قال ما يقرب من نصف المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة إنهم تعرضوا للتمييز خلال العام الماضي، بحسب دراسة جديدة لمركز أبحاث بيو الأمريكي.
وتحدث 75 في المائة ممن شملتهم الدراسة عن "الكثير" من التمييز ضد المسلمين، بينما رأى 74 في المائة منهم بان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "غير ودود" تجاه المسلمين.
واختلفت تلك النتائج عما خلصت إليها دراسة مماثلة إبان حكم الرئيس السابق باراك أوباما، إذ قال 64 في المائة ممن شاركوا فيها إن أوباما كان "ودودا" تجاه المسلمين.
وأشارت الدراسة الأخيرة إلى أن المسلمين في الولايات المتحدة أصبحوا أكثر ليبرالية على الصعيد الاجتماعي.
ووفقا للدراسة، فقد تضاعفت نسبة المسلمين الذين يقولون بضرورة تقبل المجتمع للمثلية الجنسية.
وتحدث الباحثون إلى 1001 مسلم أمريكي هاتفيا. وقالوا إن الأشخاص الذين اختاروهم عينة تمثل الفئة المستهدفة.
وأشار نصف الذين شملتهم الدراسة إلى أنه بات من الصعب أن تصبح مسلما في الولايات المتحدة، إذ قال 48 في المائة منهم إنهم تعرضوا شخصيا للتمييز خلال العام الماضي.
ومن أكثر مظاهر التمييز الشائعة المعاملة بنوع من الشك، وتعرض لها 32 في المائة ممن استطلعت آرائهم، بينما تحدث 19 في المائة عن انتقائية التعامل في المطارات من جانب رجال الأمن.
ونتيجة لهذا فقد البعض الشعور بالأمان، وقال أحد المهاجرين :"علينا الاهتمام أكثر بتفحص من يحيطون بنا، ونعرف أين نحن، ومن حولنا، ونوع الأفكار التي يحملونها عن الإسلام".
أما أولئك الذين يظهرون بمظهر إسلامي مميز، مثل من ترتدي الحجاب، فكانوا أكثر تعبيرا عن تعرضهم للتمييز.
وقد تصاعدت أشكال التمييز منذ عام 2007، عندما كان جورج بوش الابن رئيسا، ولكن معظمها قد انخفض أو بقي في مستواه منذ عام 2011، في عهد الرئيس أوباما.
وثمة أدلة حول تزايد الأصوات الداعمة للمسلمين في الولايات المتحدة، إذ قال النصف تقريبا (49 في المائة) إنهم تلقوا دعما من شخص ما بسبب ديانتهم خلال العام الماضي.
وقد صوت غالبية المسلمين في أمريكا لصالح هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية الماضية، ولذا فإن إظهار عدم الرضا عن الإدارة التي تحكم حاليا أمر غير مفاجئ. لكن تجاربهم مع التمييز ومحاولات الرئيس ترامب لفرض قيود على دخول القادمين من دول إسلامية أكد وجهة النظر هذه.
وقال أحد الأشخاص :"عندما تم فرض الحظر على دخول المسلمين للمرة الأولى، شعرت حرفيا بأن الاضطهاد قد بدأ. لأننا قرأنا تاريخ أوروبا وما حدث لليهود في ألمانيا".
بينما قال أخر :"تقريبا نعيش نفس أجواء ما بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، قمع حقيقي للأقليات وأفكار وأصوات الأقليات".
الليبرالية الاجتماعية
وتغيرت وجهات نظر المسلمين في أمريكا تجاه قضية المثلية الجنسية خلال العقد الماضي. وقال أكثر من نصفهم (52 في المائة) هذا العام إن المجتمع يجب أن يتقبل المثلية الجنسية، وهو ما يمثل ارتفاعا كبيرا مقارنة مع 27 في المائة فقط عام 2007.
بينما كانت هناك زيادة طفيفة في عدد المسلمين الأمريكيين الذين يرون بوجود أكثر من طريقة لتفسير التعاليم الإسلامية. وبلغت النسبة هذا العام 64 في المائة، بينما كانت 57 في المائة في عام 2007.
وكان المسلمون أكثر إقداما على إدانة الإرهاب من سكان الولايات المتحدة عامة.
وقال 75 في المائة من المسلمين أنه لا يمكن أبدا أن يكون هناك ما يبرر القتل، وتراجعت تلك النسبة إلى 59 في المائة فقط بين مواطني الولايات المتحدة عامة والذين رأوا بعدم وجود ما يبرر القتل.
نمط الحياة الأمريكية
لا يعتقد معظم المسلمين أنهم ينظر إليهم كجزء عموم الأمريكيين، و60 في المائة يعتقدون أن ما يقال عنهم في وسائل الإعلام الرئيسية "غير عادل".
لكن 92 في المائة قالوا إنهم "فخورون لكونهم مواطنين أمريكيين". و89 في المائة من المشاركين قالوا إنهم فخورون لكونهم مسلمين وأمريكيين في وقت واحد.
ويقدر مركز بيو أن هناك 3.35 مليون مسلم من مختلف الأعمار يعيشون في الولايات المتحدة، بزيادة قدرها مليون شخص عما كان في 2007.
وغالبية المسلمين البالغين ولدوا خارج الولايات المتحدة، وتعود أصولهم لأكثر من 70 دولة مختلفة.