أبرزت صحف عربية الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في المنطقة لحل الأزمة الخليجية.
وفي الوقت الذي تحدث بعض المعلقين بنبرة تشاؤمية حول نتائج الجولة مشددين أن أقصى ما ستحققه هو "خفض مستوى التوتر"، اتهم آخرون السعودية والإمارات بمحاولة عرقلة الوساطة الأمريكية والكويتية لحل الأزمة.
وكان تيلرسون قد التقى يومي 12-13 يوليو/تموز بوزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر وأميري قطر والكويت في محاولة لرأب الصدع القائم منذ أسابيع.
"بداية متعثرة"
يقول محمد الحمادي رئيس تحرير الاتحاد الإماراتية: "بلا شك إن قبلة الحياة التي أعطاها تيلرسون لقطر من خلال توقيع الاتفاق الثنائي لمحاربة الإرهاب كانت محاولة لإنعاشها وإعطائها الأمل في الحياة! وربما اعتقد هو وقطر أن هذه القبلة هي الحل لأزمتها العميقة مع دول المنطقة، ولكنهم اكتشفوا قبل أن يجف حبر الاتفاق أن الأزمة بحاجة إلى تدخل جراحي"، مؤكداً أن مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها "لا تعني أي شيء في هذه الأزمة الحقيقية بتفاصيلها".
ويؤكد أحمد بودستور في الوطن الكويتية أن الأزمة مع قطر "مرشحة لأن تطول عدة سنوات بسبب التعنت القطري وأيضا التردد الأمريكي في حسم الخلاف فهناك مصالح أمريكية في الدول المتنازعة وأيضا تسعى أمريكا لاستثمار الأزمة لصالحها لبيع وتسويق المزيد من صفقات السلاح وصفقات أخرى وذلك لدعم الاقتصاد الأمريكي".
كما كتبت جويس كرم في الحياة اللندنية مقالا بعنوان "بداية متعثرة لوساطة تيلرسون" . وتقول كرم "التعثر الأول الذي وقع فيه الوزير الأمريكي هو إبرام مذكرة تفاهم بقي نصها سرياً مع قطر حول محاربة تمويل الإرهاب، وظن أنها قد تدفع إلى مفاوضات خليجية لحل الأزمة".
وتضيف كرم "فما من شك أن تيلرسون يريد حلاً ديبلوماسياً يراعي مصالح الولايات المتحدة وعلى رأسها الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي وعدم تأثير الأزمة على الحرب ضد الإرهاب. إلا أن أسلوب الوزير وعدم وضوح الاستراتيجية الأمريكية في الأزمة... يضعفان قدرة تيلرسون على المناورة".
أما الأخبار اللبنانية فتشير إلى ما تصفه بحالة "تشاؤم بما ستسفر عنه الزيارة من نتائج"، مؤكدةً "أن أقصى ما سيحققه تيلرسون خفض مستوى التوتر بما ينسجم مع الضوابط الأمريكية، يستمر التراشق السياسي والإعلامي على أشده بين الفرقاء".
وتضيف الصحيفة "يبدو أن زيارة ريكس تيلرسون لدول الخليج لن تسفر عن أكثر من عملية تقنين للنزاع المندلع بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، بما يقلّص مروحة الخيارات المتاحة أمام معسكر دول المقاطعة، ويَقصُرها على المسموح به وفق ضوابط واشنطن ومحدداتها".
محاولات عرقلة الوساطة
ومن ناحية أخرى، تشير آمنة العبيدلي في الوطن القطرية إلى ما تسميه "محاولة عرقلة الوساطة"، مضيفةً "في الوقت الذي تتزايد فيه جهود الوساطة من أطراف عديدة بدءا بالكويت ثم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وغيرهم، تظل دول الحصار ماضية في طريقها ومصرَّة على موقفها، ويسعى طرف منها معروف وهو دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في إمارة أبو ظبي إلى مزيد من التصعيد غير آبه بمصير مجلس التعاون الخليجي، وكأن الوطن العربي ينقصه المزيد من الانقسامات".
وحول توقيع الدوحة وواشنطن على مذكرة تفاهم لمكافحة الإرهاب، تقول العبيدلي "لقد توهموا أن قطر وقعت على هذه المذكرة كي ترضيهم، في حين أنها وقعت على المذكرة في إطار جهودها مع دول العالم لمكافحة الإرهاب، ولا علاقة لهذا التوقيع بالأزمة الحالية ولا بالحصار".
وتختتم الكاتبة بالقول "نرجو أن يكون وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية قد أقنع وزراء خارجية دول الحصار خلال اجتماعه بهم (الأربعاء) في جدة، كي نخرج من هذه الأزمة التي افتعلوها وتسببوا بها في إيجاد أنماط من القلق، التوتر خيم على المنطقة حتى تعود الألفة لبيتنا الخليجي كما قال صاحب السمو أمير دولة الكويت الشقيقة".
وفي الجريدة ذاتها، يتهم عبدالله المهندي السعودية بمحاولة عرقلة "جهود الـكـويت للوساطة، وكذا التأثير على الجهود الأمريكية في هذا الشأن".