لا تزال الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية تتناول تبعات الأزمة بين قطر وعدد من الدول العربية، وتتساءل عما إذا ما كانت قطر سوف تستجيب للضغوط.
يشير فهد الخيطان في جريدة الغد الأردنية إلى أنه على الرغم من اتساع "دائرة العزلة" التي وجدت قطر نفسها فيها، إلا أنه "لم يصدر من الدوحة أي إشارة تفيد بنيتها الرضوخ للشروط مقابل رفع الحصار عنها".
ويضيف: "وجدت قطر من يناصرها في الإقليم والعالم"، مثل "إيران، وتركيا إقليمياً، وألمانيا وربما فرنسا وبريطانيا أوروبياً".
ويقول: "أوروبياً، سارعت ألمانيا إلى إعلان موقفها إلى جانب قطر، وحمّلت إدارة ترامب المسؤولية عن الأزمة في البيت الخليجي".
من جانبها، رأت الصحف القطرية أن مقاطعة الدوحة لن تنجح.
يقول عبد المطلب صديق في الشرق القطرية تحت عنوان "مقاطعة قطر فاشلة والحصار مستحيل "إن قرار المقاطعة الدبلوماسية وما وراءه من حملة علاقات عامة هو قرار هش، مؤكداً: "الحشد الإعلامي الذي أتيح لهذه الحملة لا يمكِّنها من الاستمرارية ولا يساعد على تحقيق هدفها الأصيل بتبرير المقاطعة الدبلوماسية الكاملة والحصار الاقتصادي الشامل. وصانع القرار في دول المقاطعة قد فاته أن فرصة الدعم الشعبي للمعارضة سيكون ضئيلاً للغاية، خاصة في ظل الحالات الإنسانية التي ستتضرر من المقاطعة في ظل التداخل الأسري بين شعوب دول التعاون إلى درجة يصعب معها وجود بيت ليست له روابط مصاهرة داخل النسيج الخليجي".
"أبعد من مجرد حصار"
أما أحمد منصور فيذهب في الوطن القطرية إلى أن الخلاف بين قطر ودول الخليج هو أبعد من مجرد حصار.
يقول: "إن الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر ليس خلافاً على قضايا فرعية، وإنما هو خلاف بين مشروعين واضحين: مشروع يقوم على إقامة سلام مع إسرائيل، حتى ولو على حساب القضية الفلسطينية وحركات المقاومة علاوة على محاربة المشروع الإسلامي الوسطي، وتولية الأمور للعلمانيين الذين يجاهرون بكراهية الدين والحرب عليه، وبين مشروع عروبي إسلامي أصيل يحاول مع كل الضغوط الدولية والحرب المعلنة على الإسلام من أطراف كثيرة أن يقدم النموذج الوسطي للتعايش بعيدا عن التطرف وأن يدعم حق الشعوب العربية في اختيار من يحكمها وحقها في التحرر من الظلم والاستبداد الذي تعيش فيه منذ عشرات السنين".
ويرثى علي قاسم رئيس تحرير جريدة الثورة السورية حال "التناحر الخليجي"، ويقول إنها "محاولات محمومة" و "تضيف على النار زيت إرهابها ليكون على مقاس الرغبة الإسرائيلية وحسب الحاجة الأمريكية كأحد الشواهد على مفاعيل التدشين الأمريكي لخرائط الجبهات والإحداثيات التي تتحرك من خلالها المواجهة، حيث النار المشتعلة على البساط الخليجي".
وعلى الرغم من تفاؤل مناصري قطر، يرى المعارضون أن عليها توخي الحذر والسعي لحل الأزمة.
تنصح خلود خطاطبة في الدستور الأردنية قطر بأن "لا تعاند وتعيد التفكير في كافة الملفات التي أقحمت نفسها فيها في أوقات سابقة عنوة".
"إثم لا يغتفر"
وتضيف: "الارتماء في أحضان إيران إصلاح للخطأ بإثم كبير لا يغتفر، وهذا النوع من الأخطاء يصعب العودة عنه وقد تكون نتيجته كارثية على الشعب القطري الخليجي العربي الذي لا ولن يقبل يوماً بأن يكون وطنه أداة في يد دولة تعيث فساداً أينما حلت والمشاهد واضحة في العراق وسوريا واليمن".
ويحذر محمد الحمادي رئيس تحرير الاتحاد الإماراتية قطر من الإصرار على عدم الاعتراف بأخطائها.
ويقول: "بدلاً من أن تتراجع وتعترف بأخطائها فإنها تصر، بل وتستفز الجميع بأن تلقي بنفسها في حضن الإيراني الغريب الذي لطالما أساء إليها ولشعبها، الذي هو جزء من الشعب الخليجي والعربي، النظام الإيراني لا يريد من قطر إلا خيراتها واستنزاف مواردها، فما الذي يجعل قطر تذهب للبعيد والغريب وتترك القريب والشقيق؟"
أما الرياض السعودية فتدين صناع القرار في الدوحة، وتشير في افتتاحيتها إلى أن "القرار في قطر تم اختطافه وتلبيسه بما ليس له وصولاً إلى أهداف تضر المصالح القطرية دون أن تخدمها، من اختطفوا القرار القطري وضعوا عصابة على أعين من تبنوا ذلك القرار وأقنعوهم أنه قرارهم وهو لم يكن كذلك أبدا، وإلا كيف نفسر وجود هذا الكم من عناصر المنظمات الإرهابية في قطر الذين يتبؤون مناصب في الظل ويديرون الأمور بما يتماشى مع أهدافهم مستخدمين ثروات قطر ومكانتها الخليجية لتمرير أفكارهم الظلامية".