كتب كالوم باتون مقالاً نشرته صحيفة #نيوزويك الأمريكية تحدث فيه عن موقف #إسرائيل من “الحرب الأهلية” في #سوريا متطرقاً إلى ردّ فعلها ومخاوفها المستقبلية من نتائج هذه الحرب. تطرق في بداية مقاله إلى الحديث عن ديفيد سبيلمان، والذي شهد بعينه بعضاً من الأحداث الجارية في سوريا كونه يعيش في مرتفعات #الجولان على بعد ميلين فقط من بلدة #القنيطرة فاقتبس عن سبيلمان قوله:
“يستولي الجيش السوري على قرية، ثم بعدها بأسبوعين تجد فصيلاً آخرَ يستعيد السيطرة على تلك القرية. ترى بوضوح كيف يقتل الناس بعضهم البعض بشكل يومي”.
فالإسرائيليون يرون كيف يُنقل المقاتلون من الثوار من وإلى خط المواجهة في شاحنات صغيرة. كما رؤوا القذائف وهي تهبط بالقرب من الكيبوتز بغير قصد، يقول سبيلمان: “إنه أمر مأساوي أن نرى ونسمع ما يحصل، ومع ذلك فهي أمور هامشية بالمقارنة بعمليات الذبح في الجانب الآخر من الحرب”.
“لكن إسرائيل لم تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحصل في سوريا، فتدخلت بشكل متقطع لكن بقوة لمنع أكثر الصراعات فتكاً في القرن الحادي والعشرين من الانتشار على حدودها”.. حسبما يرد
في حزيران 2017، استهدفت غارة إسرائيلية مواقع عسكرية في القنيطرة بعد سقوط عشرات القذائف من دبابات سورية على مرتفعات الجولان خلال اشتباكات بين #جبهة_النصرة وقوات النظام، الأمر الذي وصفته إسرائيل بخرق غير مقبول للسيادة. في حين اتهم مسؤولون في حكومة الرئيس #بشار_الأسد إسرائيل بمساعدتها للجهاديين بهذه الضربة.
بصفته حليفاً لإيران ومساعداً لحزب الله الشيعي اللبناني قبل فترة طويلة من الحرب الأهلية، فإن الأسد لم يكن صديقاً لإسرائيل أبداً. وكانت سياسة إسرائيل في المقام الأول موجهة بشكل خاص ضد حزب الله.
وفي 24 نيسان، استهدفت غارة إسرائيلية مخزن أسلحة لحزب الله في #دمشق في سلسلة من الهجمات الأكثر جرأة لاحتواء الحرب، حيث كان الطيران الإسرائيلي قد شنّ قبل شهر من ذلك غارات جوية معمقة في المجال الجوي السوري في #تدمر. وبحسب مسؤولين في #تل_أبيب فقد استهدفوا أنظمة أسلحة متطورة متجهة إلى حزب الله ،حسب ما نشرت الصحيفة.
وبحسب ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لدى بنيامين #نتنياهو للصحيفة، فإن السلطة في تل أبيب اتخذت قرارين منذ الأيام الأولى للحرب هما: أولاً، إسرائيل لن تكسب شيئاً من التدخل المباشر في نزاع طائفي مرير. ثانياً لن يُسمح لحزب الله أن يستخدم الحرب لتحقيق أي ارتباطات مستقبلية مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، إذا وجد سبب واحد يمكن أن يوحد معظم الميليشيات والجيوش المتحاربة في الحرب _ إن لم يكن كلها _ فسوف يتفقون على الالتزام بمحاربة إسرائيل وتدميرها. من هنا درست نيوزويك النتائج المحتملة للصراع السوري، وكيف يمكن أن تتعامل إسرائيل مع تلك الحالات، عندما تتوقف الأطراف المتحاربة عن توجيه بنادقها ضد بعضها البعض.
فترى الصحيفة أن بشار الأسد سوف يفوز بالسلطة بعد سحقه للجماعات الإسلامية ( داعش )، كما ويعترف بالمناطق الكردية للأكراد، ويقدم تنازلاً صغيراً للسنة. حزب الله المنتصر يخرج في مسيرات جنوب لبنان، ويبدأ حسن نصر الله خطابه الناري والذي يدعو من خلاله إلى حرب جديدة مع العدو القديم إسرائيل. ويستعد بنيامين نتنياهو وحكومته في تل أبيب للحرب.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تواجه أسوأ نتيجة ممكنة من حربها مع حزب الله القوي والمدعوم من إيران والأسد المنتصر حديثاً. وفي حديث للصحيفة مع الجنرال نيتزان نوريل قال: “مهمتنا الرئيسية اليوم هي التأكد من أن الجانب السوري من الجولان يبقى تحت سيطرتنا ولا أحد يستخدمه كمنصة للهجوم علينا”.
