ناقشت صحف عربية مستقبل المنطقة في مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف على نطاق واسع باسم داعش، وذلك بعدما قالت القوات العراقية إن انتصارها على مسلحيه في مدينة الموصل بات وشيكا.
وفي هذا الإطار، أبرز المعلقون أبرز التحديات التي سيواجهها العراق في المرحلة المقبلة، خاصة في ما يتعلق بإعادة الإعمار وأوضاع المواطنين من العرب السنة.
"موت شكلي"
تبحث هيفاء زنكنة في "القدس العربي" اللندنية مرحلة ما بعد التنظيم في العراق، قائلة إن "الانتصار على الدولة الاسلامية على مبعدة بضعة أمتار".
وتشكك الكاتبة العراقية في الخطط التي أعلنتها حكومة بلادها لإعادة إعمار الموصل بتكلفة نحو 100 مليار دولار.
وتتساءل الكاتبة "من الذي سيتحمل تكلفة اصلاح الخراب شبه الكلي، للمدن؟ ومن الذي سينفذ مشاريع الاعمار وإعادة الامن والاستقرار، وما هو أعمق من ذلك أي اعادة الثقة بالحكومة وتعويض الضحايا والبدء بمجريات العدالة الانتقالية بمراحلها المختلفة؟ هل هي الحكومة العراقية المعروفة، عالميا، بأنها من الاوائل في قائمة الدول الأكثر فسادا بالعالم، والموصوفة عالميا، أيضا، بأنها حكومة فاشلة تديرها الميليشيات المسلحة الناشطة خارج نطاق القانون، المتغذية على الثروة النفطية بينما يعيش ثلث الشعب تحت خط الفقر؟ ماذا عن الطائفية التي تنخر المؤسسات؟".
وفي مقالٍ بعنوان "داعش انتهت، ولكن ماذا عن فكرها؟"، يعرب زهير الحارثي في "الرياض" السعودية عن اعتقاده بأن "داعش ماتت شكلاً، ولكنها ستبقى فكراً ومضموناً، ما لم نقتلع أسباب نشوء هذا الفكر ومحفزاته عبر تفنيده ورفضه ليلفظه التاريخ".
ويضيف الحارثي "يجب التأكيد أن المعالجة الأمنية ما هي إلا جزء من الحل فضلاً عن أن الجهود لمواجهة هذا التطرف فكرياً إن أردنا الحقيقة لا زالت ضعيفة، فالمواجهة الناجعة تتحقق بنشر الثقافة التنويرية واقتلاع جذور التطرف وإعلان البراءة منه على كافة الأصعدة الرسمية والشعبية عبر ترويج خطاب الوسطية والتسامح والتعايش والاعتدال. ثمة حاجة لوجود رؤية فكرية وسياسية وأمنية".
"ليست النهاية"
أما حمد إسماعيل الأنصاري فكتب في "الرأي" الكويتية عن الموضوع تحت عنوان "هل سقطت دولة الخرافة؟".
يقول الأنصاري "نعم انتهى الدور المطلوب من هذا التنظيم المشبوه والذي لا يستطيع أي عاقل أن ينفي عنه شبهة ارتباطه بالاستخبارات الأمريكية. قام داعش وسقط... والمستفيدان الأكبر منها هما الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، حيث بسطت الأخيرة نفوذها وبقوة على المنطقة وثرواتها الطبيعية، سواء عبر قواعدها العسكرية المنتشرة في العديد من بلدانها، أو من خلال الصفقات المليارية لبيع الأسلحة على دول المنطقة".
ويختتم بالقول "لذلك فأنا على قناعة تامة بأن هزيمة داعش في العراق ليست النهاية، فمنابع الفكر المتطرف لم تجف وما زال التعصب الطائفي والطرح التكفيري ينخر في مجتمعاتنا وهو النواة الأولى لتأسيس أي تنظيم متطرف في المستقبل".
كما يقول يوسف مكي في "الخليج" الإماراتية "باستعادة الجيش العراقي وحلفائه لجامع النوري، يمكن القول إن هزيمة التنظيم الذي أشغل الدنيا في السنوات الأخيرة باتت محققة".
ويضيف مكي "لا نعني بهذا القول، إن تنظيم داعش قد طويت صفحته ولم يعد له وجود، فذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة. ولكن وجود مناطق محررة للتنظيم بالبلدين بات من الماضي، وكل ما هناك هي بؤر محدودة جداً في صحراء محافظة الأنبار، لن يطول وجود داعش فيها".
وفي السياق ذاته، يقول رضوان السيد في موقع "البوابة نيوز" المصري إن "داعش يوشك أن ينتهى في العراق وسوريا قبل نهاية عام 2017. وقد تبقى هناك بعض العمليات الإرهابية، لكن أسطورة الدولة انتهت أو أوشكت".
وعن مستقبل العراق في مرحلة ما بعد داعش، يضيف السيد "في العراق يقولون إنّ عندهم دستورا وبرلمانا وقضاءً مستقلا وحكومةً معترفا بها. لكن ثلث العراق مخرَّب، وهناك خمسة ملايين مهجر، فمن سينتخب في العراق عام 2018؟".
أما أحمد منصور فيشير إلى ما يسميه "مؤامرة سحق الموصل وأهلها".
ويقول منصور في "الوطن" القطرية "بعد اكتمال المشهد في الموصل الآن أجزم بأن انسحاب الجيش العراقي أمام بضع مئات من مقاتلي تنظيم داعش في شهر يونيو عام 2014 كان مخططا ومؤامرة مرتبة بشكل كبير لاستقطاب عناصر داعش للمدينة من داخل العراق وخارجها ثم استخدام وجودهم داخل المدينة ذريعة ليتم تدميرها وسحقها مع تاريخها الإسلامي المجيد وصناعة واقع ديمغرافي جديد كما حدث الآن في ظل عملية إعادة رسم الخرائط الجغرافية للعراق".