انتقدت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام القطرية، وبخاصة شبكة الجزيرة في الأزمة بين دول الخليج ومصر، بينما ردت الصحف القطرية على وسائل الإعلام في دول المقاطعة واتهمتها بـ"بث الكراهية".
ونبدأ من صحيفة الاتحاد الإماراتية التي كتب فيها افتتاحيتها محمد الحمادي قائلا إن قطر "تكذب فيما يخص الحديث عن حرية الإعلام، وقناة الجزيرة، رافعة راية الرأي والرأي الآخر، فعندما طلبت الدول الخليجية من قطر، وعلى مدى سنوات، أن تغير سياسة ونهج القناة المعادية للدول الخليجية والعربية، والمتسبّبة في تأزيم الأوضاع في كثير من الدول، لم تستجب قطر، والمؤسف أنها بدلاً من أن تقوم بتعديل نهج القناة، فقد تبنت الجزيرة خطاب الإرهاب والعنف والتطرف، وأصبحت منبراً للإرهابيين".
وتبنى علي العمودي رأياً مشابهاً في صحيفة البيان الإماراتية قائلاً: "جعل حكام قطر من الدوحة عبر قناة الجزيرة منبراً ينعق ليل ـ نهار بكل ما يبث الفرقة والأحقاد والانقسامات، وتحولت مع الأبواق الممولة من قطر لمنصات تنفث السموم والعدوانية".
وفي صحيفة اليوم السعودية، كنب عبد اللطيف الملحم يقول: "دولة قطر لم تقف فقط عند إنشاء محطة تلفزيونية همها الأول زعزعة الثقة في دول المجلس عبر شخصيات معروف توجهها سلفا، ولا يهمها الشأن الخليجي ولديها الاستعداد لمغادرة قطر متى ما انتهت مهمتها، بل تعدى ذلك من خلال حياكة مؤامرات ضد دول المجلس وقياداته".
ودعا عبد الغني القش، في صحيفة مكة الإلكترونية، الإعلام السعودية وإعلام الدول المقاطعة إلى "الرد وبنفس الطريقة لبيان الحقيقة وكشف الجانب الذي تحاول الآلة الإعلامية القطرية إخفاءه أو تجاهله؛ وتلبس على المتابع لها أنها باتت تحت حصار وتصفه ظلما وبهتانا بالجائر، ناهيك عن وصف الدول المقاطعة بأوصاف لا تليق".
وتساءل سعيد الحمد في الأيام البحرينية: "هل الدوحة تملك الجزيرة أم الجزيرة تملك الدوحة وتصنع قرارها؟" وأضاف الحمد: "لربما كانت الدوحة منتشية ومفتخرة بأن قناة الجزيرة تؤثر كل ذلك التأثير في المشهد العربي لا سيما أثناء الأزمات الساخنة والحادة في بعض العواصم العربية، فالجزيرة كانت جزءاً موجوداً بالصوت والصورة في كل الأزمات وبطريقتها الخاصة تلعب على أزمات الغير وتشعل الأزمة لتبدو الجزيرة وسط كل ذلك جزءا من القرار هنا أو هناك، فهي تستضيف دوما الأصوات المتمردة وتفسح لها مكانا كبيرا كي تزيد النار حطباً وتصب عليها زيتاً".
"استقطاب" إعلامي
وفي المقابل، انتقدت صحيفة العرب القطرية "إعلام الكراهية الذي يؤجج الصراع بين الأشقاء".
وأضافت الصحيفة "تسبب الشحن وتصعيد الموقف ضد دولة قطر من مسؤولي ووسائل إعلام دول الحصار إلى قيام البعض بتشويه سيارات تحمل لوحات قطرية داخل الأراضي السعودية... وبجولة بسيطة في حسابات مشاهير وأذرع دول الحصار الإعلامية نجد كم من الألفاظ والعبارات التي لا يقبلها عرف ولا دين ولا مبادئ تكاد تحطم العلاقات بين الدول بعضها البعض فما بالنا بين الأشقاء".
وحذر عبد الناصر النجار في الأيام الفلسطينية من "حالة الاستقطاب الحادّة في الفضائيات العربية" و من أن "المواطن العربي أصبح ضحية لهذا الاستقطاب".
ورأى النجار أن "أزمة الخليج كانت القشّة التي قصمت ظهر أي إمكانية لإعلام محايد قادر على إيصال معلومة صحيحة.. فقد أصبح الاستقطاب سيّد الموقف...الفضائيات العربية يزيد عددها على الألف... إلاّ أنها أصبحت غثاءً كزبد السيل... إعلامنا يدمّر بدل أن يبني، ويشوّه بدل أن يعبّر عن الحقيقة... وأصبح المهم هو تمجيد الزعماء والدول من أجل المنح... وقلة هم من يحاولون التغيير".