زيادة النفوذ الإيراني في العراق المجاورة مع حزب الله المعزز في لبنا، يمكن أن يخلق ممراً للنفوذ يمتد من #طهران إلى حلب ثم إلى دمشق وبيروت. وهذا ليس في صالح إسرائيل. فيقول أميدرور أن النتيجة التي قد نصل إليها مرجحة جداً وسوف تؤدي إلى تغيير كبير في المشهد الجغرافي الاستراتيجي والسياسي في الشرق الأوسط. وكأحد النتائج الرئيسية التي يتصورها أميدرور رداً على التوسع الإيراني سوف تكون هناك علاقات أوثق بين إسرائيل والدول العربية السنية لمواجهة التهديدات الجديدة.
وبضغط من حلفائه الجدد في البيت الأبيض، فإن بوتين يسحب الدعم من بشار الأسد وبذلك تنهار قواته بسرعة مع غياب الدعم اللوجستي والأسلحة الروسية. ويتراجع هنا الأسد إلى قلبه العلوي ويتولى السلطة في دمشق تحالف من الميليشيات السنية، بما فيها القاعدة. وفق ما يرد.
هدد كل من داعش وتنظيم القاعدة في سوريا بتنظيم الهجمات ضد إسرائيل وتعهدوا بتحرير القدس. وعن ذلك قال رافايلو بانتونشي، مدير دراسات الأمن الدولي في روسيا: تل أبيب لم تكن بحاجة للتدخل ضد تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة لو كان التهديد الذي يشكله المسلحون السنة على إسرائيل حقيقي. قد ركز التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ذلك.
وأضاف: “إن الإسرائيليين لا يهاجمون السنة، هم يهاجمون عدوهم حزب الله “. ربما ليس الوقت مناسباً الآن لاختيار تلك المعركة، فإسرائيل لديها معركة أهم على حدودها الجنوبية مع داعش وأنصار بيت المقدس في سيناء. ويثق بانتوتشي بأن إسرائيل قادرة على إدارة التهديد من #مصر. وأضاف بأن إسرائيل عدوانية جداً في ردها على مثل هذا المشاكل، وبأن الجماعات الجهادية تدرك أن لدى إسرائيل قوة عسكرية هائلة واستعداد وقدرة على نشر تلك القوة.
وفي تصور للصحيفة عما سيكون عليه الوضع في العام 2022 جاء في المقال: يستمر الصراع في سوريا والبلد أصبحت دماراً. فقد استمرت حرب الاستنزاف الطويلة والمريرة بخطى طاحنة لصالح الأسد وحزب الله. ومع توقف محادثات السلام في جنيف، وإقامة روسيا وإيران وسلطتيهما المتنافستين في أستانا، يبدو أن احتمال الجمود القاتل في سوريا سوف يستمر لأشهر أو حتى قد يمتد لسنوات.
وأوضح أميدرور أنه كلما طالت الحرب أكثر، كلما أًصبحت إيران قادرة على تزويد حزب الله بإمكانات أكبر كما تصبح أكثر انخراطاً في المنطقة. وكلما طالت الحرب، كلما زاد الاعتماد على إيران بشكل حاسم بالنسبة للنظام.
فبحسب المقال، أدت سنوات الحرب الستة في سوريا إلى تحويل الشيعة من ميليشيات مسلحة إلى جيش كامل. وعندما تنتهي الحرب في سوريا سوف تحول بنادقها نحو عدوها القديم.
وبحسب لوفات، فإن أفضل نتيجة يمكن أن تأملها إسرائيل في سوريا هي تسوية سلمية تخلق عدد من الولايات الاتحادية أو المستقلة مقسمة على أسس عرقية أو دينية. وقال: “إن أفضل السيناريوهات من في سوريا هي اللامركزية، حيث ترى ظهور ما يسمى ولايات أولية”.
وكانت إسرائيل تتطلع باستمرار خلال العقد الماضي إلى إقامة علاقات مع الكيانات الإسلامية غير العربية، فضلاً عن الأقليات الأخرى. وأشار لوفات إلى أنها عززت علاقاتها مع الدروز، وهم مجموعة عربية عرقية دينية متميزة، كما مع المسيحيين المارونيين في لبنان. فضلاً عن علاقات جيدة على نحو متزايد مع القوات الكردية في سوريا والعراق.
ويرى الجنرال أميدرور أن إسرائيل سوف تكون قادرة على إقامة علاقات قوية مع دولة علوية معزولة عن إيران، ويرى في نهاية المطاف أن سوريا ضعيفة حيث أن احتمال شنها هجوماً على إسرائيل يصبح أقل احتمالاً.
وأضاف: “إن تفكك سوريا ليس الوضع الأسوأ من وجهة نظرنا. وإذا كان لكل من الأكراد والسنة والعلويين منطقة يسيطرون عليها، فبذلك لن يكونوا في وضع يؤذي إسرائيل كما فعلت سوريا في الماضي، أو كما قد يحاول أن يفعل حزب الله في المستقبل.