خطاب رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبد العزيز ليلة البارحة في خيمة العرب بقصر المؤتمرات الذي اعتبره
كثير من المحللين خطابا تاريخيا بما للكلمة من معنى ومن دلالات , هذا الخطاب المفصلي في تاريخ الامة الموريتانية لا بد وأن يخرج المتابع له بعدة ملاحظات :
أولا : رمزية الزمان والمكان , فالمكان هو خيمة العرب التي الْتأَم شملهم تحت ظلالها لأول مرة منذ قيام الدولة الموريتانية , والزمان هو ليلة الجمعة المباركة , ولا يخلو الظرفان من دلالة مقصودة بالتأكيد.
ثانيا : تأخير كلمة الرئيس لتكون مسك الختام لكل المداخلات التي تمت.
ثالثا : هذا الحدث الهام يؤسس لقيام جمهورية ثالثة بما يعنيه هذا المصطلح من تأسيس لدولة القانون وفق دستور جديد سيعرض للاستفتاء العام.
رابعا : لقد سدّ الرئيس بخطابه الصريح الباب نهائيا أمام اية شكوك تتعلق بالمأمورية الثالثة المزعومة , مما يعني أنه أحرق ورقة هامة كانت المعارضة تستغلها أبشع استغلال وتُجيش لها الجموع.
خامسا : لقد كان الرئيس ـ ومن بداية خطابه الى نهايته ـ واضحا وصريحا ومحددا , ومدافعا بكل قوة عن مصلحة البلد ومصالح الشعب الموريتاني كله دون الالتفات الى مصالح فئة او حزب أو شخص حتى ولو كان هو نفسه.
سادسا : اختيار الرئيس للهجة العامية كان مقصودا حتى يصل محتوى خطابه فورا الى جميع الموريتانيين على مختلف مستوياتهم , مما يعني أن الرجل لم يُناور , ولم يُراوغ , بل كان يقصد كل كلمة وكل جملة.
والملاحظة الاخيرة أن هذا الخطاب التاريخي وجّه لطمة قوية للمشككين والمتاجرين والمنتفعين من الشائعات التي كانت هي حديث الشارع في الفترة الماضية , بل هو رسالة قوية لمعارضي الرجل ومناوئيه تقول بوضوح : "إلعبوا غيرها"