وكعادتها منذ سنوات طويلة , ومن عهد الحكومات السابقة , تحاول الادارات والمنتخبون المحليون والمسؤولون الممسكون بزمام الامور التغطية على الفساد والنهب والتقصير لديهم قبيل أي زيارة يقوم بها رئيس الدولة أو الوزير الاول للمدن والبلديات في الداخل وحتى في العاصمة , وذلك بإبراز وجه كاذب ومزيف ومغاير للحقيقة لكي يُظهروا أن كل شيء على ما يرام و وأن المواطن يعيش في جنات النعيم.
وقد دأب هؤلاء المسؤولون والمنتخبون على خداع الرئيس باستمرار , حيث ينقلون المعدات والكراسي والاجهزة الى القطاعات التي سيزورها , وبعد مغادرته بدقائق يُحمل كل ذلك الى محطة الزيارة القادمة وهكذا.
واليوم , وفي مكطع لحجار , وقبل ساعات من وصول الوزير الاول يحي ولد حدمين للمدينة , تداول المدونون ورواد التواصل الاجتماعي صورة لسيارة اسعاف متعطلة تدل على أن سدنة الفساد والنهب لجأوا ـ وكعادتهم ـ الى محاولة إخفاء سلبياتهم وإخفاقاتهم بإبراز الاشياء على غير حقيقتها.
الصورة تبرز منظرا سيئا لسيارة الاسعاف الوحيدة في مركز مكطع لحجار الطبي والمتعطلة منذ فترة , ومجموعة من العمال والممرضين وهم يحاولون بكل جهدهم أن يشغلوا محركها , وذلك بدفعها الى الامام تارة والى الخلف تارة أخرى , ومع ذلك فهي لا تستجيب لمحاولاتهم اليائسة , وكأنها تريد أن تقول لهم : "لن أكون شاهد زور على خداعكم وفسادكم".