انتقدت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية ما أطلقت عليه التدخل التركي في الأزمة القطرية.
ونقلت صحيفة قطرية عن الرئيس التونسي السابق المنصف المرزقي دفاعه عن قطر وتركيا، باعتبارهما، حسب رأيه، منبعين لدعم الثورات العربية.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قدمت للحكومة القطرية قائمة مطالب تشترط تلبيتها لرفع العقوبات والحصار عن قطر. وتشمل القائمة إغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر وتخفيض مستوى العلاقات مع إيران.
"تعقيد الأزمة"
وكتبت صحيفة الخليج الإماراتية: "سعت قطر في البداية، إلى المكابرة والمعاندة، وحاولت أن تبدو في موقف الرافض للمطالب العربية، فهرولت خارج النظام العربي، من أجل محاولة إيجاد بدلاء للأشقاء، ومن أجل ذلك سارعت تركيا إلى الاستجابة لطلب قطر، وأرسلت مئات من الجنود، إلى قاعدة عسكرية، على الأراضي القطرية، وظنت قطر أنها بذلك أصبحت في مأمن من الموقف العربي، فازدادت صلفاً، وحاولت تفريغ المقاطعة من قوتها ومضمونها، من خلال اللعب على عنصر الوقت لعلها تتمكن من صناعة ثغرة في الجار العربي". من جانبها، اشارت صحيفة صوت الأمة المصرية إلى أنه "لم يستفد أحد من الأزمة الخليجية بقدر ما استفادت تركيا، التي حصلت على موطئ قدم في الخليج، بعدما باع لها آل حمد استقلال القطريين وفتحوا أبواب الدوحة أمام غلمان أردوغان ليعبثوا بأمن ومقدرات الشعب القطري المغلوب على أمره، لذا لم يكن مستغربا أن تخرج تصريحات المسؤولين الأتراك المنحازة لقطر، فلن تحصل أنقرة على مثل هكذا فرصة لتعود بعد عقود إلى المنطقة مستعيدة ذكريات الإمبراطورية العثمانية".
وقال صالح القلاب في صحيفة الرأي الأردنية "إن ما ساهم في تفاقم الأزمة القطرية على هذا النحو الخطير جداً، وإنَّ ما عطّل الوساطة العربية وإنْ مؤقتاً هو أن تركيا قد دخلت وعسكرياً على أزمة من المفترض أن تبقى عربية - عربية كي يسهل حلها بطريقة العرب المعروفة".
وانتقد القلاب التدخل التركي الذي "اشعر طرفاً أنه ليس مضطراً للاستجابة إلى متطلبات أشقائه وهو ما أشعر الطرف الآخر بأن إقامة قاعدة تركية في هذا الجزء من الخليج العربي هو استفزاز وأكثر، مما زاد الأمور تعقيدا على تعقيد وجعل عقدة بالإمكان حلِّها بالأصابع لا يمكن حلها حتى بالاستعانة بالأسنان!!". وبالمثل أشار جمال زايدة في الأهرام المصرية إلى أن "تركيا تمكنت أن تصل إلى الخليج عبر قطر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة وهو ما يضيف المزيد من التوتر إلى الموقف".
تركيا "بين نارين"
في سياق متصل، رأى فاروق جويدة في الأهرام المصرية أن "الرئيس التركى أردوغان يلعب الآن القمار مع أمير قطر ، إذا انتصر اللاعبان فإن تركيا سوف تبقى زمنًا في الأراضي القطرية وتحصل على المقابل بما بقى من الغاز والأموال وتكون بذلك قد زرعت لها وجودا ً في قلب الخليج العربي في مواجهة مع إيران، ويكون الصراع على العراق والخليج معًا".
وأشار جويدة إلى أن "التحالف العربي مصر والسعودية والإمارات والبحرين في المكانة الأقوى لأنه يستطيع أن يسد على قطر كل شيء، ويستطيع أيضا أن يواجه تركيا بعقوبات صارمة"، موضحاً أن تركيا الآن "بين نارين؛ بين فرصة تاريخية أن تقف قواتها في قطر وتلاعب العالم كله وتضحى بكل علاقاتها مع دول الخليج وبين أن تترك الأمير المغامر يلقى مصيره وتسحب قواتها وتعود سالمة إلى أنقرة".
وانتقد عبد الحميد خيرت في العرب اللندنية النموذج القطري الذي حذا حذو " نموذج "رابعة" في مصر" ووصفه بأنه كان "تكرارا لكل هذه الخناجر الغادرة، من تبنّ لذات الفكر الإخواني الإرهابي، ومن تآمر على الدول الشقيقة وطعنها من الخلف بخنجر الخيانة، إضافة إلى احتضان العدو التقليدي للخليج ممثلا في إيران، والاستعانة بالطامح الجديد في استعادة وهم الخلافة الإسلامية وإرثها البغيض "عثمانيا" كما هو حال تركيا أردوغان".
"غرفة عمليات أبو ظبي"
ونقلت صحيفة "الشرق" القطرية عن المنصف المرزوقي، رئيس تونس السابق، قوله إن "حصار قطر هو آخر سهم في جعبة أنظمة تحاول منذ سنوات تحجيم دورها، ومنعها من لعب دور سياسي خارج السيطرة، مشدداً على أن من أرادوا عزلها فضحوا، وباتوا هم الذين في عزلة. "
وفي حوار مع الصحيفة، اتهم المرزوقي إمارة أبو ظبي "بإدارة غرفة عمليات تستهدف كسر شوكة الثورات العربية".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد بأن حصار قطر جزء من الصراع بين الثورات العربية والثورات المضادة، قال المرزوقي " ما في ذلك أدنى شك، فلقد اعتبرت غرفة العمليات التي تقودها إمارة أبو ظبي، أنها كسرت شوكة الثورة في مصر بالانقلاب المسنود إعلاميا وماليا، وفي ليبيا بالسلاح لحفتر، وكذلك في اليمن، وفي تونس بتمويل واسع للإعلام الفاسد وبعض '' الشركات السياسية ''، ولم يبق بالنسبة لهذه الغرفة إلا تجفيف منبعي الدعم، وهذا ما اتضح في الدور المشبوه في محاولة انقلاب تركيا، والدور الواضح في السعي لخنق قطر".
ووجه الرئيس التونسي السابق ما يشبه التحذير قائلا " بكل صراحة إذا استطاعت غرفة العمليات هذه السيطرة على المنبعين فلن تقوم للثورات العربية قائمة، والحال أن البراكين الملآنة لا تخمد إلا لتنفجر من جديد، ولو وضعت كل غرف العمليات في العالم ما شاءت من غطاء على فوهاتها".
واضاف "على كل حال فشل الانقلاب في تركيا، وفشل الحصار في قطر، هو بداية العدّ المعاكس لأناس لا يقرأون التاريخ، ولا يعرفون أنه مدّ وجزر في الاتجاهين."
ونشرت صحيفة "العرب" القطرية خبراً بعنوان "وصول سفينة تركية مبردة تقلّ 3 آلاف طن من المواد الغذائية". وقالت الصحيفة إن مصدرا أبلغها بأن تفريغ حمولة السفينة يستغرق 5 أيام.
وقالت الصحيفة إن السفينة المبردة (GREEN GUATEMALA) قادمة من ميناء إزمير في جمهورية تركيا، تحمل على متنها 3 آلاف طن من المواد الغذائية المتنوعة. ووصف الشحنة بأنها أول شحنة غذائية بحرية تصل إلى ميناء حمد قادمة من تركيا، سبقها وصول العديد من الشحنات الأخرى قادمة بالشحن الجوي.