وصف بعض المعلقين في الصحف العربية قرار رئيس تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري تبني ترشيح ميشيل عون
مؤسس التيار الوطني الحر لرئاسة الجمهورية بأنه "لحظة تاريخية"، مؤكدين أن عون قد أصبح قريباً من قصر بعبدا الرئاسي.
ومن المتوقع أن يعقد البرلمان اللبناني جلسة لاختيار رئيس للبلاد في 31 من الشهر الجاري، لينهي حالة الفراغ الرئاسي التي تعيشها البلاد عقب فشل البرلمان في تنصيب رئيس جديد للبلاد خلفاً لميشال سليمان الذي انتهت فترة ولايته في منتصف 2014.
"عهد جديد من الاستقرار"
يقول طارق مصاروة في الرأي الأردنية: "الحريري بترشيحه عون، أعاد لبنان إلى ميثاق 1943.. ميثاق الاستقلال اللبناني، الذي قام على تحالف سنّي ماروني عقده بشارة الخوري رئيس الجمهورية مع رياض الصلح رئيس الوزراء... ترشيح السنُّة للجنرال عون رئيساً للجمهورية، والسنُّة هنا الحريري وما يمثله في السعودية، يعني تشكيل سعد الحريري للوزارة – هكذا في نص الميثاق الوطني".
كما يؤكد محمد بسام كبارة في القبس الكويتية: "الآن مصلحة الوطن والأمة اللبنانية لهما الأولوية المطلقة بانتخاب رئيس للجمهورية مدعوما من كتلة حزب الله والتيار العوني والقوات، وانضم إليهم ترشيح العماد عون من كتلة المستقبل".
ويتساءل الكاتب: "هل يتم التئام النصاب بالثلثين ويتم الانتخاب بالنصف زائد واحد أم تسقط الديموقراطية ومن بعدها الميثاقية وتغرق مصلحة الوطن والأمة، ويتحقق تخطيط البعض بالمؤتمر التأسيسي أو على لبنان السلام؟ عندها تسقط الديموقراطية وتسقط الميثاقية وتسقط مصلحة الوطن؟"
أما افتتاحية الرياض السعودية فتؤكد أن: "ترشيح تيار المستقبل للجنرال ميشيل عون ليس نهاية مطاف الأزمة اللبنانية، قد يكون بداية لحلحلة الأزمة دون إنهائها تماماً، فالطريق لازالت طويلة وشائكة"، مشددةً على أن تولي الحريري رئاسة الوزراء "في غير صالح تيار المستقبل" نطراً لوجود "اختلافات بين قيادة الحزب وبين مؤيديه، كون أنه من المعروف أن عون حليف أساسي لحزب الله الذي لازال سلاحه عائقاً أمام أي تقدم سياسي، هذا عدا تدخلاته في الشأن السوري بشكل سافر وتبعيته لإيران على حساب الاستقرار السياسي في لبنان وسيادة قراره".
هذا وسيطر قرار الحريري على كثير من الافتتاحيات والمقالات في الجرائد اللبنانية. ففي مقال بعنوان: "استسلام مكابر"، يصف بيير أبي صعب في الأخبار القرار بأنه "لحظة تاريخيّة" و"لحظة سحريّة ستعيد الجنرال إلى بعبدا، ولو مكبّلاً بالتسويات والتنازلات، وستفتح أمام الشعب اللبناني المنهك، عهداً جديداً من الاستقرار والازدهار، عهدا جديدا لا نعرف إلى أي حد سيأذن بتنقية الحياة السياسيّة، ولنقل إنّه سيشهد تعديلات في قواعد اللعبة، ومسمياتها وتحالفاتها، بما يحفظ مصالح الطبقة السياسيّة في لبنان". كما يؤكد فؤاد أبو زيد في الديار أن انتخاب عون رئيساً للبلاد سيمثل "بصيص أمل... يشجّع على الايمان مجدداً بعودة لبنان الى الحياة".
وتقول سونيا رزق في الجريدة ذاتها إن "منفذ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الوحيد اليوم هو دعم ترشيح العماد ميشال عون كي يعود الى السراي الحكومي من الباب الواسع. وفي حال لم يعد الى الرئاسة الثالثة فهو بالتأكيد يكون قد انتهى سياسياً لأنه الامل الوحيد المتبقي له".
أما اميل خوري فيقول في النهار: "لا يكفي انتخاب عون رئيساً إذا ما انتخب، بل ينبغي أن يكون على اتفاق مع من سيكلف بتشكيل الحكومة وعلى تسمية الوزراء والحقائب، وتالياً على سياستها، خصوصاً إذا لم تكن أزمات دول في المنطقة قد تم التوصل الى حل لها، إذ يصبح مطلوباً من الحكومة العتيدة تحديد موقفها ليس من سلاح "حزب الله" فحسب، بل من مشاركة مقاتلي الحزب في الحرب السورية، وتحديد موقف لبنان من صراعات المحاور، هل يكون منحازاً أم محايداً".