أبرزت صحفعربية رفض الأردن طلباً إسرائيلياً بعودة طاقم السفارة إلى عمان، وانتقدت صحف أخرى ما سمته السلوك "غير الأخلاقي" لرئيس الوزراء الإسرائيلي والسلوك "العدواني" لإسرائيل.
عن رفض الأردن عودة طاقم السفارة إلى عمان، يقول فهد الخيطان في صحيفة الغد الأردنية: "سعت حكومة نتنياهو إلى اختبار مدى جدية هذا الإعلان، فتقدمت بطلب رسمي لوزارة الخارجية للسماح بعودة طاقم السفارة إلى عمان فوراً. في وقت قياسي ردت وزارة الخارجية بالرفض القاطع وبأقسى العبارات، واعتبرت سلوك حكومة نتنياهو ̕غير الأخلاقي وغير الإنساني̔ والمخالف للأعراف القانونية انتهاكاً صريحاً لا يمكن قبوله".
صحيفة الرأي الأردنية تناولت حديث الملك عبد الله الثاني أمام مجلس السياسات الذي طالب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونيةِ التي تضمن محاكمةَ القاتل وتحقيق العدالة.
وتحت عنوان "غضبة الملك"، يقول ظاهر الضامن في الرأي الأردنية أيضاً إن "القيم التي تجسدَت في الحديث الغاضب لجلالته تأكيد على أنها خطوطٌ حمر لن يتهاون الأردن إزاء أي تطاول أو تجاوز لها مهما بلغت التضحيات".
وعن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي لمرتكب الحادث بعد عودته لإسرائيل، يقول مسلط المهيلب في القبس الكويتية: "ما يهمنا هنا التفاعل السريع والفعّال من قبل حكومته والتزامها بإعادته إليها، وعدم سماحها للدولة الأردنية بالتحقيق معه. وختاماً، لقاء رئيس الوزراء اليهودي لهذا المواطن وإشادته بعمله لمثال حي على كفالة حق المواطنة".
ويضيف: "هذه الحادثة ليست الأولى لحماية الدولة اليهودية لمواطنيها والدفاع عنهم، فلنا في حادثة مبادلة الأسرى اليهود مع أسرى حزب الله وأسرى حماس، والجاسوس الإسرائيلي لدى مصر، لأكبر دليل على هذه الحماية والاهتمام بالمواطنين".
الرهان على عدوانية إسرائيل
يقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية تحت عنوان "جريمة السفارة أبعد من الرابية": "يمكن للمراقب رصد تطور الموقف الأردني على مرحلتين، الأولى حين كانت الجريمة محصورة في مجمع السفارة في الرابية، وقد اتسم بالضعف والارتباك، بل ومال لتحميل الفتى الأردني المسؤولية الجرمية عن الحادث ... والثانية، عندما شرع بنيامين نتنياهو بتوظيف الحادث لبناء ̕مجد شخصي̔ على حساب دماء الأردنيين، وبصورة اتسمت بالاستفزاز واستبطنت الإهانة وحملت كل معاني الغطرسة والاستعلاء والاستكبار".
من جانبها، تقول جريدة القدس العربي في افتتاحيتها: "لقد خلق الاستفزاز الإسرائيلي المتقصد للأردن - نتيجة استقبال الأبطال الذي قدمه نتنياهو لحارس السفارة بعد قتله الأردنيين- وضعاً محرجاً لعمان حيث إنه أعاد إلى أذهان الأردنيين مسلسلاً طويلاً من الاستهانة بكرامتهم والإهانات المؤلمة للحكومة والشعب، كما حصل عندما قتل القاضي رائد زعيتر عام 2014 على يد جندي إسرائيلي، وهو ما دفع الملك الأردني للقول إن ما حصل ̕تصرف مستفز على كل الصعد̔".
وتضيف الصحيفة: "في حادثة قتل الأردنيين، كما في قرار الاعتداء على المصلين، لا تترك إسرائيل، عملياً، خياراً سوى مجابهتها، وهو ما يعيد إلى الأذهان مقولة نسبت للقائد الفلسطيني الشهيد كمال ناصر عن كونه يراهن على عدوانية إسرائيل التي لا تترك مجالا للتوسط أو المساومة معها".
الصفقة الأردنية-الإسرائيلية
ويربط عبد اللطيف مهنا بين حادثة السفارة وبين ما وصفه ﺑ"التراجع التكتيكي" لإسرائيل في القدس.
ويقول في الوطن العمانية: "مقتلة سفارة نتنياهو في عمَّان لعبت دورًا واحدًا لا غير، وهو أن عودة مرتكبيها سالمين غانمين إلى كيانهم قد وفَّرت له سلَّم نزول من على شجرة بوَّاباته الإلكترونية وخدمته في تبرير تراجعه لصهاينته. لذا كان نشره لاتصاله الهاتفي بالقاتل قبل عودته واستقباله الاستعراضي له بعدها، وحيث خاطبة والسفيرة العائدة معه بقوله "لقد عملتما برباطة جأش…انتما تمثلان إسرائيل"… نعم كقتلة هما فعلًا يمثلان نتنياهو وكيانه".
ويضيف: "صمود فلسطيني بطولي يقابله تراجع صهيوني تكتيكي مع بقاء ما هو الاستراتيجي، فمحاولة سريعة وحاقدة للعودة عن هذا التراجع…معركة الأقصى لم تنتهي وإنما بدأت".
وفي نفس الجريدة، يتحدث عما وصفه علي عقلة عرسان بالصفقة الأردنية-الإسرائيلية والتي تم من خلالها خروج الضابط الإسرائيلي زئيف، حارس السفارة بالخروج سالماً من الأردن.
ويتساءل: "هل سيتذكر الأردن يا تُرى، القاتل زئيف، أم أنه سينساه تمامًا؟! سؤال برسم الذاكرة الرسمية والشعبية، الأردنية والعربية؟"