انبثقت الحركة الحوثية المسلحة من رحم الصراع المسلح مع الحكومة، لكن جذورها العقائدية تعود إلى كونها جزءاً من المذهب الزيدي، أحد امتدادات الاسلام الشيعي، لكنه يعتبر أقرب، من الناحية الفقهية، إلى الإسلام السني.
ويتسم المذهب الزيدي تاريخيا بطابع التمرد على الظلم، الذي تعود جذوره إلى ثورة الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، في الكوفة، ضد الدولة الأموية في القرن الثامن الميلادي ومقتله على يد والي الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك.
وقد لعبت عوامل كثيرة ومتداخلة في تبلور الظاهرة الحوثية منها العقائدي والسياسي والتاريخي والجغرافي ومنها ما هو مطلبي يتعلق بحقوق السكان في المناطق ذات الغالبية الزيدية.
بدأت تلك الظاهرة في أطوارها الأولى في بداية التسعينيات مع تشكيل أول حركة باسم "الشباب المؤمن"، بدافع التهميش الذي تعاني منه مناطق الزيديين.
واتخذت في بادئ الأمر طابعاً دينياً للبحث والتدريس ضمن إطار المذهب الزيدي.
وبعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 وما تلاه من أحداث كغزو العراق، طور زعيمهم، حسين الحوثي، نهجا جديدا جمع بين "إحياء العقيدة" و"معاداة الإمبريالية" متأثراً بالأفكار العامة للثورة الإسلامية في إيران.
وتحولت الحركة الى تنظيم مسلح في عام 2004 في غمرة المواجهات مع القوات الحكومية، وهو العام الذي قتل فيه حسين الحوثي ليخلفة أخوه الأصغر عبدالملك الحوثي في القيادة.
وقد اتخذت الحركة اسماء مختلفة حتى استقرت في النهاية على اسم "انصار الله".
خاضت الحركة صراعا مسلحا مع حكومة علي عبد الله صالح وتركت الحروب الست ما بين عامي 2004 و2010 في مناطق انتشار الحوثيين في الشمال ندوباً عميقة في تلك المناطق وقد انضمت السعودية الى الحرب على الحوثيين عام 2010
شارك الحوثيون بكثافة في المظاهرات المناهضة لحكم صالح خلال عام 2011 وشاركوا بكثافة في جلسات الحوار الوطني.
عام 2014 زحف الحوثيون على العاصمة صنعاء واحتلوها بعد الحاق الهزيمة بقوات الجنرال علي محسن الاحمر وقوات صالح وفرضوا سيطرتهم على مؤسسات ودوائر الدولة . في أوائل 2015 حاصروا القصر الجمهوري وفرضوا الاقامة الجبرية على الرئيس عبد ربه هادي واعضاء الحكومة.
وبعدها بشهر تمكن هادي من الفرار من الاقامة الجبرية ووصل الى جنوبي اليمن وانتقل لاحقا الى السعودية.
تحالف الحوثيون واعداء امس- على عبد الله صالح- في مسعى لبسط سيطرتهم على جميع انحاء اليمن.
لكن السعودية التي اتهمت مرارا ايران بدعم الحوثيين شعرت بالقلق الشديد من هذا التحالف ومساعيه للسيطرة على اليمن بدعم ايراني فباشرت بحملة قصف جوي في اطار العملية العسكرية المعروفة باسم "عاصفة الحزم" لارغام الحوثيين على الموافقة على عودة هادي الى دفة الحكم وهو ما فشلت الحملة في تحقيقه حتى الآن، مخلفة دمارا كبيرا في مختلف ارجاء اليمن الذي كان يعتبر من افقر الدول حتى قبل انطلاق حملة القصف الجوي.