لا تزال الأزمة القطرية الخليجية تلقي بظلالها على الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية، حيث استمرت الصحف السعودية والإماراتية والبحرينية في كيل الاتهامات لقطر بمساندة الإرهاب من جهة، بينما دافعت الصحف القطرية عن سياسة بلادها في مواجهة "الحصار الظالم" من جهة أخرى.
وقللت الصحف القطرية من أهمية الإجراءات التي اتخذتها الدول الخليجية ضد الدوحة، قائلة إنها لن تؤثر عليها.
كتبت الراية القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "اقتصادنا متين ومتنوع"، تقول: "الأزمة الأخيرة أظهرت وبكل وضوح أن خطط مواجهة الأزمات في قطر جاهزة، فسرعة توفير خطوط استيراد السلع والبضائع من الدول الأخرى غير المقاطعة شاهدة على ذلك".
وأضافت أن قطر "استطاعت إيجاد بدائل بزمن قياسي، واستطاعت إدارة الأزمة بكل احترافية، ومن أراد أن يضع دولة قطر في وضع محرج أمام شعبها والعالم وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فحركة استيراد البضائع لم تتأثر أبداً، بينما طال التأثير السلبي موردي البضائع من الدول المحاصِرة".
من ناحية أخرى، توقع بعض الكتاب العرب أن تستمر الأزمة لمدة أطول من المتوقع؛ حيث قالت روزانا بو منصف في النهار اللبنانية إن الأزمة "لن تنحسر بسهولة"، مستشهدة في هذا الصدد بمصادر ديبلوماسية أجنبية.
"إشعال الخلافات"
وكتب محمد السعيدي في الوطن السعودية مدافعا عن قرار المقاطعة، قائلا: "من يُشَكِّك في أن قرار المقاطعة الصارم الذي اتخذته المملكة ضد دولة قطر تأخر كثيراً فهو إما غيرُ متابع لما كان يحدث منذ عشرين عاما، ولذلك فوجئ بما حصل، وإما متماهٍ مع المشروع الذي كانت دولة قطر تعمل عليه ضد السعودية، وينتظر عواقبه بفارغ الصبر".
وتحت عنوان "ماذا تريد قطر من إشعال الخلافات؟"، انتقدت جريدة اللواء اللبنانية السياسات القطرية بأنها معادية لوحدة الصف الخليجي، وتشكل خطرا على النظام العربي.
تقول الصحيفة: "الواقع أن استمرار قطر في سياساتها المعادية لوحدة الصف الخليجي، والقائمة على تمويل الإرهاب ودعم الجماعات المتطرفة لزعزعة أمن واستقرار الدول الخليجية وخاصة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين، لا يُهدّد سلامة دول الخليج العربي وحسب، بقدر ما يشكل خطراً على النظام العربي برمته، والذي شكلت السعودية أحد أطرافه الأساسية".
وهاجمت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها قطر، قائلة: "مارس النظام القطري على مدى 20 عاماً سياسات متناقضة تجاه الجميع أشقاء كانوا أم أعداء وحتى الأصدقاء".
وأضافت: هذه السياسات ورغم تناقضاتها التي تصل إلى حد الجنون إلا أنها تلتقي عند محور واحد كان ومازالت مشكلة سلطات الدوحة وخاصة في عهدي تميم بن حمد ووالده، وهو محور جنون العظمة والاستعلاء، وهو الذي أوقع البلاد في مشكلات لا حصر لها مع عشرات الدول التي وإن اختلفت سياساتها إلا أنها صادقت جميعها على أن ما يحدث في قطر نوع من الجنون لا أكثر".
وتحت عنوان "الثقة المفقودة"، قالت صحيفة البيان الإماراتية: "خسرت قطر ثقة جيرانها بعد أن أثبتت الأيام، عدم قدرة الدوحة على الوفاء بالتزاماتها السياسية، إضافة إلى مواصلتها لدورها التآمري ذاته على دول الخليج العربي، وأمن واستقرار كل المنطقة".
وأضافت: "لا يمكن للدول العربية اليوم، أن تصدق ما تقوله الدوحة، فقد اعتمدت قطر سياسة مزدوجة، تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر، وليس أدل على ذلك من تلك المعلومات التي تثبت تآمر القطريين على كل جيرانها، في الوقت الذي كانت تتعهد فيه، بصون أمن الخليج العربي".
"التخبط والإفلاس"
من جانبها، اتهمت جريدة الوطن القطرية الدول الخليجية التي قطعت علاقتها مع الدوحة بأنها "تواصل التخبط والإفلاس".
وقالت: "التخبط والإفلاس.. أبرز كلمتين يمكن أن توصف بهما حملة دول الحصار الظالمة ضد قطر، فمنذ بداية حملة الأكاذيب، التي بنيت على باطل الاختراق والقرصنة، الذي تعرضت له وكالة الأنباء القطرية، ودول «الحصار» الخليجية الثلاث، تنتقل بين الشيء ونقيضه، في معرض اتهاماتها المسعورة، وحملتها الإعلامية السفيهة على قطر".
في السياق ذاته، قالت الشرق القطرية في افتتاحيتها إن "المكالمة الصوتية التي بثتها البحرين لمحاولة إدانة قطر وتشويه سمعتها، وإلباسها اتهامات باطلة، لا تترجم لدينا إلا حالةً من الإفلاس السياسي والأخلاقي من الأطراف المهاجمة"
وأكدت الصحيفة أن سياسة قطر في التعامل مع "الأزمة الخليجية المفتعلة والممنهجة تبقى واضحة وراسخة وأخلاقية، فالدوحة ملتزمة بالهدوء وتبني خيار الحل الدبلوماسي والتفاوض، وتوضيح الحقائق، والرد على الاتهامات الباطلة التي تستهدف تزييف وعي شعوب المنطقة، وإضرار النسيج الاجتماعي الخليجي".
وفي صحيفة العرب القطرية، قالة سهلة آل سعد إن "قطر قيادة وشعباً خرجت من هذه الأزمة بكسب التأييد العالمي (عدا الدول المدفوع لها)، وباحترام العالم لعدم لجوئها للتدليس والكذب، وبمعرفة الحلفاء والأصدقاء الحقيقيين لها وما كانت لتعرفهم لولا هذه الأزمة".