(CNN) العربية : صرّح الرئيس دونالد ترامب، اليوم الخميس، في أعقاب إعلانه خروج بلاده من اتفاقية باريس حول التغيّر المناخي، بأنه تمكن من خلق ما يزيد عن مليون وظيفة في القطاع الخاص منذ مجيئه، حتى يبرّر انتقاداته للاتفاقية، عندما قال إنها لا تساهم في خلق فرص العمل، إلّا أن الرقم الذي قدمه غير صحيح.
فالبيانات الرسمية الحكومية تبيّن أن عدد الوظائف الخاصة منذ يناير/كانون الثاني، حين استلم ترامب مكتب قيادة البلاد، لم يزد عن 493 ألف منصب إلى غاية الآن، أي عكس ما أشار إليه ترامب، عندما قال إن الاقتصاد بدأ ينتعش ويعود لقوته بشكل كبير، وإن الولايات المتحدة تمكنت من زيارة قدرها 3.3 مليار في سوق البورصة، وخلق أزيد من مليون عمل في القطاع الخاص،.
ورغم أن ترامب استثنى الوظائف الحكومية أو الفدرالية، فإن توقعات شبكتنا تصل إلى 522 ألف منصب عمل إذا أضفنا هذا النوع من الوظائف، فمن أين أتى إذن رقم المليون وظيفة؟
يجيب كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب، غاري كوهن، إن الإحصائيات جاءت من آخر تقرير لشركة ADP التي تُعنى بمعالجة البيانات الآلية، صدر فقط اليوم الخميس، إذ يتحدث تقرير ADP عن خلق 1.2 مليون منصب شغل منذ بداية العام في القطاع الخاص، غير أن هناك ملاحظتين أساسيتين.
الأولى أنه للوصول لهذا الرقم يجب أن نضيف شهر يناير بالكامل، بينما لم يحكم خلاله ترامب سوى 11 يوما، والثاني أن أرقام ADP تبقى مجرد تقديرات وليست بيانات حقيقية، فـADP تعمل عبر أخذ بيانات 24 مليون أمريكي يعملون في شركات لها شراكة معها، وبناء على هذه البيانات تضع الشركة تقديرات لعدد العمال الذين تم جلبهم ومن تم الاستغناء عنهم.
ويعمل المحللون الاقتصاديون والمستثمرون على متابعة تقارير ADP لكن لا يعتبرونها بيانات رسمية حول الوظائف، فغالبا ما تكون أرقام تقاريرها مختلفة عن البيانات الحكومية، بما أنه يوجد أزيد من 153 مليون أمريكي يعمل في البلاد، مقارنة بمن تحصي بياناتهم هذه الشركة، ولتأكيد ذلك، سيبين تقرير حكومي سيصدر اليوم الجمعة عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي خلال شهر ماي/أيار.