حملت صحف عربية اتهامات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى حول الأزمة بين الجانبين.
واتهمت صحف بدول المقاطعة قطر بالاستمرار في الممارسات التي كانت سببا للمقاطعة. وبالمقابل، انتقدت صحف قطرية دول المقاطعة، وأشادت بتعامل الدوحة مع الأزمة.
وكانت الدول الأربع قد قررت في يونيو/ حزيران الماضي قطع العلاقات مع قطر بسبب ما وصفوه بدعمها للجماعات الإرهابية، وهو الاتهام الذي تنفيه قطر.
"ألوان كارثية من التخريب"
تناولت "الخليج" الإماراتية الموضوع في افتتاحية بعنوان "100 يوم من العزلة".
وجاء في الافتتاحية أن قطر "شهدت أياماً من المآسي والظلم على يد حمد بن خليفة، وشهدت مناطق من الوطن العربي ألواناً كارثية من التخريب والفوضى على يد بطل الرواية نفسه، وصولاً إلى زمن الكشف والفضح والمواجهة، فقبل 100 يوم، أعلنت الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، مقاطعة قطر دبلوماسياً واقتصادياً، فأدخلت شبه جزيرة الإرهاب في العزلة. مئة يوم من العزلة، وقطر تُمارس الأدوار المشبوهة والإجرامية نفسها، وهي في ذروة عزلتها".
وتضيف الافتتاحية "في 100 يوم من العزلة، أكدت قطر تحالفها العدواني مع تركيا وإيران، فاستقوت (بالدبابة الإيرانية)، وبضجيج ملالي طهران، وجهرت بأحقادها المضمرة ضد دول (التعاون)، وأشقاء (التعاون) في 100 يوم من العزلة".
في السياق ذاته، قالت "الرياض" السعودية في افتتاحيتها إن "الأزمة مع قطر أضرت كثيراً بالمجلس (الخليجي للتعاون) بل عطلت مسيرته، فقطر التي كانت دولة فاعلة ضمن أعضاء المجلس أصبحت خنجراً في خاصرته بممارساتها اللامسؤولة وتعاملها غير اللائق مع بقية دول المنظومة الخليجية، فعوضاً عن أن تكون عضواً فاعلاً عاملاً من أجل تنمية المنطقة ورخائها وتنميتها اختطت لنفسها طريقاً مفروشاً بالأشواك التي ستصيبها دون غيرها من دول المجلس".
وتضيف الجريدة "قطر كانت تبحث عن دور اعتقدت أنه سيحقق لها مكاسب خارج حدودها، فكان أن استخدمها مرتزقة (الإخوان) لتكون مطيتهم التي ستوصلهم إلى أهدافهم بإيهامها أنها ستصل إلى زعامة العالم العربي وربما الإسلامي التي هي في الأساس فكرتهم، فألبسوها رداءً ليس لها ولا يناسبها وأكبر من حجمها الحقيقي فوقعت في المحظور".
من جهتها، ترى منى بوسمرة في "البيان" الإماراتية أن "الفشل القطري يتجلى بعدة محاور، أبرزها عدم قدرة الدوحة على صون علاقاتها الخليجية والعربية والعالمية، وهكذا دولة تتورط في أدوار وظيفية دموية، وتدعم الإرهاب، وتصنع الفوضى، وتحمل في عنقها أرواح الملايين ممن قتلوا أو جرحوا أو تشردوا، ثم لا تعترف بكل هذا الإرث من الخراب والدمار، وتصرّ على مواصلة ذات أدوارها برغم نبذها إقليمياً وعالمياً، دولة فاشلة لأنها لا تقرأ المتغيرات، ولا تمتلك أي غريزة سياسية تنجيها من التقلبات والتغيرات".
"مواقف عدوانية"
في المقابل، قال صالح بن عفصان العفصان الكواري في "الراية" القطرية "كنا نعتقد أن حالة الانكسار والهزيمة السياسية والإعلامية الماحقة التي لحقت بدول الحصار في نزالها مع قطر، ستقودها إلى الرشد والروية والتفكير بعقلانية في مواقفها العدوانية والتآمرية ضد قطر وتلفيق الاتهامات جزافاً بحقها لابتزازها وتحجيم دورها المؤثر والفاعل على كافة المستويات والساحات".
ويستدرك الكاتب "لكن بدلاً أن تنكفئ هذه الدول على نفسها جراء هزيمتها مجتمعة بسياسييها المأزومين وأبواق إعلامها... جن جنونها وركبها الشيطان، ومضت في غيها وغيبوبتها، وهي تكرر ذات الأسطوانة المشروخة بدعم قطر للإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية".
على المنوال ذاته، قالت "الوطن" القطرية في افتتاحيتها "إننا نستخلص عبرا بليغة، ودروسا عظيمة متعددة، حين نتأمل جيدا ما مرت به دولة قطر من أحداث، منذ أن عمدت دول الحصار إلى بدء نهجها العدواني، الذي تمثلت أولى خطواته في الفبركة الإجرامية، والقرصنة المدانة قانونيا وسياسيا وأخلاقيا، لموقع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، لتتواتر بعد ذلك نقاط مسلسل التهافت والادعاءات الواهية التي لم تجد من يصدقها".
ويمضي الكاتب قائلا "إننا نرى إجمالا أن دروس مائة يوم من الحصار الجائر عظيمة، وفي مقدمتها التفاف شعبنا بإباء وعزم خلف رائد وقائد المسيرة الظافرة، حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى. إننا نثمن، في هذا السياق، الجهود الوطنية المتكاملة التي انتظمت الساحة السياسية والاقتصادية، فرأينا كيف أن الحصار تبددت معطياته بفضل التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة، مما مكن شعبنا من أن يتجاوز سريعا التداعيات السلبية للحصار".