يقول الباحثون الذين يدرسون نظرة الناس للتفاوت في توزيع الثروات إننا لم ننجح في وضع التعريف الصحيح لقضية عدم المساواة.
في ظل اتساع الفجوة بين أصحاب الثروات والمعوزين، واستحواذ واحد في المئة من سكان العالم على نصف الثروات، والتفاوت في مستويات الدخل، يحظى ذلك البون الشاسع بين الفقراء والأغنياء باهتمام غير مسبوق في الوقت الراهن. وأشارت تقديرات إلى أن واحدا في المئة من سكان العالم يملكون 50 في المئة من ثروات ذلك العالم.
ووصف هذا المستوى من عدم المساواة، في الكثير من السياقات، بأنه "التحدي الأكبر" الذي يواجهه العالم. لكن هل يمثل عدم المساواة أكبر التحديات التي نواجهها بالفعل؟
يرى بعض الباحثين أن التفاوت في مستويات الدخل قد لا يكون هو التحدي الأساسي الذي يواجهه العالم، ويقولون إن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الهوة بين الأغنياء والفقراء، إنما في غياب العدالة، الذي يتجلى في محاباة البعض، وظلم آخرين. ولعل التحدي الأهم في القرن الحادي والعشرين هو الاعتراف بوجود علاقة بين الفقر والظلم.
وبينما ينظر الكثيرون لعدم المساواة على أنه أحد مظاهر غياب العدالة، فمن المهم أن نزيل اللبس بين المساواة والعدالة. ويرى هؤلاء الباحثون أن الاتفاق على تعريف قاطع لمصطلح عدم المساواة سيساعدنا في تحسين المجتمع الذي نعيش فيه، لأننا بهذا سنوجه الموارد لتلبية الاحتياجات الضرورية.
لماذا تشغل قضية عدم المساواة والتفاوت حيزا كبيرا من اهتمامنا؟ هل بسبب وجود أغنياء وفقراء؟ أم بسبب عدم تكافؤ الفرص؟ أم لسبب أخر؟
(اقرأ أيضا: أعمال عنف خلال احتجاجات على قمة مجموعة العشرين)
- مجموعة العشرين: أرقام وحقائق
وتحت عنوان "لماذا يفضل الناس التفاوت الاجتماعي"، نُشر بحث في أبريل/نيسان في دورية "السلوك البشري الطبيعي"، استعرض خلاله فريق من الباحثين من جامعة ييل الأسباب التي تجعل البشر، حتى الأطفال والرضع، يفضلون العيش في مجتمعات يسودها التفاوت الطبقي.
ربما يبدو ذلك منافيا للمنطق، فلماذا يفضل الناس التفاوت الاجتماعي؟ تشير الدراسات إلى أن الناس إذا وجدوا أنهم جميعا متساوون، سيشعر الكثير منهم بالغضب أو الضيق إذا لم يكافأ المجتهد، أو إذا نال المقصر مكافأة لا يستحقها.