إن نجاح الحوار الوطني الشامل الذي أقيم من 20 سبتمبر إلى 10 أكتوبر 2016 والتوصيات التي تمخضت عنه تستدعي التنويه بنضج وحكمة ساستنا في الأغلبية والمعارضة علي حد السواء لما برهنوا عليه من تعلق بالمصلحة الوطنية كما يدعونا إلى التفكير في الخطاب الهام الذي ألقاه فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز في حفل اختتام هذا الحوار ليجسد ; الديمقراطية في محيطنا العربي والإفريقي والتي عرفها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا : قائلا "كان مفهوم الديمقراطية أن نستمع إلي كل صوت ونأخذ معا قرارا بوصفنا شعبا"
وتجسيدا لذلك جمع الحوار الشامل علي طاولة واحدة كل الأغلبية وجل المعارضة ومثل فرصة للتعبير دون أي ضغط عن الأفكار والآراء وإن كان البعض لأسباب تخصهم فضلوا الغياب عن الإجماع الوطني.
وتمثل نتائج الحوار الوطني الشامل التي صادقت عليها كل الأطراف المشاركة توحيدا للمناخ الديمقراطي العام وتأكيدا على حرص فخامة رئيس الجمهورية الثابت على وحدة شعبنا بصورة دائمة وتتجلى تلك الوحدة في وجود ديمقراطية وطنية تكفل ديمومة وتقوية المواقف التي جسدها الحوار والتي من شأنها التصدي لكل عدو للوطن.
إن اتساع رقعة وطننا وتباين مناطقه من حيث الثروات الطبيعية والبني التحية القاعدية والولوج إلى الخدمات الأساسية تدعونا إلى إنشاء مجالس جهوية تواكب و توجه العمل الحكومي نحو نمو عادل ومتوازن؛ إلا أن هناك معارضة - تقول الناس ما تصور في أذهانها- تجاهلت نية فخامة الرئيس عدم المطالبة بمأمورية أخرى ممتطية حصانا ميتا لن يقودها إلى شيء.
وفي اختتام الحوار الوطني الشامل أكد فخامة رئيس الجمهورية للموالاة والمعارضة وللشعب الموريتاني أن دوافع عمله ليست إلا البحث عن رفاهية الشعب وحماية مصالحه الوطنية وتقوية هيئاته الديمقراطية لإرساء حكامة ديمقراطية ثابتة.
كما ذكر بالأهمية القصوى التي يوليها للدستور الذي هو حاميه الأول وحرصه الشديد علي أن لا يتم تعديله من طرف فئة أو شخص ولو كان رئيس الجمهورية وذلك لضمان صفاء الجو السياسي وتحكيم صناديق الاقتراع وحدها في مستقبل البلاد
وبهذا يكون فخامة الرئيس وقف موقف الوطني الذي يقدم المصلحة العليا علي مصلحته الشخصية مما يدعونا جميعا إلى الاصطفاف خلف هذا القائد لبناء مشروع مجتمعي يدعونا إليه.
وعلي أيه حال فان فخامته قدم لنا درسا نموذجيا فريدا من الديمقراطية خاصة وأننا نعلم جيدا انه لو أبدى رغبة في مأمورية أخرى, لزادت انجازاته شعبيته يوما بعد يوم وبات بإمكانه أن يفوز بما شاء من المأموريات.
ونرجو من الله أن يثبت خطانا في اتجاه الرفاه والاستقرار في موريتانيا دائما اقوي وأكثر ازدهارا وديمقراطية.