اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بالاتفاق الأخير في سورياالذي يقضي بإنشاء منطقة ثالثة لخفض التوتر شمالي مدينة حمص مع من تصفهم روسيا ب"المعارضة المعتدلة".
ويعد الاتفاق تطبيقاً للخطة التي توصلت إليها كل من روسيا وتركيا وإيران في محادثات سلام عُقدت في أستانا.
وقد أبرزت الصحف المصرية دور القاهرة في التوصل للاتفاق.
عزل جبهة النصرة
تقول صحيفة الأخبار اللبنانية: "يبدو مشهد عزل جبهة النصرة أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. فالاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ، يستثني كسابقيه في الجنوب وغوطة دمشق، تنظيمَي الدولة وجبهة النصرة من الهدنة، ويطالب الفصائل المسلحة بإخراج التنظيمين من تلك المناطق، إلى جانب أي تشكيلات متحالفة معهما".
تضيف الصحيفة أن من النقاط اللافتة في ضوء اتفاقات تخفيف التصعيد الأخيرة أن "عودة واشنطن عبر اتفاق عمّان؛ والسعودية وحلفائها من بوابة اتفاقات القاهرة، تأتي على حساب لاعبين رئيسيين على الساحة السورية، وهما إيران وتركيا. وبعبارة أخرى، هو مسار بديل صادر مخرجات أستانا، وأبعد طهران وأنقرة عن دور الضامن لتنفيذ تلك المخرجات، معطياً لموسكو دوراً مركزياً ومتفرّداً في الوقت ذاته".
في السياق نفسه، يقول عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية: "فاتت الفرصة التي كان يمكن لجناحي الإرهاب في سوريا (داعش والنصرة) أن يضما بنادقهما إلى بعضهما البعض، فمناطق سيطرة الفصيلين تكاد تكون منفصلة تماماً من الناحية الجغرافية، إلا في جنوب غرب سوريا، وبعض الجيوب المتبقية في ريف دمشق الجنوبي - الشرقي، وسيتعين على الفصيلين مواجهة مصيرهما المشترك، أحدهما بمعزل عن الأخر".
ويرى الرنتاوي أن تنظيم "الدولة يواجه آخر معاركه السورية الكبرى في الرقة ودير الزور، والنصرة بانتظار أم المعارك في إدلب".
ويتوقع الكاتب ألا "يختلف مصير النصرة في درعا والقنيطرة عن مصير إمارتها العرسالية التي تهاوت في الآونة الأخيرة وبأسرع مما كان يعتقد".
ويقول نبيل هيثم في صحيفة الجمهورية اللبنانية: "باتت إدلب تشكّل الوجهة الأساسية لتكديس إرهابيّي جبهة النصرة التي باتت تسيطر على ما يزيد عن سبعين إلى ثمانين في المئة من محافظة إدلب".
يضيف: "الاستمرار في عملية تكديس مجموعات التكفيريين على اختلاف مسمياتهم وجنسياتهم في رقعة جغرافية محدّدة، تمهيداً لجولة عسكرية حاسمة، تحوّل إدلب الى قبر واسع لدفن تلك المجموعات فيه. ولا أستبعد أن يمهّد الحسم في إدلب الطريق نحو تسوية سياسية شاملة... إما في جنيف أو في أستانا".
ويقول محرز العلي في صحيفة الثورة السورية: "المعركة قادمة مع تنظيم الدولة والانتصار قادم ببطولات الجيش السوري والمقاومة والأيام المقبلة ستزف لنا أخبار النصر وهزيمة تنظيم الدولة كما هزمت جبهة النصرة الإرهابية في تلك المنطقة الاستراتيجية" على الحدود اللبنانية في عرسال.
تداخل روسي-أمريكي
قول رفيق خوري في صحيفة الأنوار اللبنانية: "مناطق خفض التصعيد في حرب سوريا تتكاثر بمقدار ما تضيق مناطق التصعيد. وهذا سيناريو مركّب في صراع جيوسياسي أشدّ تعقيباً من لعبة على رقعة شطرنج".
ويفضل الكاتب إطلاق تسمية ما يحدث بأنه "تفكيك الحرب بدل إنهائها".
وتقول ثريا شاهين في صحيفة المستقبل اللبنانية: "ما يحصل بين الروس والأمريكيين من تعاون في سوريا، من المبكر لأوانه وصفه بأنه أبعد من خطوات للتهدئة، لأن الحل النهائي لا يزال بعيداً ويحتاج إلى سنوات".
كذلك يشير صبحي حديدي في صحيفة القدس العربي اللندنية إلى أن واشنطن "لم تستقرّ في أيّ يوم على خيار تغيير النظام، أو اعتناق مبدأ إسقاطه، أياً كانت الوسيلة. ذلك لأنّ الاستقرار على توجّه مثل هذا كان سيُلزمها بالمشاركة المباشرة في صناعته، عبر سلسلة عمليات سياسية واقتصادية وعسكرية ودبلوماسية واستخباراتية".
تقول راغدة درغام في الحياة اللندنية إنه من "الواضح أن روسيا تملك أدوات الضغط والتأثير على كل من بشار الأسد ونظامه وإيران وميليشياتها" لكنه يشير إلى أن "موسكو لن تستعمل هذه الأدوات ما دامت السياسة الأمريكية تتسم بالضعف والتردد والاستلقاء".