قرأت هذه الأيام مقالات ودعايات عريضة من كوادر المعارضة المنتدوية تزعم أن سقوط المأمورية الثالثة في خطاب رئيس الجمهورية التنويري تم بفضل الضغوط المنتدوية ليتخذوا من ذلك مشجبا يعلقون عليه أسباب الغياب غير المبرّر، عن الحوار الشامل الذي جمع مختلف الأطياف السياسية الوطنية للتشاور في ما يرسخ الديمقراطية ويعزز العدالة الاجتماعية واللحمة الوطنية ودولة القانون.
- والشعب الموريتاني يعرف أن فكرة المأمورية الثالثة لم تكن موجودة إلاّ في مخيّلة المنتدى وأمثاله لغرض واضح هو تشويه الحوار الشامل، وعرقلة الإنجازات الكبرى في مجال التنمية،
نعم وقع أيام الحوار تجاذب بين الأطراف المتحاورة في نطاق المادة ال26 والمادة ال28 فتحا أو إغلاقا على ذمة المحاججة ومنطق الإقناع، واليوم وبعد ما لم تفلح التأكيدات السابقة في اخراج التفسير التأمري للأحداث من أذهان المنتدى وأضرابه تفضّل رئيس الجمهورية بتوضيح ما كان واضحا لحاجة المخاطب الجاحد إلى بلاغة البيان، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة، لأنّه بالنسبة لرئيس الجمهورية تحصيل حاصل منذ تأدية يمينه الدستوري، ولكنه كما قيل في الحكم ( وفسّر الماء بعد العجز بالماء)،
تذكّرت هنا قصة بهرجة الساحر الذي سحر أعين الجمهور بأنه يدخل من فم الحمار ويخرج من دبره فيما يخيّل للناس، فجاء مبطل السحر فرآه الناس يمرّ جنب الحمار فأصبح أضحوكة.
- لتعلم المعارضة المنتدوية أن السحر الذي طلوه على وهم المأمورية الثالثة قد انكشف وأن الشعب الموريتاني ليس مغفلا لا تنطلي عليه الحقائق، ومن المفارقات العجيبة محاولة تحويل الهزائم إلى انتصارات...