شخصيا لاأنتمى لأي حزب سياسي أومجموعة أوطرف و أعتزّ بكامل استقلاليتي، لكن اجتهادى أن خطوة الرئيس محمدولد عبدالعزيز بإنهاء الجدل والتجاذب السلبي في موضوع المأمورية الثالثة، خطوة مهمة، يجب أن تقدر وتشجع، لأنها المرة الأولى فى بلادنا التى يعلن فيها من يمسك مقاليد الحكم عن مغادرة دستورية طبيعية، وكنا قد اعتدنا من حكامنا أنهم لايتركون السلطة إلامكرهين و مرغمين ، حتى أصبح الإنقلاب هو الصيغة الوحيدة المتاحة للتغيير ، لذلك من أعلن وعلى رؤوس الأشهاد أن صفحة المأمورية الثالثة قد طويت بشكل نهائي وأنه سيحترم الدستور وخاصة المادة 28، يعني أنه سيترك السلطة ويخرج مكرما، بخلاف الباب الذى اعتدنا على خروج الحكام منه ، ولم يرضخ لدعوات كانت تسعى للزج به فى مستنقع مظلم، كان سيجر موريتانيا إلى نفق خطير .
يبقى التنبيه على أنه لاأحد يطالب القوى الحية والفاعلة والمؤثرة ببسط يدها كل البسط حتى لا يقعد ملوماً محسوراً " بعد 20 أكتوبر لكن اليد أيضا لايمكن أن تظل مغلولة إلى العنق.
إن الأمر يستحق العناء ، فالتغيير الآمن يتطلب حلحلة قيود الفضاء السياسي ،والنظر إلى المستقبل ومد جسور التواصل ، وتنقية الأجواء ، وبناء الثقة، والتآخى والتسامح و تجاوز العثرات والمشاركة.
ان الخروج بتوافق مبدئي على الأقل، سيعطي دفعة قوية لإعادة بناء اللحمة الوطنية والقدرة الجماعية على تخطى الصعاب، وضمان حقوق المواطنين وتحقيق تطلعاتهم ، فى الأمن والبناء والتنمية بمشاركة جميع أبناء الوطن الواحد من دون تفريق أو محاباة، لا يخضع فيه الوطن لأحد إلا للمصلحة العليا .
عبدالله ولد محمدو ولد بيه