقط من يديه".
ويصف هشام الزياني في "الخليج" البحرينية التصريح القطري بأنه "مستوى متدني من الخطاب، ليس فقط على مستوى الأفراد، ولكن المؤلم أن ذلك حدث على مستوى المسؤولين في الجانب القطري"، مضيفاً "ممثل قطر يقول: 'اقسم بالله أن إيران دولة شريفة' شريفة مرة وحدة، وتقسم بالله، يا أخي عسى أن تُحشر مع زمرة الحكم في إيران، وتنعم بشرفهم في الدنيا والآخرة".
"صقر عربي حر"
وعلى الجانب الآخر، تشيد موزة المالكي في "الراية" القطرية بالمريخي، معتبرة أن الوزير القطري كان في "منتهى العقلانية عندما لم يجد أمامه خياراً غير أن يقطع مع هؤلاء المُتصابين في السياسة شعرة معاوية، ولم يكن وزيرنا قادماً من دولة صغيرة لا وزن لها، بل هو قادم من 'كعبة المضيوم'، فكان يتكلّم بعزة من يتكلم من قدم من قطر".
وفي السياق ذاته، قال ربيعة بن صباح الكواري في "الشرق" القطرية إن المريخي قام بـ"تلقين أحد أقزام دول الحصار درساً في إدارة الحوار وهو ما لم يتعلمه في مدرسته الدبلوماسية المتخلفة"، مضيفاً "وقد أحرج الوزير القطري دول الحصار الذين وقفوا أمامه في تلك الجلسة وكشف حقيقتهم وأكاذيبهم في التآمر على قطر خلال العقدين الماضيين مع كل أسف".
ويشبّه إبراهيم فلامرزي في الجريدة ذاتها المريخي بـ"الصقر العربي الحر الكريم"، مضيفاً "نقولُ للأشقاءِ: لا حلَّ إلا باتباعِ مبدأ تميم الذي ينصُّ على 'الحوارِ بعدَ رفعِ الحصارِ، وعلى أساسِ احترامِ سيادةِ الدولِ'".