صحف عربية: الأزمة الخليجية مستمرة

اثنين, 31/07/2017 - 10:11

أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الأزمة الخليجية المستمرة منذ يونيو/حزيران الماضي والتي كان آخر مستجداتها هو إعلان الدول الأربع المقاطعة لقطر استعدادها للحوار مع الدوحة بشرط "الرغبة الصادقة في مكافحة الإرهاب".

يقول يوسف أيوب في صحيفة الأهرام المصرية إن الأمير القطري "لم ولن يستجيب لما وضعته الدول الأربع من شروط موضوعية وشرعية أيضا، بل يواصل سياسة الكذب والتضليل، ودفع الأموال لمنظمات غربية ووسائل إعلام أمريكية وأوربية لتتولى الدفاع عنه، وتجميل وجهه ويده الملوثة بدماء آلاف الأبرياء".

ويضيف الكاتب: "أعتقد أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد تغيرات في مواقف بعض الدول الملتبسة تجاه الإرهاب القطري، بعدما تحصل هذه الدول على كل المعلومات التي توثق إرهاب قطر وأميرها تميم بن حمد، ووقتها لن تفيد الدولارات نظام تميم".

وفي صحيفة الجزيرة السعودية، يقول خالد بن حمد: "يفضِّل الإعلام القطري أن يربط أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد بالمجد، فيقول تميم المجد، ولا أجد مسوّغاً أمامي لمعرفة الأسباب وراء إطلاق هذه الصفة على أمير البلاد، ربما كان يستحقها، ونحن نجهل هذا".

و يدعو خالد بن حمد الأمير تميم كي يستجيب لمطالب الدول الأربع، قائلا: "وسام المجد متاح لتميم، وهو مرتبط باسمه على نطاق واسع، متى ما أدرك أن قطر تلعب بالنار، وتعبث بأمن الدول، وتعرّض سلامة الأمن والاستقرار في دولنا للخطر، وأن معالجة ذلك يتطلب منه موقفاً شجاعاً يحقق له المجد الذي نتمناه له، ويضعه ضمن الصفوة من القادة التاريخيين، وهو ما يعني أن أمير قطر لازال مرشحاً للمجد الذي نفهمه بصورة تختلف عن مفهوم الإعلام القطري".

وتقول سوسن الشاعر في صحيفة الوطن البحرينية: "أكبر خطأ ترتكبه قطر أنها تحاول أن تنقذ المشروع الذي لعبت فيه دور الممول بدلاً من أن تنقذ نفسها، فالمشروع الآن إلى زوال وقطر تعتقد أنها هي المستهدفة من دول التحالف الرباعي في إجراءاته التي اتخذها، والحقيقة التي أراد التحالف الرباعي أن تفهمها قطر أنهم ضد المشروع لا ضدها هي، وفي حال خروجها من المشروع وتبرئها منه تنتهي المشكلة مع قطر".

وتتابع الكاتبة: "منذ بداية هذا الشهر أي شهر يوليو والتحالف الرباعي دخل مرحلة استراتيجية جديدة تجاوز فيها قطر بمراحل، التحالف الرباعي اليوم في مرحلة هجوم على المشروع الأصلي لا على اللاعبين الثانويين فيه، التحالف الرباعي أجبر اللاعبين الأساسيين فيه، الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتركيا من جهة واللاعبين الجدد كروسيا والاتحاد الأوروبي، إلى إعادة ترتيب الأوراق من جديد، نتيجة إخفاق الوساطات وتمسكه بمطالبه المشروعة، وكذلك نتيجة التحركات الإقليمية المستقلة التي يبديها التحالف الرباعي بعيداً عن الوصاية الغربية".

على الجانب الآخر، يرى صالح الكواري رئيس تحرير صحيفة الراية القطرية أن اتهامات الدول الأربع "افتضح أمرُها وانكشف من يروّج لها وأصبحت لا تنطلي على أحد وكما يقول المثل إذا عُرف السبب بطل العجب فكل ما أرادته دول الحصار هو سلب قطر إرادتها وقرارها الوطني وخنق وتجويع شعبها حسداً من عندها وغيرة منها لدور هذه الدولة الصغيرة، الكبيرة بقيادتها وشعبها وإنجازاتها، وفاعليتها في قضايا الأمن والسلم الدوليين، وهو ما أخفقت فيه دول الحصار مجتمعة".

ويمضي الكاتب قائلاً: "ستمضي قافلة قطر على طريق المجد والشموخ الذي رسمته قيادتها الحكيمة غير آبهة بنباح الكلاب وسعارها، مهما اجتمعوا وتآمروا، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بفضل الله وبقوة الحجة والمنطق وصلابة الموقف وصدق الإرادة ونفاذ البصيرة".

"تسييس الفريضة الإلهية"

وتنتقد صحيفة الراية القطرية ما ورد عن اشتراط السعودية وصول الحجاج القطريين بالجو فقط وليس عن طريق الخطوط الجوية القطرية، قائلة في افتتاحيتها: "آخر ما كنا نتوقعه أن تستغل فريضة الحج وزيارة المسلمين لبيت الله في إجراءات الحصار الجائر على شعب شقيق".

وتقول: "يبدو أن قرارا خاطئا بتسييس الفريضة الإلهية واستخدام الركن الخامس من أركان ديننا لتحقيق مكاسب سياسية، قد تم اتخاذه بشأن الحجاج القطريين، من خلال التضييق عليهم، وعرقلة ترتيبات زيارتهم لأداء الفريضة، التي تؤتمن السعودية على مشاعرها ومقدساتها، ولا تملكها".

وتضيف الصحيفة: "إنها سابقة تاريخية أن يستغل المؤتمنون على مشاعر المسلمين مقدسات الإسلام ويقحمونها في شأن سياسي لا علاقة له بالفريضة، وهو ما لا يليق ببلد أوكلت إليه رعاية الحرمين الشريفين".

ويوجه خالد الأشهب انتقاداً مماثلا في صحيفة الثورة السورية، متسائلاً: "من الذي أورث آل سعود دون غيرهم هذه المسؤولية، خاصة أنهم لا يترددون أبداً في استخدامها استخداماً فظاً في وجه كل من لا يروق لهم سياسياً، فيمنعون هؤلاء الحجاج ويضايقون أولئك ويقتلون غيرهم، والأمثلة كثيرة؟".

ويضيف الكاتب: "بعد العاصفة المدمرة للفكر والإرهاب الوهابي التكفيري التي هبت على العالم من هناك خلال السنوات الماضية فقتلت الملايين ودمرت وخربت، أليس من حق الإسلام أن يغتسل مما شابه من رعاية آل سعود ودعاته ومفتيه؟ أليس من حق المسلمين الذين شوّهتهم خدمة آل سعود ورعايتهم للحرمين الشريفين أن يعيدوا تقديم أنفسهم إلى العالم كدعاة خير وسلام؟".‏