قالت صحيفة نيويورك تايمز إن أزمة قافلة تنظيم الدولة التي تقطعت بها السبل في البادية السورية بعد اتفاقها مع حزب الله تمثل جمود التنظيم وتراجعه.
وأضافت الصحيفة الأميركية أنه في ظل خسارة تنظيم الدولة مدينة تلعفر العراقية أخيرا، ومكافحته من أجل الحفاظ على المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، فإن قافلة الحافلات التي تقل مقاتليه وعائلاتهم من القلمون الغربي إلى دير الزور، وفق اتفاق مع حزب الله اللبناني، أصبحت رمزا صارخا لجمود التنظيم.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن تنظيم الدولة أصبح أيضا عاجزا عن إنقاذ قافلته، حيث دمرت الطائرات الأميركية عرباته التي تقل مقاتلين ووقودا كانت في طريقها لإمداد القافلة.
بدأت هذه الأزمة في الصحراء السورية بصفقة "معقدة" بين تنظيم الدولة وحزب الله، حيث "أذعن" التنظيم لتسليم جثث تسعة جنود لبنانيين اعتقلهم عام 2014، مقابل وصول آمن لـ 308 من مقاتليه ومثلهم تقريبا من عائلاتهم، إلى معقلهم في دير الزور.
وتعثرت هذه الصفقة بعد أن منعت الطائرات الأميركية تقدم القافلة باستهداف الطرق التي تستخدمها، مما يعكس مدى تعقيد ساحة المعركة السورية في ظل وجود عشرات الفصائل المتقاتلة والتغيير في التحالفات، ولكنها أيضا مؤشر على تراجع نفوذ التنظيم الذي يمكن أن يستخدمه مع أي لاعب في هذه الساحة.
وترى الصحيفة أن صفقة القافلة توضح مدى ازدياد عزلة التنظيم، فسوريا كانت محرجة بها حيث لم تتطرق إليها وسائل الإعلام الرسمية، وقد أعرب مسؤول مقرب من الحكومة عن أسفه من أن "تتحول سوريا إلى مجرى يسير فيه كل شيء قذر".
وإيران التي كان لها نصيب في الصفقة (استلام جثة ضابط إيراني) لاذت بالصمت حيال الصفقة، لكن العراق الذي كان متوقعا أن يحمي القافلة بطلب إيراني ندد بها.
حتى إن وسائل الإعلام الرسمية للتنظيم لم تجد ما تتحدث عنه، وفق مراقبين للمواقع الجهادية.
وتقول الصحيفة إن تنظيم الدولة الذي يبدو أنه جثا على ركبته ليس صاحب اليد العليا، فكل ما فعله هو تبادل للجثث.