لا تزال الصحف العربية - وخاصة الخليجية - تواصل انتقاداتها لحكومة قطر
بعد تصريحات نُسبت إلى أميرها تميم بن حمد، والتي شملت انتقادات لدول خليجية ومصر والولايات المتحدة وإشارة إلى إيران كقوة إقليمية.
واعتبر بعض الكتاب أن قطر تدعم إيران على حساب جيرانها من دول الخليج. ودعا آخرون القيادة القطرية إلى اتخاذ موقف قطري "مسؤول يرجح مصلحة قطر ودول المجلس على غيرها."
وكانت الحكومة القطرية قد قالت إن "جهة غير معروفة" اخترقت موقع وكالة الأنباء الرسمية ونشرت التصريحات، مشددة على أن القصة "لا أساس لها".
"موقف قطري مسؤول"
قال أحمد محمد الشحي في البيان الإماراتية إنه "بدلاً من أن تتوافق قطر مع أشقائها في معالجة الأزمات والمهددات أصبحت مخالفة لذلك، وبدلاً من أن تكون عوناً أصبحت عبئاً، وبدلاً من أن تكون سنداً أصبحت ضرراً، والطعنةُ عندما تأتي من القريب تكون أشد إيلاماً على النفس".
ودعا الكاتب قطر إلى العودة إلى "الحاضنة الخليجية" قائلاً: "وأخيراً فإن الذي نأمله من بلد شقيق كقطر أن يكون سنداً وعوناً لأشقائه، وأن يترك ما يضر بجيرانه، وأن يعود إلى الحاضنة الخليجية العربية التي ليس له غيرها، وأن يعلم العقلاء في قطر أن الحضن الذي تستبدله بحضن الخليج العربي إنما هو بركان سيحرق كل ما فيها من الأخضر واليابس".
وقال خالد بن حمد المالك، في الجزيرة السعودية، "إننا لا نزال بانتظار موقف قطري مسؤول يرجح مصلحة قطر ودول المجلس على غيرها، وهذا لن يتحقق ما لم تعد قطر النظر في مواقفها، وتنأى بنفسها عن الإضرار بأشقائها دول مجلس التعاون والعرب".
وأضاف الكاتب: "كلنا أمل، ومن باب التمنيات والحب الكبير لقطر أميراً وحكومة وشعباً، أن نرى تعاملاً مختلفاً ليس مع هذا التصريح الأميري الخطير فحسب، وإنما مع مجمل علاقات قطر مع أشقائها دول مجلس التعاون، وأن تقترب الدوحة من سياسات الأشقاء الذين لا يتمنون لها إلا الخير والحب والرغبة في أن تكون قطر آمنة ومستقرة".
"طعنة غادرة"
أما صفوت حدادين، فقد كتب في الرأي الأردنية قائلاً إنه "لا بد لقطر أن تدرك جيداً أن تغريدها خارج السرب لن يسعفها على المدى الطويل وأن خطوط الاتصال مع الإيراني ليست الحل لعلاج الأزمة الحالية مع دول الخليج و السعودية تحديدا. مثلما نفى الديوان الأميري التصريحات المنسوبة للأمير، تحتاج المواقف السياسية لقطر مراجعة وإعادة تقييم قبل أن يتأخر الوقت".
ويضيف حدادين أن "السياسة القطرية انتهجت اتجاها غريباً منذ عشر سنوات و ترتب على ذلك حساسيات وجفاء خُلق مع دول عربية عدّة... فثوب علاقاتها مع الخليج و الدول العربية بات يحتاج رتقاً سريعاً قبل أن يبلى".
غير أن عبدالله الملا، قال في العرب القطرية إنه "في الوقت الذي يرابط فيه جنود القوات المسلحة القطرية بجانب إخوتهم من دول الخليج لحماية الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، والمساهمة في إعادة الشرعية لليمن الشقيق، تعرضت قطر لطعنة غادرة نسقتها بعض الجهات الإعلامية غير المهنية، وذلك باختراق موقع وكالة الأنباء الرسمية".
ويضيف الملا " كلنا ثقة بأن قطر ستبقى فوق الشبهات، مستقلة بقراراتها التي تراعي كونها في منظومة مجلس التعاون، ساعية لكل ما يعزز التعاون بين أعضاء هذا المجلس (على البر والتقوى).
وقال فريد أحمد حسن، في الوطن القطرية، إنه "لا بد من التأكيد على أمور ساهمت في خفض التوتر وترك (الكبار) ليحلوا المشكلة بطريقتهم، أولها وقوف الكثير من المثقفين الذين يدركون حجم المؤامرات على دول مجلس التعاون وعلى العرب على الحياد ومحاولتهم التهدئة بتوظيف ما يمتلكون من قدرات في الكتابة والتعبير، وثانيها المحاولات الواضحة للمسؤولين في قطر بشكل خاص وفي دول مجلس التعاون بشكل عام للتهدئة ودفع الجميع إلى التثبت والتيقن مما ينشر ويقال والتوقف عن المهاترات".