لقد ارتفع سقف النقاشات حول النشيد الوطني إلى مستويات خارج السياق، من تخوين واستبطان العلمانية واستغلال الطائفية، والأمر أبسط من ذلك إذا بقي في إطاره الموضوعي الصحيح، وخلا من التفسير التآمري للمواقف.
- إن قصيدة بابه المبدعة في مجالها. جوهرة نفيسة ، ولكن الدعوة إلى تحيين ألفاظ النشيد الوطني ليست قدحا في قصيدة الشيخ بابه (المتوفى 1924)، ولا طعنا في الدين، وإنما هي السعي لإيجاد كلمات أنسب للنشيد الوطني يحمل مضامين الهوية، ويربط الأجيال بالوطن وأمجاده ويغرس الشهامة وقيم المواطنة
- إن من يسمح لنفسه أن يطعن في : (كن للإله ناصرا... وأنكر المناكرا....) هو شخص بال الشيطن في أذنيه، يحتاج إلى دعاء صالح للهداية.
- أريد أن أوضح هنا لمن لم يستوعب الإقتراح أن الاقتراح المقدم متكامل ينطلق من حسن نية بالإسلام والوطن نوجز ذلك في الآتي::
1- إن الدعوة لتحيين كلمات النشيد الوطني اليوم لاتعني تغيير اللحن الموسيقي الذي عرفت به بلادنا منذ الاستقلال.
إن المطلوب هو تأليف كلمات جديدة على الوزن المتماشي مع النغم الوطني المعهود
يتم ذلك في نطاق مسابقة وطنية تنظم لاختيار الأنسب والأكمل للمطلوب.
من البديهي أن الشروط الأساسية في المسابقة إسلامية النشيد، ووطنيته، فلاخوف على هوية النشيد لأن دولتنا إسلامية واسمها الجمهورية الإسلامية الموريتانية أكد ذلك رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة،
ثمّ إننا نعرف أن كلمات النشيد الوطني الحالية ظلت فترة طويلة مجهولة لدى المواطن العادي حتى بداية الثمانينات تقريبا، وكان كل من سمع نغم النشيد الوطني في فترة الكمون يعطيه محتوى خاصا من عنده ، مرة (ولد داداه قاس اندر) ومرة (الاستقلال راه تم) .....
أقول ذلك لينتبه الناس أن الاقتراح المقدم يعني أن النشيد الوطني باق على نغمه المعروف محافظ على هويته الإسلامية مرسخ للقيم الوطنية ، فلا يتغير إلاّ الكلمات التي يدرب عليها الأطفال في المدارس ، وستبقى مقطوعة الشيخ بابه قيمة عظيمة في نفوس المواطنين، ومن الأناشيد المحورية في المدرسة الموريتانية .
بون عمر لي