كان أحمد شابا في العشرينيات من العمر , وفي منتهى الاناقة والوسامة , يغري منظره أي فتاة , وكان يقف وقت الظهيرة
عند "كرفور مدريد" وينادي بأعلى صوته :
"خاصتني الَّا امرأة وحدة" .."اندور الا امرأة" ويكررها "خاصتني الا مراة"
يتردد صدى صوته في مسامع فتاة كانت في تلك اللحظة تعبُر الشارع صدفة , وقد أصغت لكلماته جيدا , ثم نظرت اليه بنظرات لا تخلو من الحيرة والتعجب والاعجاب.
اقتربت من الشاب أكثر واكثر وهي متلهفة , لكنها تحاول اخفاء تلك اللهفة , ولسان حالها يقول : وداعا للعنوسة اللعينة , وداعا الى الابد لشبح "لَبّارْ" الجاثم على الصدور والذي ظل يطاردني منذ وصلت سن الزواج.
ها أنا الان أرى بأم عيني ـ وليس في الاحلام ـ ذلك الشاب الذي طالما ارتسمتْ صورته في مخيلتي منذ سنوات الاعدادية الاولى , نعم انه الفارس الذي تصورته , فارسٌ ممتلئٌ رجولة , ووسامة وأناقة..اقتربتْ أكثر واكثر , وما زال يردد نفس العبارة "خاصتني الا امراة .. اندور الا امرة وحدة"
تهمس لنفسها ..نعم , انه لا يريد الا امرأة واحدة , ليس في نيته ان يتزوج امرأة اخرى , وهذه هي المواصفات التي تعجبني في شريك حياتي , وتساءلت : هل يعقل أن أكون محظوظة لهذه الدرجة؟ وتجيب على الفور : يبدو أنني بالفعل محظوظة.
واصلت الاقتراب رويدا رويدا والعرق يتصبب من جبينها في خجل , ثم استجمعت كلَّ شجاعتها , ورباطة جأشها ,في محاولة للفت انتباه الشاب , وبالفعل نجحت في مهمتها فقد بدأ ينظر اليها نظرة لا تخلو من الاهتمام , فابتسمت في وجهه ابتسامة الحائر ,وسألته بهدوء :
"انت لمرة ال حسّكْ كَـلتْ عنّك ادُّورْ.. ادُّورهَا لاش؟"
ابتسم الشاب ابتسامة جميلة لكنه لم يتفاعل معها بالطريقة التي كانت تحب أن يقابلها بها , وقال :
"آنَ هو مول هذي تاكسي وخاصتني ابلاصة امراة وحدة للدّايَه السَّاتّه"
في تلك اللحظة تحطمت آمالها , وتلاشت أحلامها , ودارت الارض تحت أقدامها , وحينها شعرت بأن الوقت حار جدا , ولم تكن تشعر بحرارته قبل ذلك , ثم نكّست رأسها عائدة وقالت :
"نو ..نو ..آن اّص واعدة توجنين"
قصة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي , لكننا في "الجواهر" قمنا بتصحيحها وصياغتها لتكون صالحة للنشر.