احتفلت صحف عربية بتحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة ما يُعرف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وبينما شدد بعض المعلقين على أن طرد أعضاء التنظيم من الموصل ليس نهاية المعركة، أكد آخرون أن المعركة الحقيقة هي اقتلاع جذور الإرهاب وتعزيز قيم التعايش السلمي بين السنة والشيعة في العراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد أعلن يوم 10 يوليو/تموز الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل.
ثمن باهظ
تقول افتتاحية العالم العراقية "إننا اليوم في حالة معنوية جيدة، والفرحة والتعبئة الشعبية في أفضل مستوياتها. وعدونا مرتبك ومتراجع ويفقد الأرض، وأعداد كبيرة من قياديه ومقاتليه يتساقطون بين قتيل وأسير وهارب، وعدد كبير من منظوماته تتفكك، لذلك يجب عدم السماح له بالتقاط انفاسه وإعادة تنظيم نفسه. وعلينا استثمار زخم الانتصار لتسهيل النصر في الجبهات المتبقية".
وفي الزمان العراقية، يقول فاتح عبدالسلام "نعم تحررت الموصل من تنظيم داعش. وكان الثمن باهضاً، ثمن لم تدفع مثله مدينة في أية حرب عرفها التاريخ الحديث، ولا حتى حلب . ثمن عظيم قدمه الشهداء المقاتلون ومعهم المدنيون الذين لا تزال جثثهم تحت الأنقاض ".
ويضيف عبدالسلام "لا خيار للموصل بعد الآن إلا بتعقب جذور الارهاب والتكفير واقتلاعها ، وليتذكروا أن مدينتهم وأهلها ومستقبل أطفالهم مقدسات لا تسمح بالتهاون أو التسامح مع أي إرهابي حاقد على العراق والموصل".
وتضيف افتتاحية العالم العراقية أن "الخطوة القادمة يجب أن تكون رسم مسارات فكرية استراتيجية لتحرير البلد من مخلفات الإرهاب والحرب، والعمل على تعزيز قيم الدولة القوية بمشروعها الوطني، وبحصانتها القانونية والمؤسساتية".
وترجع ذلك إلى " أن هذه المعركة تجسّد حقيقة الصراع ما بين قوى ما قبل الدولة وما بعدها، كما تجسد الصراع القيمي والفكري بين اتجاهين وثقافتين، تنتمي الأولى الى تاريخ أصوليات التكفير والرعب والقتل، بينما تنتمي الثانية إلى ما هو إنساني وأخلاقي وتحرري".
استيعاب الدرس
وعلى الجانب الآخر يرى عصام الخفاجي في الحياة اللندنية أنه من الضروري استيعاب الدروس بعد الانتصار في معركة الموصل والعمل على تحقيق دولة مواطنة حقيقية تقوم على بناء علاقة سليمة بين السنة والشيعة.
ويقول: "يستحق هذا الانتصار الاحتفاء العارم به بين العراقيين، لكن الاكتفاء بالاحتفال قد يضيّع فرصة استيعاب الدرس الذي ينبغي افتتاحه بإثارة أسئلة ظلت محرّمة وكان علينا طرحها منذ اجتياح داعش للموصل".