لقد كان خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى اختتام الحوار واضحا وصريحا وحاسما ومترجما لموقف الرجل الذى أكده لمقربين ولوزرائه أنه لا مأمورية ثالثة رغم مطالبة الكثيرين بها من عامة الشعب وحتى من وزرائه الذين كانت آرائهم منقسمة بين الرفض لعدم ترشحه ومسايرته فى قراره وحده الرئيس كان صادقا فى الدعوة الى حوار وطني شامل يضم كل الطيف السياسي ويخطط لمستقبل زاهر تختلف فيه الآراء لتتحد فى مصلحة موريتانيا وترتفع فيه الانفس عن الخصوصيات والنظرة الضيقة الى فضاء المواطنة والوطن و العيش فى ظل الانسجام تحت قيم الجمهورية الاسلامية الموريتانية التى لاإقصاء فيها ولاتهميش ولاعنصرية بل عدل ومساواة وإخاء إنطلاقا من الحديث الشريف :لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى ، لقد كان الخطاب واضحا فهل سيكون رد المعارضة المقاطعة للحوار على مستوى صراحة الرجل وحسمه ؟أم هل ستظل تسيطر عليها خلفيات لمواقف سابقة بنت حكمها عليها وتوقفت عن النمو السياسي والتفكير فى طرح جديد ومنح فرصة لشركاء الساحة والسياسة في الوطن من أجل موريتانيا جديدة تعتمد على الحاضر ومعطياته ويفكر أصحابها بالوطن وهمومه قبل الإنتصار لأنفسهم فلا غالب ولامغلوب فى السياسة وإنما هو الوطن الرابح أوالخاسر وقد ربح البارحة بهذا الخطاب الذي كان الرئيس يريده أن يكون أمام كل الطيف السياسي لكن بعضهم صدق هاجس المأمورية الثالثة وأستكان له ،فالكرة فى مرماكم وموريتانيا بحاجة الى مشاركتكم ونتائج الحوار يمكن تقاسمها مع الجميع فهل ستبقي أحزاب المعارضة مقاطعة لتنتصر لأنفسها على حساب موريتانيا ؟أم أن موريتانيا فوق كل إعتبار .
د.مريم بنت أمود