تواصلت في صحف عربية حالة من الجدل بشأن تصريحات نُسبت إلى الأمير القطري تميم بن حمد، والتي شملت انتقادات لدول خليجية ومصر وإشارة إلى إيران كقوة إقليمية.
وقد قالت الحكومة في قطر إن "جهة غير معروفة" اخترقت موقع وكالة الأنباء الرسمية ونشرت التصريحات، مشددة على أن القصة "لا أساس لها".
"مغامرات غير محسوبة"
تقول افتتاحية "الرياض" السعودية "أن تستعيض قطر عن دول الخليج، حاضنتها الخليجية الطبيعية، بحاضنة إيران الاصطناعية، فهذا يعني أن هناك خللاً في الفكر السياسي الاستراتيجي القطري".
وتتساءل الجريدة "إذا كانت إيران قد رحبت بالتقارب القطري معها، فذلك لأنه في مصلحتها... فما هي مصلحة قطر في الارتماء في الحضن الإيراني الذي لا تنتمي له؟".
من جهته، يندد عبد الرحمن اللاحم في "عكاظ" السعودية بنظام الحكم في قطر و"مغامراته المراهقة وغير المحسوبة".
ويشدد اللاحم على أن "غالبية القطريين يعلمون جيدا أن لا مصلحة لهم ولا لدولتهم في معاداة السعودية ودول الخليج، التي هي أقرب إليهم من عدو فارسي فاشي لا تربطهم به أي روابط ثقافية ولا اجتماعية ولا جغرافية".
على المنوال نفسه، يقول رئيس تحرير "الاتحاد" الإماراتية محمد الحمادي إنه "لن ينفع قطر إلا أشقاؤها دول مجلس التعاون الخليجي ولن ينفعها إلا العرب، هذه هي الحقيقة المطلقة، وستكون قطر واهمة كثيرا لو اعتقدت للحظة أن إيران حليف دائم لها".
وفي "الأخبار" المصرية، يقول جلال عارف إن "تصريحات 'تميم'، الأخيرة ليس فيها من جديد إلا أنها اعتراف رسمي بما حاول الحكم في قطر أن ينفيه لسنوات".
ويضيف الكاتب أنه "في مشهد عبثي، أطلق صبي الدوحة، 'تميم'، تصريحاته الأخيرة وكأنه يقول: أنا جدع!! وأنا مازلت قادرًا علي أن أكون 'بتاع كله'، وأن أمارس علم 'اللوع' الإخواني على أصوله، فأجمع بين واشنطن وطهران، وبين حماس وإسرائيل".
ويهاجم منذر عيد في صحيفة "الثورة" السورية قطر، مشيرا إلى أن "التورم الذي أصاب 'حارة' قطر قد تلاشى، وبأنها فشلت في إكمال الدور الأكبر من حجمها، وبأن دور السمسار السياسي ما عاد صالحا في ظل القوانين والمعطيات والتكتلات الجديدة في المنطقة".
"أسلوب العصابات"
بالمقابل، انتقدت صحف قطرية الدول التي تهاجم الأمير تميم، إذ شدد بعض كتابها على أنه لم يُدل بالتصريحات التي نُسبت إليه.
ويقول عبد العزيز الخاطر في "الوطن" القطرية إن"الحملة الإعلامية التي تشنها صحف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد قطر، في اعتقادي، تضع المنطقة في مرحلة ما قبل الدولة رغم انتماء هذه الدول للمجتمع السياسي منذ أكثر من 50 عاما أو ما يقارب من القرن".
ويبدي الكاتب أسفه إزاء "انحدار مستوى التعامل، من السياسي، إلى ما يشبه الترصد والتجسس، وهو أسلوب أقرب ما يكون إلى أسلوب العصابات، إلى أسلوب ثالث قبلي يُعبر عن عصبية قبلية لا تمت إلى الدولة بصلة".
وتشيد ناهد القحطاني في "الراية" القطرية بالأمير تميم، وتنتقد الذين يصرون على إسناد تلك التصريحات إليه، مشيرة إلى أن "هناك من يدير هذه الحملة لضرب اللحمة الخليجية".
وتشدد الكاتبة على أنه لو كان الأمير "قد قالها، فإنه لن ينكرها، لأنه لن يقول إلا ما هو مؤمن به، فلا نذكر عبر التاريخ بأن قطر وحكامها قد نقضوا حديثًا بدر منهم، ولا بأنهم قد نقضوا عهدا، ولا بأنهم قد غدروا بأحد غريب كان أم قريب".