تقارن صحيفة الفاينانشال تايمز بين اتفاقية عقدت بين نظام القذافي وإيطاليا قبل عشر سنوات للحد من الهجرة عبر ليبيا، وأخرى عقدت بين بروكسل وطرابلس مؤخرا.
حين تعهدت ليبيا في عهد العقيد معمر القذافي بالحد من الهجرة عبرها إلى إيطاليا قبل عشر سنوات، وصف الناشطون هذا الترتيب بأنه "اتفاقية قذرة" مع ديكتاتور طرابلس، كما ورد في تقرير أعده مايكل بيل وهبة صالح وجيمس بوليتي.
والآن، بعد مضي عشر سنوات على تلك الاتفاقية وست سنوات على مقتل القذافي، تُطرح علامات استفهام حول ترتيب مباشر عقد بين طرابلس وبروكسل مؤخرا.
وتتراوح المخاوف بين دور حرس الحدود الليبي الذي يموله الاتحاد الأوروبي وظروف مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا.
وتقول جوان ليو الرئيسة الدولية لمنظمة "أطباء بلا حدود" إن المراكز التي زارتها تفتقر إلى النظافة وتعم فيها الفوضى وتنتشر بشأنها تقارير عن حالات اغتصاب وضرب وانتهاكات.
وقالت ليو "شعرت بالصدمة لمشاهدة أقصى حالات القسوة الإنسانية التي رأيتها في حياتي. كنت شاهدة على رفع المعاناة البشرية إلى درجة (السلوك الروتيني المنظم)".
وعلى المحك الآن الاستراتيجية الأوروبية التي تمكنت من تقليص أعداد الراغبين بالهجرة عبر البحر المتوسط من أكثر من مليون شخص في عام 2015 إلى أقل من 130 ألفا حتى الآن من بداية العام.
ويعزى هذا التقليص الكبير بدرجة كبيرة إلى اتفاقية عقدت مع تركيا في عام 2016 لاستيعاب عدد من اللاجئين.
وأكدت بروكسل أن أعداد المهاجرين تقلصت أيضا عبر طريق البحر المتوسط، حيث بلغ عدد الذين وصلوا إلى إيطاليا أقل من 4 آلاف شخص، وهو أقل من 20 في المئة من عدد الذين وصلوا إلى هناك العام الماضي.