بطلة هذه القصة فتاة جميلة صاحبة أخلاق عالية وتربية إسلامية فاضلة , لم تعرف
في حياتها التبرج أو الخروج من بيت أهلها الى الشوارع والاسواق كما تفعل الكثيرات من بنات جيلها.
تقدم لها شاب من شباب القرية وخطبها من والدها وكانت في أشد الفرح والسرور بذلك الشاب الغني الوسيم , وقد تم الزفاف على الطريقة الإسلامية البسيطة ، ودخل العروسان إلى منزلهما الجديد دون صخب ولا فِرق موسيقية أو طبول كما جرت بذلك عادة معظم الناس.
وبعد أن دخلا بيتهما وجدا طعاما قد جهزه الاهل لهما فقامت الزوجة بتقديم العشاء لزوجها ، واجتمعا على المائدة ، وفجأة سمع الاثنان صوت أحدما يطرق الباب ، فانزعج الزوج وقال غاضباً : مَن ذا الذي يأتي في هذه الساعة؟ فقامت الزوجة لتفتح الباب ، وقفت خلف الباب وسألت : من بالباب ؟
فأجابها الصوت من خلف الباب : أنا سائلٌ جائع يريد بعض الطعام ..
فعادت إلى زوجها ، فبادر بسؤالها : من بالباب ؟ فقالت له : سائل يريد بعض الطعام ...فغضب الزوج وقال: أهذا الذي يزعج راحتنا ونحن في ليلة زفافنا الأولى؟
فخرج زوجها الى السائل غاضبا وضربه ضرباً مبرحاً ، ثم طرده شر طردة ..
فخرج الرجل وهو لا يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده وكرامته ..ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو في ضيق شديد من ذاك السائل الذي قطع عليه متعة ليلته الاولى مع زوجته.
وفجأة أصابه شيء يشبه الجنون وضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، فخرج من منزله وهو يصرخ ، وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها...ولكنها مشيئة الله.
صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى ، وبعد عدة اشهر ذهب والدها الى القاضي وطلب تطليق ابنته من هذا الشاب الذي أصيب بالجنون وأصبح يدور في الشوارع هائما على وجهه فطلقها القاضي , ثم جلست في بيت أهلها تنتظر ما الله صانع بها. وبعد 15 سنة من تلك الحادثة، تقدم شخص آخر لخطبتها ، فوافقت عليه وتم الزواج ، وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء , وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع ، فقال الزوج لزوجته :
اذهبي فافتحي الباب , فقامت الزوجة ووقفت خلف الباب ، ثم سألت : من بالباب؟ فجاءها الصوت
من خلف الباب : سائل جائع يريد بعض الطعام .. فرجعت إلى زوجها ، فسألها :
من بالباب ؟ فقالت له : سائل يطلب بعض الطعام ...فرفع الزوج المائدة كلها بيديه وقال لزوجته : خذي له كل الطعام ، ودعيه يأكل إلى أن يشبع ، وما بقي من طعام فسنأكله نحن .. فذهبت الزوجة وقدمت الطعام للرجل ، ثم عادت إلى زوجها وهي...