تباينت آراء الكُتاب في صحف عربية بشأن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط والتي شارك خلالها في قمة عربية إسلامية في السعودية وعقد خلالها مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. "أيام تاريخية" قالت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها إن العاصمة السعودية عاشت "أياما تاريخية بانعقاد ثلاث قمم غير مسبوقة الانعقاد في الزمان والمكان والمضمون والأهداف، قمم أسست للحاضر والمستقبل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، ووضعت لبنات عمل مشترك نتائجه ليست في صالحنا وحسب وإنما في صالح الأمتين العربية والإسلامية والعالم". ورأت الصحيفة أن "الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي في مواجهة التطرف والإرهاب بند مهم في تكثيف الجهود وتوحيدها في القضاء على الإرهاب بكل تفرعاته وبكل الوسائل كهدف مشترك نسعى لتحقيقه". على نفس المنوال، كتبت ثريا العريض في "الجزيرة" السعودية، قائلة إن "فكرة القمة الأمريكية العربية الإسلامية كانت ضربة معلم أو بالأحرى فريق معلمين؛ وتأكيدا لمبدأ (نحن قادرون على الإنجاز). يتضح أن (حزم وعزم) الملك سلمان ليس مجرد شعار بالإضافة إلى حكمته ومعرفته بالتاريخ". وأضافت العريض أن "القمة في حد ذاتها كانت الخطوة الأولى التي وضعت النقاط على الحروف وأزالت اللبس. اتفق فيها الجميع على تسمية وتحديد العدو المشترك ورسمت الطريق لمواجهته للقضاء عليه: التطرف الفكري الذي يستغل تقديس الدين ليتنمر إلى إرهاب دموي قاتل لا يكترث كم من الضحايا يلتهم وإلى أي دين ينتمون". وفي افتتاحيتها، قالت "الخليج" الإماراتية إن "القمم العربية-الإسلامية-الأمريكية التي استضافتها الرياض ستصنف واحدة من أهم المفاصل التاريخية في المنطقة والعالم ومؤشراً على مسار كثير من القضايا المفتوحة وفي صدارتها مكافحة الإرهاب واجتثاثه والتصدي للتدخلات الإيرانية، ومشاريعها العدوانية في عدد من البلدان العربية". وقالت الصحيفة إن القمة "حملت عدة رسائل منها رسالة موجهة إلى الشعب الأمريكي ومن ورائه الشعوب الغربية ومحتواها يفيد بأن الدول الإسلامية، والمسلمين عموماً، ليسوا كما يصورهم بعض الإعلام المتحامل، بل ربما يكونون الطرف الأجدر بأن يكونوا شريكاً للعالم الحر لخير الإنسانية قاطبة، ولضمان مستقبل آمن ومتوازن بين جميع الأمم والشعوب". "خيبة أمل" في المقابل، قال حمادي الرديسي في صحيفة "المغرب" التونسية إن خطاب الرئيس الأمريكي في الرياض "أثار خيبة أمل لدى الذين كانوا يتصورون أنه قادر على الارتقاء إلى المستوى الرفيع لخطاب الرئيس السابق باراك أوباما في القاهرة سنة 2009". ويضيف الكاتب أن ترامب ألقى "خطابا باهتا وضعيفا لم يتلقف العالم منه إلا خبرا بائتا حول الحرب على الإرهاب... لم يتحدث ترامب لا على حقوق الإنسان ولا على الديمقراطية ولا على الإسلام السياسي المعتدل". أما خالد الأشهب، فقال في "الثورة" السورية إن زيارة ترامب إلى السعودية "انتهت وقد طفحت فعالياتها ويومياتها بقدر لا سابق له من مظاهر النفاق والدجل والرياء". ويضيف الكاتب "ومع أن النفاق والرياء لم يتوقفا عند الزيارة ومظاهرها بل تجاوزاها إلى أهدافها وغاياتها كالموقف من إيران ومن مكافحة الإرهاب إلا أن الإصرار السعودي الأمريكي المشترك على محاولات غسل اليدين من الإرهاب ومن تمويله وتسليحه والتحريض عليه أوقع آل سعود في أخطاء قاتلة".