تطورات الأزمة بين قطر وعدد من الدول العربية والإجراءات الأمنية حول المسجد الأقصى من أبرز ما تناولته الصحف العربية.
"تقهقر دول الحصار"
تقول صحيفة الراية القطرية: "كشفت تطورات الأحداث الأخيرة عن تراجع دول الحصار عن قائمة المطالب الـ 13 واستبدالها بقائمة المبادئ الستة المعلنة في مؤتمر القاهرة، عن تقهقر دول الحصار أمام صواب رؤية الدبلوماسية القطرية القائمة على حل الأزمة عبر التفاوض والحوار".
وتتابع: "بعد مرور 45 يوما، تعرضت فيها الشعوب الخليجية لكافة صنوف الانتهاكات بتفكيك الأسر والعائلات، والحرمان من حرية التنقل والتعليم ولم الشمل، عادت دول الحصار إلى لغة العقل والمنطق التي تحدّثت بها الدوحة منذ البداية".
في السياق ذاته، يقول ربيعة بن صباح الكواري في الشرق القطرية: "قطر في ظل هذا الحصار أصبحت أقوى مما مضى، بل غدت شامخة مرفوعة الرأس، لن تركع ولن تستسلم أبدا".
ودافع الكواري عن شبكة قنوات الجزيرة القطرية، قائلا: "كانت وما زالت شبكة الجزيرة بكافة قنواتها المتعددة تقدم المعلومة والخبر والتقرير والتعليق الصادق عبر هذه الأزمة وبكل أمانة وموضوعية بل بكل شفافية بما يساير الحدث والأزمة المفتعلة التي افتعلتها دول الحصار الظالمة لتحقيق بعض المآرب القذرة".
وعلى الجانب الآخر، استمر معلقون خليجيون ومصريون بانتقاد سياسات قطر.
ويقول محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة البيان الإماراتية: " قطر اليوم تعاني حالة سياسية تمر ومرت بها العديد من الدول الصغيرة التي أصبحت غنية بشكل مفاجئ وسريع، فأصبحت تعتقد أنها ومن خلال الأموال التي تمتلكها تستطيع أن تفعل ما تشاء من دون أي اعتبار لأي ثوابت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو استراتيجية ولا حتى اجتماعية".
ويضيف الحمادي: "قرار مقاطعة الدول الأربع لقطر فرصة تاريخية للعودة إلى الصواب، فأحد أهداف هذه المقاطعة هو محاولة جعل قطر تستفيق من حلمها وأوهامها، وترى الحقيقة التي ترفضها".
وفي الجزيرة السعودية، يقول خالد بن حمد المالك: "لن تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي إلا حين تستجيب الدولة القطرية الشقيقة بالالتزامات المطلوبة منها، وفيما عدا ذلك، فإن لكل حادث حديث، غير أن ما نتوقعه سيكون إلى التصعيد ضدها بشكل أكثر".
ويمضي الكاتب قائلا: " في كل يوم تتلقى قطر صفعة جديدة، تتمثل باكتشاف ما يدينها، وما يظهر للملأ عن تصرفات مريبة وخطيرة ضد أشقائها، وكأنها لم تفعل شيئاً، ولم تتصرف بما يظهر أنها دولة عدوانية وخطيرة رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها وضعف إمكاناتها".
وفي الأهرام المصرية، يرى منصور أبو العزم أن الدول الغربية اختارت الانحياز لقطر، قائلا: "ها هو وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون خصص كل وقته للدفاع عن قطر، لأنه في الأساس رجل أعمال تخصصه النفط والغاز، ثم وزير الخارجية الفرنسي فالبريطاني والألماني.. وهكذا حتى تخيلت أن قطر أصبحت عندهم أهم من السعودية ومصر، وربما هي كذلك".
"ضعف الأمة العربية"
قول حلمي الأسمر في الدستور الأردنية: "الإعلام العبري يتحدث بأن السلطات الأمنية الإسرائيلية تدرس بشكل جدي إزالة البوابات الإلكترونية التي وضعت على مداخل المسجد الأقصى وتزايد الأصوات المعارضة لها داخل المنظومة الأمنية الصهيونية لصعوبة تأمين العاملين بها وسهولة تعرضهم لأعمال انتقامية، من قبل المقاومة الفلسطينية، وكل هذا نتيجة صبر وصمود حماة الأقصى من أبناء القدس وفلسطين، الذين تقاطروا إليها من كل فلسطين".
ويقول باسم برهوم في صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية إن إسرائيل "تتصرف هذه الأيام بشكل مجنون ومحموم، وفي سباق مع الزمن، كي تنفذ مخططاتها بشأن المسجد الأقصى المبارك والقدس، ومحاولة فرض رواياتها الزائفة في الواقع وتمريرها على العالم".
ويضيف الكاتب: "إسرائيل تعتقد أن ضعف الأمة العربية وانشغالها الراهن بأزماتها، يمكنها من تنفيذ هذا المخطط، فاللعب بنار قضية بحجم الاقصى والقدس ستحرق أولا أصابع مشعلها، خصوصا إذا انفجر الوضع وتحول إلى حرب دينية".